بحضور الاستاذ محمد الدرويش، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وكاتبه الجهوي الأستاذ محمد المموحي، وأعضاء اللجنة الادارية بالجهة والكتابة الجهوية والأقاليم والفروع، تابع أشغال هاته الندوة، التي نظمت بمدرج الجهة بطنجة ،مجموعة من الاساتذة الباحثين من مختلف المؤسسات الجامعية بطنجة وكذلك طلاب الدكتوراه والماستر بها ومجموعة من المهتمين والباحثين. افتتح اللقاء الاستاذ محمد الدرويش بقراءة الفاتحة على الروح الطاهرة للمرحوم الاستاذ محمد جسوس ‹› أب السوسيولوجيا بالمغرب والعضو القيادي في حزب القوات الشعبية الذي وافته المنية صبيحة نفس اليوم، ثم باشر الاخ عضو المكتب السياسي مهمة تسيير جلسة اللقاء، إذ وجه تحية خاصة للحاضرين باسم المكتب السياسي للحزب عضواته وأعضائه في مقدمتهم الأخ الكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر، منوها بمبادرة تنظيم هذا اللقاء بمدينة طنجة، كما رحب بكل الحاضرين موجها شكرا خاصا للاخوة الأساتذة الباحثين المساهمين في أشغالها. ولم يفت الاخ محمد الدرويش أن يذكر بالسياق العام الذي يتم فيه هذا اللقاء سياسيا واجتماعيا وحزبيا، إذ أكد على أن المغرب اليوم يمر بظروف عصيبة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ويزيد من تأزمها الارتجالية المسجلة في عدد من القطاعات الحكومية في مقدمتها قطاع التربية والتكوين، «إننا أمام حكومة أغلب خطواتها ارتجال وانفراد بالقرارات، ولعل خطورة الوضع تتسم بكونها ترهن جيلا كاملا يمضي نحو المجهول بمنظومة تعليمية غير متجانسة، متضاربة القرارات، غير مستقر الفاعل فيها من أساتذة وإداريين وتلاميذ وطلاب وأسر... »، كما جدد التأكيد على أن اندماج الجامعة في المحيط الاقتصادي والاجتماعي أمر ليس بالسهل حينما تكون أمام ثقافة أصحاب العالم الاقتصادي تنبني على العائلة في التدبير والتشغيل وخلق فرص الاستثمار« إننا لم ننتقل بعد الى الاقتصاد العقلاني القائم على مبادئ الكفاءة والقدرة والاستحقاق والمردودية، إننا تعيش في زمن يقول - الاستاذ محمد الدرويش - يسعى شبابه بمدينة طنجة مثلا الى الانتقال الى الضفة الأخرى عبر المغامرة والمقامرة بحياتهم من أجل الجنة المرجوة عندهم، شباب ضائع في الشوارع الكبرى لطنجة المؤدية الى البواخر المتجهة نحو أوربا.» أما في الجانب المتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي فقد جدد الأستاذ محمد الدرويش تأكيده على أن الجامعة المغربية، كمؤسسة عمومية وطنية لها التزام بإشكاليات التنمية الشاملة و المندمجة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والتثقيفية، تعمل في ميادين التعليم العالي والبحث العلمي ، وبهذه الصفة فإنها مدعوة للنهوض بأدوارها الطلائعية المرتبطة تمام الإرتباط بقضايا التنمية الوطنية والجهوية ولهذا فإن التعليم العالي ينبغي أن يتبوأ مكانة هامة في سياسات واستراتيجيات الدولة، لما للتكوين الجامعي الأساسي والمستمر من ضرورة ملحة نظرا لما يطرأ على المعارف والمفاهيم والتقنيات من تطور سريع و تجديد مستمر. أما البحث العلمي، الأساسي منه والتطبيقي أو التكنولوجي الذي يمارس في الجامعات العمومية، فإنه مدعو هو أيضا إلى التحول من دور ثانوي إلى دور فعال، من أجل دعم الطاقات الوطنية والجهوية في مجالات البحث التنموي. وخلص في نهاية كلمته الى أن منظومة التربية والتكوين مسؤولية مجتمعية يتحملها الأستاذ والإداري والأسرة والجماعة والحكومة وكل فاعل في مجال الأقتصاد والسياسة والاجتماع والتنمية ولا يمكن أن يرمي واحد من هؤلاء بالمسؤولية إلى الآخر. إنها قضية وطن بكل مكوناته. داعيا الجميع الى تحمل المسؤولية في تدبير هذا القطاع الذي يرهن مستقبل أجيال برمتها. ثم تناول الكلمة الأخ الكاتب الإقليمي عزيز جناتي ليؤكد أن هذا اللقاء ينعقد في غمرة انخراط مناضلي ومناضلات الحزب بطنجة - أصيلا في التحضير للمؤتمر الإقليمي السادس المزمع عقده في غضون الأيام القليلة القادمة. «فكما هو في علمكم، انه مباشرة بعد الإعلان عن تشكيل اللجنة التحضيرية يوم 25 / 12 /2013 عقدت الأخيرة سلسلة من الاجتماعات لتهيئ شروط النجاح الأدبي والمادي للمؤتمر، مسطرة في هذا السياق برنامجا متكاملا يروم الجمع بين الدينامية الداخلية و الانفتاح على الطاقات و المؤسسات المحلية و التفاعل معها ،بالاستماع إلى مطالبها و تسطير احتياجاتها و إشراكها في بلورتها عبر بناءأرضية تعاقد مستقبلي ناظم لعلاقتها بالجهاز الحزبي الذي سينبثق عن المؤتمر القادم.