وافق رئيس غينيا، ألفا كوندي، على إجراء مقابلة مع "لوماتان"، على هامش الزيارة الرسمية لجلالة الملك محمد السادس لغينيا. وفي هذا الحوار، تحدث الرئيس عن العلاقات السياسية الجيدة بين البلدين، وخاصة عن الأهمية التي توليها غينيا لتطوير علاقاتها الاقتصادية مع المغرب، معتبرا أن إفريقيا قادرة على رفع كل التحديات، شريطة أن يأخذ الأفارقة زمام أمورهم بأيديهم. يقوم جلالة الملك بأول زيارة له لغينيا، فما هي رمزية هذا الحدث؟ -إن لهذه الزيارة بعدا رمزيا قويا، لاعتبارات عدة، فجلالة الملك محمد السادس من سلالة النبي محمد، وغينيا بلد مسلم بنسبة أزيد من 60 في المائة. كما أن العلاقات بين البلدين تمتد بعيدا، من عهد الملك محمد الخامس والرئيس أحمد سيكو توري، رحمهما الله. إننا مسرورون جدا بأن يطأ العاهل المغربي لأول مرة أرض غينيا بصفته ملكا، وقد حضر إلى هنا سابقا، في تشييع جنازة الرئيس سيكو توري، وإنها، فعلا، مناسبة فرح عارم وفخر كبير لاستقبال جلالته مجددا، بصفته ملكا للمغرب. ظل موقف غينيا في قضية الوحدة الترابية للمملكة ثابتا، فما هي رؤيتكم لمخطط الحكم الذاتي لحل قضية الصحراء؟ -إننا نساند المقترح المغربي، القاضي بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليم الجنوب، ونؤكد أن هذا المقترح سيحظى بدعم الأممالمتحدة، من أجل حل نهائي للمشكل، وكي يستعيد المغرب مكانه في الاتحاد الإفريقي. تبقى العلاقات الاقتصادية بين المغرب وغينيا دون المستوى، فكيف يمكن إعطاؤها انطلاقة جديدة من أجل استغلال إمكانات التعاون المتوفرة في البلدين؟ -كما تعلمون، عرفت غينيا تأخرا كبيرا، وكان عليها أن تكون أول بلد في إفريقيا الفرنكوفونية في مجال التنمية، وكان ينبغي أن تكون الشريك الأول للمغرب في إفريقيا جنوب الصحراء .وطموحنا هو أن تصبح غينيا الشريك الأول للمغرب في جنوب الصحراء، وسنفعل كل شيء لتحقيق ذلك، فنحن نتكامل مع المغرب. لديكم التكنولوجيا والدراية والموارد البشرية، ولدينا ثروة، من أرض وبحر. والاقتصاد الغيني والمغربي متكاملان، لذلك نحن نأمل أن يسمح لنا هذا التكامل بتطوير تعاون مربح للجانبين، ويمكن للشركات المغربية من الاستثمار بكثافة في غينيا، والاستفادة من الخبرات المغربية والموارد الغينية بالنسبة للشعبين . في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري، قال صاحب الجلالة إن إفريقيا يجب أن تضع ثقتها في إفريقيا ويجب أن تأخذ مصيرها بيدها، إلى أي مدى تشاطرون هذه الفكرة؟ - كنت دائما أشاطر هذه الرؤية لإفريقيا، لأنني أعتقد أن إفريقيا لا تحتاج إلى مساعدة، وهي في حاجة فقط لتثمين موادها الأولية كما يجب، وإذا وضع الأفارقة الثقة في أنفسهم وفي بعضهم البعض، فمن الواضح أنها ستكون القوة الأولى في العالم. ويجب أن نقبل التعاون مع بعضنا، فنحن نقبل حرية حركة الناس والبضائع، وأعتقد أن إفريقيا هي مستقبل العالم. ما هي انتظارات غينيا من بلد أخ وصديق مثل المغرب؟ - نتطلع لتعزيز التعاون في جميع المجالات، الاقتصادية، والثقافية، والتدريب، وتبادل الخبرات، وكذلك تعزيز العلاقات الدينية، ولدينا مجالات واسعة من التعاون مع المغرب . ولد فخامة ألفا كوندي، رئيس جمهورية غينيا منذ 21 دجنبر 2010، تاريخ تنصيبه، يوم 4 مارس 1938، بمدينة بوكي. واستقر كوندي بفرنسا منذ سن 15 من عمره، حيث التحق بثانوية كامبيتا بتولوز، وأنهى دراسته الثانوية بثانوية تروغو بباريس. بعد ذلك، حصل ألفا كوندي على الدكتوراه في القانون، وبقي معارضا لفترة طويلة في المنفى، وكرس حياته لترسيخ ديمقراطية متعددة بغينيا. وعند عودته إلى كوناكري سنة1991، على رأس حزب تجمع الشعب الغيني، ناضل بقوة من أجل ترسيخ الديموقراطية والتعددية الحزبية. وفي فبراير 2010، أعلن بكوناكري ترشيح حزبه للانتخابات الرئاسية، التي نظمت في يونيو، ويوم 15 نونبر 2010، حصل كوندي على السلطة عقب أول انتخاب حر منذ استقلال هذا البلد. ولكوندي مؤلفات وإصدارات عدة.