كشفت معطيات حديثة، صادرة عن الهيأة العليا للاتصال السمعي -البصري، أن القنوات الدينية الأجنبية استحوذت على أكثرَ من نصف نسبة مشاهدة البرامج الدينية خلال شهر رمضان المنصرم، متفوقة بذلك على الإنتاج الدينيّ الذي قدّمته كافة القنوات الوطنية مجتمعة خلال الشهر الفضيل، بما فيها قناة «ميدي آن تي في»، المنضمة حديثا إلى القطب العمومي.
وتكونت العيّنة التي شملتها الدراسة من أكثر من 7 ملايين مشاهد، حيث استحوذت البرامج الدينية التي تُقدّمها القنوات العربية على ما نسبته 52.8 من نسبة المتابعة، بعدد مشاهدين فاق الثلاثة ملايين، في حين حلت القناة الثانية المغربية في المركز الثاني بنسبة متابعة بلغت 30.9 في المائة، أي بعدد مشاهدين بلغ ثلاثة ملايين و700 ألف، تليها القناة الأولى بنسبة متابعة بلغت 11.7 في المائة، أي بعدد مشاهدين بلغ بالكاد 800 ألف مُشاهد، لتحل قناة «المغربية» في الرتبة الأخيرة بنسبة متابعة بلغت 4.7 في المائة، مع عدد مشاهدين بلغ 327 ألف مشاهد.
وتصدر برنامج «مواهب في تجويد القرآن»، الذي عرضته القناة الثانية خلال رمضان المنصرم، نسبة المشاهدة للبرامج الدينية، بمتوسط متابعة بلغ أكثر من مليون ونصف مُشاهد، متبوعا ببرنامج «الدين والناس»، الذي قدمه مصطفى بنحمزة على نفس القناة، بعدد مشاهدين بلغ مليونا و470 ألف مشاهد، بينما حل برنامج «الإسلام سلوك ومعاملات» ثالثا، بمتوسط مشاهدين قارب المليون مشاهد، بينما لم تحتلَّ البرامج الدينية المعروضة على باقي القنوات، ومنها قناة محمد السادس المتخصصة، المراتب الأولى في نسبة المتابعة.
وفي دراسة موازية للهيأة، يتضح أنه رغم تصدر القناة الثانية نسبة المتابعة، فإنها لم تساهم في الإنتاج الدينيّ لشهر رمضان إلا بنسبة قاربت العشرة في المائة، بحيّز ديني لم يتجاوز 13 ساعة ونصفا، في حين تصدرت القناة الأولى اللائحة بحجم إنتاج قارب 61 ساعة بثّ من البرامج الدينية، بنسبة بلغت 44 في المائة، في الوقت الذي فيه قناة «ميدي آن تي في» على القناة الثانية بساعات بث بلغت 35 ساعة تقريبا، بنسبة حُدِّدت في 25 في المائة، لتأتي قناة «تمازيغت» في المرتبة الأخيرة، بنسبة 21 في المائة من مجموع البرامج الدينية التي قدّمتها القنوات الوطنية في الشهر الفضيل.
وبيّنت الدراسة ذاتها أن الإنتاج الوطنيّ كان هو المهيمن، بنسبة 100 في المائة في كل من القناة الثانية و«تمازيغت»، بينما استحوذ الإنتاج الوطني في القناة الأولى على نسبة 78 في المائة، مقابل 22 في المائة للإنتاج الأجنبي، على عكس قناة «ميدي آن تي في» التي غلب الإنتاج الأجنبي على برامجها الدينية، والذي بلغت نسبته 86 في المائة، وكان في غالبه من البرامج التي سبق لها أن مرت على شاشات قنوات عربية أخرى، إضافة إلى برنامج «بدون حرج»، الذي تحوّل إلى مناقشة قضايا دينية في رمضان الماضي.