في أول إقرار رسمي مغربي، اعترفت امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، بأن تواجد المئات من المقاتلين المغاربة في سوريا يشكل مصدر قلق بالنسبة للرباط، وأن ذلك أصبح موضوعا « خارج عن السيطرة». جاء ذلك خلال لقاء أجرته الوزيرة الجديدة مع يومية «أ بي سي» الإسبانية بمناسبة زيارة عمل إلى الجار الشمالي، وخلال هذا اللقاء أوضحت المسؤولة المغربية أن المغرب يبذل جهودا لتفادي ظاهرة مقلقة تعاني منها عدد من الدول الأوروبية، وتتجلى في عودة هؤلاء الذين يقاتلون في صفوف جماعات مرتبطة بالقاعدة إلى بلادهم للقيام بأعمال إرهابية، معترفة بأن ذلك أصبح ظاهرة عالمية لا أحد بإمكانه السيطرة عليها. ومعلوم أن المغرب ساند منذ البداية الثورة السورية، وهو عضو في « مجموعة أصدقاء سوريا» التي تساند المعارضة السورية وسبق أن احتضنت مراكش أحد اجتماعاتها، غير أن التحولات التي عرفها الصراع السوري بعد دخول منظمة القاعدة على الخط ، وتواجد أعداد كبيرة من المقاتلين المغاربة في صفوفها، منهم من توجه إلى سوريا انطلاقا من المغرب، أو من دول أوروبية يقطنون بها بالإضافة إلى العشرات من القاطنين بسبتة ومليلية، جعل المخابرات الأوروبية والإسبانية على الخصوص تراقب عن كثب هذا التدفق المثير للقلق للمقاتلين المغاربة في سوريا. وبرأي المغرب، كما صرحت بذلك امباركة بوعيدة، فإن ظهور الجماعات المقاتلة المرتبطة بالقاعدة كان له مفعول إيجابي بالنسبة للنظام السوري بقيادة بشار الأسد، وصعب كثيرا التوصل إلى حل للصراع وهو ما أكده مؤتمر جنيف2 ، مضيفة أن المغرب سيعترف بحكومة انتقالية في سوريا رغم أن تشكيلها غير متاح في الوقت الحالي. وبخصوص الزيارة الأخيرة للمبعوث الشخصي للأميناالعام الأممي إلى الصحراء، كريستوفر روس، قالت امباركة بوعيدة إن المغرب على المدى القصير لن يجلس مع جبهة البوليساريو حول مائدة المفاوضات، مشيرة إلى وجود خلافات كبيرة حاليا مع الجزائر بخصوص مواقفها الأخيرة من قضية الصحراء المغربية، كما نفت الوزيرة وجود أية نية للمغرب في إقامة سياج على الحدود مع الجزائر كما تم تداول ذلك على الصعيد الإعلامي.