لم يكن يدور بخلد عبد السلام بن مسعود أنه على موعد مع الموت في تلك الليلة الباردة من فبراير 2009في الوقت الذي كان على موعد بأحد ممونيه بكمية من المخدرات. أمتطى عبد السلام كعادته سيارته المرسيديس 190 , وتوجه إلى المنطقة التي اعتاد أن يتسلم فيها كمية المخدرات. بوصوله رن هاتف شقيقه إدريس طالبا منه انتظاره بمنطقة باب أجبح قصد مساعدته على تمرير كمية من المخدرات في اتجاه مدينة فاس. وحوالي منتصف الليل هاتفه هذا الأخير للإطلاع على أحواله حيث أكد له عبد السلام أنه سيتسلم كمية من المخدرات من مزوده عبد الله مصدرا إليه أمر ا بانتظاره خارج القرية. وفي الساعة الثانية فجرا، كانت المخدرات جاهزة في الصندوق الخلفي للسيارة التي انطلقت في تجاه مدينة فاس فيما انطلقت الشاحنة أمامه وبقي الهاتف أداة الاتصال الوحيدة بينهما . وبمفترق الطرق تم شحن حوالي 70 كيلوغراما من المخدرات على متن سيارته حيث تم شحن الكمية على متن شاحنة يسوقها العزوزي وحوالي الساعة الثالثة فجرا جدد الاتصال بشقيقه عبد السلام إلا أن هاتفه كان غير مشغل لحظتها نزل شخصان من سيارة خاصة بهما وشرعا في كسر زجاج سيارة شريك لهم في المخدرات وانصرفا صوب المكان الذي يتواجد به السلام فقرر إدريس اللحاق بهما حيث صادف سيارة مرسيديس كلاس زرقاء اللون في ملكية عبد الرحيم بن بوشتى الذي يتاجر هو الآخر في المخدرات التي تابعت سيره بسرعة من أجل اللحاق بها دون جدوى لحظتها عاد ليطمئن على أخيه إلا أن مفاجأته كانت كبيرة لقد عثر عليه جثة هامدة . سقوط إمبراطور مخدرات صريعا برصاص بندقية صيد عثر المحققون على جثة عبد السلام بالمقعد الأمامي للسيارة التي كان زجاجها مكسرا وجثته تحمل ثقبا غائرا جهة القلب وملابسه ملطخة بالدماء التي تناثرت على مقاعد السيارة بسبب تلقيه طلقة نارية من بندقية صيد. كان عبد السلام قد فارق الحياة حسب المعاينات الأولية. مفتاح تشغيل السيارة كان ما يزال عالقا بمكانه وهاتفه النقال بين فخديه. وبعد تفتيشه تم العثور على بطاقة بنكية ومبلغ مالي يصل إلى أكثر من ثلاثين ألف درهم وشيك بنكي موقع على بياض. أحمد كان أول المستمعين إليه، حيث صرح أنه كان نائما ليلة الحادث إلى أن أستيقظ في حالة فزع على صوت إطلاق نار ليجد سيارة واقفة على مقربة من منزله وبداخلها شخص ملقى على ظهره يحمل جرحا على صدره فأخبر شيخ القبيلة كما عاين سيارة من نوع كونغو يمتطيها شخصان وهي تسير بسرعة كبيرة بالقرب من مسرح الجريمة في ذات الوقت كانت تقف على قارعة الطريق امرأة وهي تلوح بيدها للسيارات وهو ذات التصريح الذي أكده المسمى عبد الوهاب الذي شاهد من كان يمتطي سيارة الكونغو خاصة وأن واحد منهما كان يمتطي سترة جلدية فيما المرأة كانت تود التوجه إلى السوق. وبمساعدة الكلاب البوليسية تم العثور على هاتف نقال يحمل بقع دم تم إخضاعه للاختبار حيث تم الكشف عن الأرقام الهاتفية التي ربطت ليلة الحادث بين الضحية عبد السلام وشقيقيه إدريس وعلي وتم رصد اتصال على عبد السلام على مستوى دوار خميس حمرية التي وقعت فيه الجريمة أكثر من ثلاثين مرة كما تم التعرف على مزوديه بالمخدرات ويتعلق الأمر بعبد الله والعزوزي كم اتم استعمال سيارة إدريس في نقل المخدرات من الحسيمة إلى مكان وقوع الجريمة الشرطة العلمية والتقنية التي مشطت مكان الحادث حيث أخذت عينات من فتات الزجاج وقنينة جعة لاستغلالها في البحث وتحرير مذكرة بحث في حق عبد الرحيم بن بوشتى علي شقيق الضحية هو الآخر أكد أنه كان رفقة هذا الأخير وحوالي الساعة الثالثة إلا ربعا فجرا انطلقا في اتجاه مدينة فاس حيث كانت المخدرات في الصندوق الخلفي لشقيقه عبد السلام وكانت عربته في المقدمة تسبق الشاحنة وفي الطريق كانوا يتبادلون المكالمات فيما بينهم فيما انحصر دوره في الإخبار عن إن كان هناك أي تواجد لدوريات دركية وبمنطقة واد اللبن توقف وشحن أربع علب من المخدرات من سيارة أخيه عبد السلام إلى عربته وواصل السير حيث كان هو الآخر شاهدا على كسر سيارة المحمدي وتوقف سيارة المرسيديس كلاص بالقرب من سيارة شقيقه وأثناء العودة من أجل الاطمئنان عليه تم العثور عليه جثة هامدة مؤكدا أن السيارة في ملكية عبد الرحيم إلا أن نقطة اتصال عبد القادر مبعوث المشتبه فيه الأول عبد الرحيم قصد التوسط له لدى عائلة الهالك من أجل إجراء صلح في قضية مقتل عبد السلام كون عائلته تتهمه بإرتكابه هاته الجريمة زادت من شكوك المحققين خاصة وأن المختبر العلمي التابع للدرك أكد أقنينة الجعة التي تم العثور عليها بمكان الحادث تحمل بصمة عبدالرحيم عبد الرحيم يسقط ويصارع طواحن الأدلة بعد سنتين عن الحادث، تمكنت مصالح الأمن من اعتقال عبد الرحيم الذي أنكر كل صلة له بعبد السلام فأحرى قتله, ، نافيا أن يكون تاجرا في المخدرات وأنه معتاد على الاتجار في الخضروات بأسواق الجملة إلا أنه لم يستطيع تبرير نشاطه في مجال الخضروات الذي ادعى مزاولته وأثناء إخضاع سيارته من نوع ب م دوبلفي تم العثور بها على مبلغ 30 مليون وغبار تم الاشتباه فيه ولما تم إخضاع الغبار تبين أن من بقايا المخدرات إلا أنه تشبث بالرفض رغم نتائج الخبرة وهو نفس النفي الذي تشبث به أثناء مواجهته بخبرة مختبر الدرك فيما يخص بصمته التي تخص وسطى يده اليسرى التي تم الكشف عنها بقنينة الجعة مؤكدا أنه يقطن بمركز تاونات ويستعمل الطريق الرئيسية في تنقلاته وليس الطريق التي عثر فيها على الضحية أما سيارته ذات الدفع الرباعي فإنه هو من يتولى سياقتها ولا يعرها لأي أحد فيما بندقية الصيد التي يتوفر عليها فيستعملها في الصيد ولايحملها معه كما أنه لم يسبق أن تعرف على الهالك أو أي فرد من عائلته وقد ضبط بحوزته هاتفين نقالين أثناء توقيفه فيما لم يعد يتذكر رقم هاتفه الخلوي الذي كان بحوزته سنة 2009 وأنه اعتاد احتساء الخمر بمنزله أو بسيارته أورفقة أصدقائه وقد كان يتخلى عن القنينات الفارغة بالسيارة أو بالخلاء علي وبعد أن أعاد تفاصيل القضية على مسامع القضاء أكد ان الشخص الذي أغتال شقيقه كان يمتطي سيارة 220 رفقة آخر وأن السيارة شوهدت قبل الحادث بمركز إيكاون وسمع من بعض السكان أنها تعود للمشتبه فيه عبد الرحيم وأنها معروفة لدى ساكنة القرية مؤكدا أن شقيقه هاتفه قبل وفاته بدقائق مؤكدا له أن سيارة من نوع ميرسيديس كلاص متوقفة بالقرب منه وانقطع الخط بعد ذلك عبد القادر أكد انه سبق وأن توسط للمشتبه فيه في شراء سيارة رباعية الدفع وقد أتصل به بعد ذلك في مقر عمله وطلب منه التدخل لدى عائلة عبد السلام من أجل إجراء صلح معها لاتهامه بقتل ابنها إلا أن مصير هذا الطلب كان الرفض وبعدها هاجمه المشتبه فيه وهدده بتوريطه في قضية ما دون تبيانها كما سبق له أن هاجم مسكنه رفقة أربعة أشخاص إلا انه لم يتعرض لأي أذى جسدي الشهود يؤكدون والمتهم ينفي رغم تقارير الخبرات وقف عبد الرحيم في قفص الاتهام وتم إخراج الشهود من القاعة وبعد أن اعتبرت المحكمة القضية جاهزة أشعر المتهم بالمنسوب إليه فأجاب أنه لاعلاقة له بالضحية ولايعرفه كما لم يسبق له أن تعامل معه أما بخصوص المبلغ الذي تم حجزه بسيارته فقد أجاب أنه متحصل من الإتجار في الخضروات وليس المخدرات فيما أنكر البصمة التي تم العثور عليها على قنينة الجعة مؤكدا أنه يتوفر على سلاح ناري لم يعد يتذكر اسمه علي وأحمد إدريس ومحمد أشقاء وأقرباء الهالك أفادوا جميعا أن عبد الرحيم هو من قتل عبد السلام خاصة وأن سيارته نفذت بها الجريمة وفرت في اتجاه مجهول فيما عبد القادر عرض الصلح على العائلة بطلب من المتهم دون جدوى فيما أنكر عبد الرحيم علاقته بعبد القادر وعرضت عليه خطاطة الهواتف النقالة فتمسك بإنكاره التام أما حسناء فقد نفت علمها بجريمة القتل وأكدت أن عبد الرحيم هو من سلمها السلاح الناري ثلاثة أشهر قبل إلقاء القبض عليه وقد تم حجزه من طرف المحققين لحظة اعتقاله الوكيل العام يلتمس الإدانة والدفاع البراءة لضعف القرائن؟ دفاع المطالبين بالحق المدني اعتبر أن كل القرائن قوية في هذا الملف بدء بالسلاح الناري الذي أجريت عليه خبرة تقنية تؤكد استعماله بشكل مسترسل في الوقت الذي ينفي المتهم ومرورا بشهادة عبد القادر الذي طلب منه إجراء صلح مع عائلة الضحية وانتهاء ببصمة وسطى يده اليسرى التي جاءت مطابقة لما تم العثور عليه بقنينة الجعة علما أنه حسب خطاطة الهواتف فإن المسمى يوسف الذي مازال في حالة فرار كان يتواجد بمكان الجريمة وأنه كان بمحاذاة الهالك طيلة يوم الجريمة ملتمسا الإدانة والاستجابة للمطالب المدنية ممثل الحق العام أكد أن الهالك كان ضحية جريمة قتل من طرف المتهم.ورغم إنكاره فإن الخبرة على القنينة كانت إيجابية وطلبه بتدخل عبد القادر كلها تدينه وألتمس إدانته بجناية القتل العمد مع الاتجار في المخدرات والتهديد أما دفاعه فقد اعتبر الخبرة على عينات من الرصاص لم تجر خاصة التي عثر بها على ثياب الضحية وأن قاضي التحقيق اعتمد في متابعة المتهم بجناية القتل على البصمة التي رفعت من قنينة الجعة التي وجدت بعيدة عن مكان الجريمة بحوالي 1600 متر وتساءل عن سبب عن عدم وجود بصمات الأصابع الأخرى على القنينة ووجود بصمة واحدة فيما أكد دفاعه الثاني أن الملف بثر وأن هناك خبرات غير مضافة للملف وأن محضر الضابطة لايفيد تورط المتهم في الجرائم المتابع بها وأن وجود بصمة واحدة على قنينة الجعة غير كاف وأن وجود سيدة بمكان الحادث أهمل من طرف المحققين وهذا يدل على تحريف الوقائع وأستغرب لعدم سماع إخوة الهالك لطلقات السلاح الناري وهو أمر لايصدقه العقل وخلص إلى عدم وجود أية قرينة بالملف على ارتكاب موكله للفعل المتابع به ملتمسا القول ببراءته عشرون سنة سجنا نافذا وأكثر من 20 مليون تعويض وبعد المداولة أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بفاس المتهم عبد الرحيم من أجل المنسوب إليه وحكمت عليه بعشرين سنة سجنا نافذا ومصادرة المبلغ والسيارة وتعويضا لفائدة القتيل يفوق 20 مليون سنتيم. ومن المنتظر أن تشرع غرفة الجنايات الاستئنافية في مناقشة الملف من جديد بعد استئناف المتهم والنيابة العامة وعائلة الضحية بداية من هذا الأسبوع.