كشف رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية، أن عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة قد أحال عليه رسالة واردة من عدد من التلاميذ الذين يرفضون برنامج مسار، والذي أثار عددا من الاحتجاجات في الأوساط التلاميذية ونال حظا كبيرا من الاهتمام الإعلامي في الصحافة الوطنية والمواقع الالكترونية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي. وأضاف بلمختار في ندوة صحفية عقدها أمس بوزارة التربية الوطنية بكل برودة تامة وكأن ليس هناك أي مشكل، بالرغم من أن الاحتجاجات التلاميذية قد وصلت إلى أسبوعها الثاني، مفصحا أنه سيعمل على الرد على هذه الرسالة ويجيب رئيس الحكومة نفسه لأن الوزارة لم تتوصل من أي جهة برسالة مماثلة، وكأن الأمر مسألة إدارية روتينية، تبرز التعامل البارد من قبل رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية مع هذه الاحتجاجات التلاميذية. وأقر وزير التربية الوطنية في نفس اللقاء الصحفي الذي خصصه لعرض وتقديم أهداف برنامج مسار كمشروع للتدبير المدرسي، على أن هناك تقصيرا في عملية التحسيس والتوعية بأهداف ومرامي هذا البرنامج الذي اثأر كل هذه الاحتجاج، حيث فوجئت الوزارة بكل هذه الاعتراضات عن البرنامج نظرا لأنه برنامج مطبق لدى العديد من الدول وقد أعطى نتائج إيجابية في التتبع والتدبير المدرسي. وعن الجهات السياسوية التي تقف وراء احتجاجات التلاميذ والضجة الإعلامية التي أثارها برنامج مسار كما جاء في بلاغ الوزارة، نفى بلمختار أن يكون شخصيا قد اتهم أية جهة كانت أو سبق له أن تحدث عن ذلك سواء أمام وسائل الإعلام أو في البرلمان، متوجها للكاتب العام من أجل توضيح ما جاء في بلاغ الوزارة، وشدد على أن كل ما يقال في هذا الصدد مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. وفي معرض رد على سؤال حول الشعار الذي رفعه التلاميذ المطالبون برحيل وزير التربية الوطنية وإلغاء برنامج مسار، قال بلمختار الرحيل ليس مثلا بالنسبة لي لكن ما يهمني هو مسار التلاميذ المدرسي، كما أني لست منتميا إلى أي حزب ومنهاج السيرة العملية الخاص بي يدل على ذلك، المشكل لا يتعلق بشخصي أكثر ما يتعلق بإصلاح منظومة التربية، ومسار ما هو إلا جزء بسيط من هذه الإصلاحات.وأشار بلمختار بنفس المناسبة الى أنه سبق له أن صرح أمام طلبة جامعة الأخوين أنه من دعاة إلغاء الشواهد بصفة نهائية إن توفرت له الإمكانيات لأن المشكل الحقيقي ليس في النقط أو الشواهد ولكن يكمن في الكفاءة التي تضمن الولوج إلى سوق الشغل. وشكل هذا اللقاء فرصة لاطلاع الصحافة على برنامج مسار كمنهج للتدبير المدرسي والذي كان يهيئ له منذ سنين، حيث تقدمت مديرة الإعلام بوزارة التربية الوطنية بعرض حول هذا البرنامج. ويذكر أن التلاميذ خاضوا احتجاجات وصلت إلى أسبوعين من أجل عدم تطبيق هذا البرنامج ، كما أنه نال حيزا كبيرا من الانتقادات من قبل الآباء والأمهات والمهتمين على شبكة التواصل الاجتماعي.