"سوء الفهم وتعثّر في التنزيل" هو العنوان العريض لما أحدثه مشروع منظومة "مسار" الالكترونية الذي تشرف عليه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، التي تحدثت عن كون المشروع يبقى آلية لإرساء طرق عمل جديدة بالمؤسسات التعليميّة و"ليس لضرب مصلحة التلاميذ"، معتبرة، على لسان وزيرها رشيد بلمختار، أن هناك حُكماً مسبقاً على المنظومة الجديدة، لأنها متكاملة ولا تهمّ النقط فقط. بلمختار في توضيحه، خلال ندوة صحفية نظمت اليوم بمقر الوزارة، لما أسماه "مغالطات" يتم تداولها وسط التلاميذ الغاضبين، قال إنه تفاجئ للاحتجاجات التي صاحبت تنزيل "مسار"، "لأن المنظومة موجودة في عدة دول ولكنها لم تشهد احتجاجات ولم تُثر ضجة كما حصل هنا بالمغرب"، مشيرا أن مِن شأن "مسار" أن يُساهم في التحسين من جودة التعليم بالمغرب. شعار "ارحل" الذي رفعه بعض التلاميذ في الاحتجاجات الرافضة للمشروع الجديد لم يُغضِب بلمختار، الذي عقّب قائلا "لا مشكل لدي مع 'ارحل' لأني في آخر أيام حياتي وماضيّ المهني هو من يحكم، وليس لدي تطلعات سياسية"، مضيفا أن المشكل الحقيقي ليس في رحيل الوزير "لكن في مسار إيلا مشا". ولم يُخفِ الوزير وجود تعثرات في تنزيل "مسار" منذ البداية، "حصل نقصٌ في التحسيس والتواصل مع التلاميذ" إضافة إلى الجانب التقني، "لكن تمّ تدارك الأمر بعقد حوارات مع التلاميذ وحلقات للشرح"، مشددا على أن المنظومة تحتاج إلى تحسين مستمر ومتابعة تقنية. وكشف بلمختار أن رئيس الحكومة قام بتسليمه الرّسائل الكتابيّة التي وجهها عدة تلاميذ إلى بنكيران، "سأجيب عنها سؤالا بسؤال"، موضحا أنه لم يتّهم أية جهة مُعيّنة في إشعال لهيب احتجاجات التلاميذ، "الأمر مجرد إشاعات.. و'مسار' لا يضرب مصلحة التلميذ بل هو في صالحه". وحول ما إذا استمرت الاحتجاجات رغم نزول الوزارة بثقلها الإقليمي والمركزي لشرح المنظومة الجديدة قال الوزير "إذا كان أي تغيير نحدثه في المغرب يتبعه احتجاج رفضا لهذا التغيير فأنا أتأسف لهذا الأمر"، مستغربا من كون التوتر بدأ حين مجيئه للحكومة في شتنبر 2013 "ولم تبدأ منذ تنزيل المنظومة في يونيو الماضي". من جهتها، كشفت هند بلحبيب، مديرة الأنظمة المعلوماتية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، أن عملية تحيين المعلومات الخاصة بالتلاميذ بلغت 100% منذ انطلاق الدخول المدرسي الحالي (6.5 مليون تلميذ في 11 الف مؤسسة تعليمية)، لكنها في المقابل لم تستطع إدخال سوى حوالي 107 مليون نقطة إلى حدود أمس الثلاثاء (ما يقارب 50% فقط) منذ انطلاق المكون الثاني الخاص بتقييم التلاميذ منذ منتصف دجنبر 2013. وأضافت بلحبيب، خلال عرض قدمته في الندوة الصحفية، أن المرحلة الأولى من تنزيل "مسار" بدأت في أبريل 2013 حين الشروع في التجريب والتكوين والتواصل ومصاحبة المستعملين، تلتها عملية مسك (إدخال) المعطيات الخاصة بالتلاميذ وتدبير عمليات مسك نتائج نهاية السنة الدراسية الماضي في يونيو 2013؛ إلى حدود يناير الماضي حيث جرى الاستغلال الفعلي للمنظومة في مسك نقط المراقبة المستمرة من طرف مديري المؤسسات التعليمية.