أكد تقرير حديث أصدرته الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ، يتعلق بالوقوف على برامج القنوات التلفزيونية العمومية الموجهة للطفل ومقاربتها، هيمنة الإنتاج الأجنبي على العرض المقدم للأطفال بنسبة 91 بالمائة . وأظهر التقرير ، الذي يغطي فترة زمنية محدودة (153 يوما) تمتد من فاتح شتنبر 2012 إلى 31 يناير 2013 ، «ضعف حجم الإنتاج الوطني» (9 بالمائة)، واقتصاره على إعداد برامج التنشيط داخل الاستوديوهات ، مع «غياب تام» لسلسة أو فيلم للرسوم المتحركة من إنتاج وطني. وأشار التقرير، الذي حمل عنوان « 150 يوما من العرض التلفزي العمومي الموجه إلى الأطفال «، إلى الحضور المكثف للرسوم المتحركة بنسبة 88 بالمائة في القنوات العمومية ( 95 بالمائة في القناة الأولى )، (85 بالمائة في القناة الثانية)، ( 75 بالمائة في قناة تمازيغت ) و(100 بالمائة في ميدي 1 تي في). وسجل التقرير ، الواقع في 41 صفحة ، أيضا قلة برامج التنشيط والمسابقات ( 6 برامج من أصل 97 برنامجا من مجموع القنوات)، فضلا عن غياب أشكال أخرى من برامج الأطفال من قبيل مسرح الطفل وبرامج الحوار ومجلات ثقافية وترفيهية وغيرها . وبخصوص مضامين البرامج المقدمة من قبل القنوات الأربع ، فقد سجل التقرير أيضا الحضور المكثف للترفيه ( 67 بالمائة ) ، في الوقت الذي لا تمثل المضامين التربوية سوى 33 بالمائة ، علاوة على تقديم بعض الرسوم المتحركة لمشاهد تحمل جرعات من العنف ، مع اعتماد البرامج أساسا على الطفل المتلقي على حساب الطفل الفاعل . وبشأن الجانب اللغوي، أبرز التقرير حضور البرامج الأجنبية المدبلجة إلى العربية الفصحى والأمازيغية بنسبة 49 بالمائة من مجموع البث في القنوات الأربع، مع الإشارة إلى اختلاف نسبة البرامج المدبلجة بحسب كل قناة، حيث بلغت هذه النسبة 100 بالمائة في تمازيغت التي لا تبث برامج الأطفال بأي لغة أجنبية، و34 بالمائة في القناة الأولى ، و44 بالمائة في القناة الثانية ، و 18 بالمائة في قناة ميدي 1 تي في . أما بخصوص البرمجة ، فإن كل القنوات العمومية تلتزم بالحصص اليومية لبرامج الأطفال، غير أنها حسب التقرير «لا تحترم الدقة في التوقيت والانضباط في وتيرة بث بعض البرامج»، مع الإشارة إلى أن كل القنوات العمومية تخصص نهاية الأسبوع حصة صباحية للأطفال بين السابعة والحادية عشرة صباحا. وأشار التقرير إلى أن عدد البرامج التي تمت متابعتها بلغ 97 برنامجا، والتي استغرق بثها ما يعادل 814 ساعة طيلة خمسة أشهر من البث.