في الوقت الذي أكدت وزارة الداخلية المغربية، أن حوالي 300 مهاجر إفريقي في وضعية غير قانونية، حاولوا ليلة الأحد - الاثنين الماضيين، الدخول إلى مدينة مليلية المحتلة بالقوة، على مستوى منطقة «تيغورفانتين» التابعة للجماعة القروية بني شيكر (إقليمالناظور)، قال وزير الخارجية الاسباني «خوسيه مانويل غارسيا مارغايو»، إنه من الضروري «مطالبة المغرب بالحرص على ألا يقترب المهاجرون من الحدود الإسبانية»، حسب زعمه. وأكد الوزير الإسباني، في مؤتمر حول السياسة الخارجية لبلاده، أن «حدود المغرب وإسبانيا الأكثر تفاوتا في العالم»، مشيرا إلى أن تدفق المهاجرين الأفارقة على مدينة مليلية سيكون كبيرا، ومعتبرا في الوقت ذاته أن الهجرة السرية عبر حدود المغرب وإسبانيا أكثر من تلك التي تشهدها الحدود الفاصلة بين الولاياتالمتحدة والمكسيك. وقال «خوسيه مانويل غارسيا مارغايو»، إن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها إسبانيا هي السبب وراء تضاؤل عدد المهاجرين، مشيرا إلى أن تدفق المهاجرين على أروبا سيشهد تزايدا مضطردا في الوقت سيتعافى اقتصاد القارة العجوز. وأوضح وزير الخارجية الإسباني، أن الهجرة هي واحدة من «المآسي الكبرى» الناجمة عن العولمة، مطالبا ب»استجابة عالمية»، في الوقت الذي شدد فيه على ضرورة أن تحل الدولة المغربية مسألة إعادة المهاجرين. ومن جهتها، ذكرت وزارة الداخلية المغربية في بلاغ حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، أن المهاجرين الأفارقة الذين حاولوا اقتحام مليلية المحتلة، لم ينصاعوا للتحذيرات المعتادة، إذ أقدموا على الرشق بالحجارة مما تسبب في إصابة 13 عنصرا من القوات العمومية. وأشار المصدر ذاته، إلى أنه تم توقيف 96 من هؤلاء المهاجرين، تم نقل 14 منهم إلى مستشفى الحسني بالناظور لتلقي العلاجات الطبية الضرورية عقب تعرضهم لجروح ناجمة عن الأسلاك الشائكة للسياج الحديدي المحيط بالمدينة المحتلة. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي»، فإن عملية الاقتحام التي نفذها المهاجرون الأفارقة، تمكن من خلالها مايزيد عن 100 مهاجر من الدخول إلى مليلية، في الوقت الذي انقسم المهاجرون إلى مجموعتين في محاولة منهم لتشتيت أنظار القوات العمومية المغربية والإسبانية، ومقاومة التدخل الأمني. ويأتي مطالبة وزير الخارجية الإسباني، السلطات المغربية بإعادة المهاجرين الأفارقة، في وقت لايزال فيه الجدال السياسي قائما بإسبانيا بخصوص الشفرات الحادة والمخيفة التي أثبتتها، أخيرا، على طول الحدود الوهمية لمليلية السليبة.