عانى المسافرون عبر القطار «السريع» الرابط بين محطة «الدارالبيضاء المسافرين » ومدينة فاس يوم السبت الأخير ، الأمرين مع هذا القطار الذي كان من المفروض أن يقطع المسافة في ثلاث ساعات، إذ أن الانطلاقة كانت في حدود الساعة 9H15 والوصول كان منتظرا في حدود الساعة 12H30 ، إلا أن هذا القطار السلحفاة لم يوصل مسافريه إلا في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال بتأخير يعادل المدة الزمنية التي من المفروض أن يقطعها عادة ! المرارة التي أحس بها المسافرون لم تكن جراء التأخير الذي من الممكن أن يقع في أي بقعة من العالم، بل جاءت جراء اللامبالاة والاستهتار الذي تعاملت به العناصر المشرفة على القطار والتي لم تشرح لهم سبب هذا التأخير الذي كان ناتجا عن عدة توقفات للقطار في الخلاء، فحسب شهادة بعض الذين شاءت الأقدار أن يسافروا في هذا القطار «السريع» ، والذي شبهه البعض بقطار البخار أيام رعاة البقر في أمريكا ، فإنه بمجرد خروجه من الرباط بدأ يتوقف في الخلاء، حيث تكررت توقفاته أربع مرات ولمدة زمنية كانت تتجاوز النصف ساعة، إلا أن النقطة التي أفاضت الكأس وأخرجت المسافرين عن صمتهم، هي الوقوف الأخير بمدخل مدينة فاس وبالتحديد على بعد ثلاثة كيلومترات عن مشارف المدينة ، حيث دام قرابة الساعة ، وظلت الأبواب مغلقة ما أدى إلى إحساس عدد من المسافرين بالاختناق، الشيء الذي أجج الاحتجاجات ودفع البعض إلى فتح الأبواب بالقوة، إذ عمد العديد إلى النزول من القطار الذي توقف بين السكك، رغم الخطر الكبير على المواطنين الذين لم يتحملوا البقاء كل هذه المدة داخل القطار ، ودائما دون ردة فعل من المسؤولين عنه والاعتذار عن هذا التوقف المتكرر، مما اعتبره البعض استهتارا بزبائن المكتب الوطني للسكك الحديدية ، على عكس ما يروج له المكتب عبر الوصلات الإشهارية ، بخصوص الحفاظ على راحة المسافرين وخدمتهم، حيث أن واقع الحال غير ذلك! وعند وصول المسافرين الى محطة فاس لم يجدوا تفسيرات تطفئ غضبهم المتواصل، بل قوبلوا بلامبالاة أخرى دون احترام لآدميتهم ، بعد أن ظلوا محتجزين بالقطار. فما رأي المسؤولين عن المكتب الوطني للسكك الحديدية في مثل هذه الوقائع غير المشرفة ، التي تتكرر بقطاراتهم دون أن يحركوا ساكنا ، علما بأنهم يُروجون ، منذ مدة، للخط السريع ( الت جي في ) بين البيضاء وطنجة، في القادم من السنوات ، والذي يتطلب احترافية استثنائية غير متوفرة في «القطار السلحفاة» ليوم السبت 15 فبراير 2014 ، وأشباهه الكثيرين، في باقي الخطوط؟!