استقبل جلالة الملك محمد السادس، يوم الأحد بمطار فيليكس هوفويت -بوانيي الدولي بأبيدجان ، فخامة السيد الحسن واتارا رئيس جمهورية الكوت ديفوار، وذلك خلال حفل عودة فخامته إلى أبيدجان بعد قضاء فترة نقاهة بالخارج. وخلال هذا اللقاء ، الذي تم بالقاعة الشرفية للمطار ، جدد جلالة الملك التعبير عن أحر متمنياته بالشفاء العاجل وموفور الصحة للرئيس واتارا حتى يواصل عمله الدؤوب خدمة للشعب الإيفواري. ويعكس هذا الاستقبال العلاقات التاريخية المتميزة والنموذجية القائمة بين البلدين الشقيقين، وكذا الحرص الدائم لجلالة الملك على جعل التعاون المغربي- الإيفواري مثالا للشراكة جنوب- جنوب. كما يندرج هذا اللقاء في إطار العلاقات الأخوية التي تجمع بين قائدي البلدين. وقد خصص استقبال شعبي حماسي كبير للرئيس واتارا بمناسبة عودته إلى بلاده. من جهة أخرى، أعرب الرئيس الغيني ألفا كوندي، عن "فخره العميق" بالزيارة التي سيقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى بلاده، لأنها ستشكل فرصة لتقوية أواصر العلاقات الثنائية في مختلف الميادين، وترسيخ الروابط العريقة بين البلدين. وأضاف فخامة الرئيس ألفا كوندي في حديث خص به قناة (الأولى)، الأحد، عشية الزيارة التي سيقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى كوناكري، المحطة الثالثة في إطار جولة جلالته الإفريقية، "إنه لشرف عظيم بالنسبة لنا، الشعب الغيني ينتظر بفارغ الصبر هذه الزيارة، لأن المغرب بلد كبير"، وأضاف أن "جلالة ملك المغرب سبط الرسول محمد، لذلك فإنه شرف كبير لنا، على المستوى الديني"، مشيرا الى أن الزيارة الملكية ستفتح آفاقا جديدة للتعاون بين المغرب وغينيا". وفي هذا الصدد، ذكر الرئيس الغيني بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وخصوصا بين الرئيس سي كو توري (أول رئس لجمهورية غينيا) وجلالة المغفور له محمد الخامس، "مؤسس مجموعة الدارالبيضاء، التي شكلت النواة الأولى لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية". وبخصوص دعم المغرب للانتقال السياسي في غينيا، قال الرئيس الغيني " نحن ممتنون للمغرب على ما قام به لإنجاح الانتقال في بلاده"، مذكرا في هذا السياق، بالاجتماع الذي احتضنه المغرب، مما مكن غينيا من إنجاح مسلسل انتقالها السياسي". وتابع "اليوم طوينا صفحة الانتقال وبدأنا صفحة جديدة، من خلال إجراء انتخابات تشريعية وانتخاب برلمان"، مضيفا "نحن ممتنون للمغرب على ما قام به من اجل أن تجتمع كل الظروف المواتية لكي تتوثق فرص التعاون بين المغرب وغينيا". وبخصوص الميادين التي تأمل غينيا تعزيز التعاون بشأنها مع المغرب، قال ألفا كوندي، " هناك تكامل كبير بين غينيا والمغرب الذي يتوفر على قدرات تكنولوجية كبرى وموارد بشرية كفؤة ، أما نحن فلدينا موارد طبيعية هامة لكن مواردنا البشرية محدودة، لذلك نعتقد أن لدينا قاعدة صلبة للتعاون الثنائي لكي تتقوى علاقاتنا في المجال المعدني والبحري وقطاعات الطيران والسكن الاجتماعي والفلاحة والبنيات التحتية والتعاون العسكري والأمني، حيث هناك مجال واسع للتعاون مع المغرب". وبشأن الأمن الإقليمي، أكد الرئيس الغيني أنه بالرغم من أن بلاده لا تنتمي الى منطقة الساحل، إلا أن "مشكل الارهاب وخاصة تنامي التطرف الديني بالمنطقة، يشكل انشغالا كبيرا بالنسبة لنا"، والشيء نفسه بالنسبة لمحاربة الجريمة والقرصنة البحرية. وفي هذا السياق، أعرب الفا كوندي عن أمله في أن تستطيع بلاده بمعية المغرب، تقديم "دعم أكبر لمالي" وتعزيز التعاون مع المملكة ليس فقط في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، ولكن أيضا في محاربة القرصنة البحرية في المحيط الأطلسي".وأضاف أن بلاده تأمل أيضا في "العمل على تقوية العلاقات بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والمغرب". وبخصوص التعاون الديني، أبرز الرئيس الغيني، أن بإمكان غينيا البلد المسلم، (بنسبة 90 في المائة)، تقوية تعاونها مع المملكة في هذا المجال، مشيرا إلى أنه سيتم التوقيع قريبا على اتفاق في هذا الشأن مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. يشار إلى أن جلالة الملك ، سيقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية غينيا، المحطة الثالثة ضمن جولة جلالته الإفريقية والتي قادته إلى كل من مالي وكوت ديفوار. كما سيقوم جلالة الملك، بعد ذلك، بزيارة عمل وصداقة للغابون.