يفد على المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال يوميا حوالي 2000 الى 3000 مريض و طالب للخدمات الصحية ، و يستقبل ازيد من 80 حالة ولادة و اجهاض ، و عمليات قيصرية يوميا ...وتلد ما بين 30 و 35 امرأة حامل يوميا ، يستقبل جناح طب الاطفال و بالخصوص خلال الاشهر التي تعرف برودة الطقس، اكثر من 30 رضيعا يعيشون حالات امراض الجهاز التنفسي و مرض السل تنضاف الى مجموع المرضى المتلقين للعلاجات.... بينما يلج قسم المستعجلات خلال 24 ساعة ازيد من 400 مريض تختلف حدة استعجالاتهم من المصابين في حوادث السير الى المصابين بالتهاب اللوزتين . هذه المعطيات و الارقام المذكورة و الاخرى التي لم نذكرها ، توضح بالملموس صحة خلفية اطلاق اسم «الكراج» على هذا المركز الاستشفائي الجهوي و هو ما يعني ان باقي المستشفيات و المراكز الصحية و دور الولادة بالجهة كما سبق و ان اشرنا الى ذلك ، بالرغم مما يبذل بها من مجهودات، فإنها لا تفي بالحاجة الصحية لجميع الوافدين عليها ، و بالتالي تصبح لازمة نقل المريض الى المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال هي القاعدة و ليست استثناء. و هذا الضغط الكبير و غير المقبول على الاطلاق يجعل هذا المركز عاجزا احيانا عن تقديم كل ما يمكن تقديمه للمريض ، مقابل النقص في الموارد البشرية من أطباء و ممرضين. ظروف و أجواء التوتر المستمرة في الزمن و المكان اثناء الزيارات و الاستقبال بسبب غياب وعي و قناعة لدى الزائرين و تنظيم ولوج المركز بما في ذلك احترام اوقات الزيارة لما فيه خير و مصلحة للمريض بالدرجة الاولى ، و في هذا السياق و حسب المعاينة اليومية، فإن مدير المركز يبذل مجهودات مضاعفة لتنظيم كافة العمليات و يسهر شخصيا و بشكل مستمر على ذلك، كما عمل و منذ تحمله هذه المسؤولية على اصلاح كافة الاقسام و خاصة توسيع و اصلاح جناح الولادة وإعادة انتشار الموارد البشرية على قلتها ، صيانة و تحسين بعض المعدات و الاجهزة الطبية في أفق توفير ملايين السنتيمات لاقتناء المعدات اللازمة ... و كل ذلك لا يعني سوى نقطة ضوء أمام قتامة ما آلت اليه اوضاع المركز و لا يمكن لليد الواحدة أن تصفق. و في هذا الاطار نتساءل عن عدم الاخذ بعين الاعتبار لهذا التمركز الجهوي لمجمل الخدمات الصحية دون احترام للمسالك العلاجية الضرورية ، و عن أسبابه و معالجة ذلك في سياق سياسة صحية جهوية متزنة لتخفيف الضغط على المركز الجهوي و توفير ما امكن من الاطر الطبية و الوسائل و الامكانيات من تجهيزات ، و معدات ذات الارتباط ، و تجاوز كافة الذرائع و الاسباب الواهية احيانا و التي حولت المركز الجهوي الى وجهة وحيدة في وقت تنعم باقي البنيات الصحية بالجهة بنوع من الفتور مقابل تهالك تجهيزات و معدات المركز و عياء و توتر العاملين، و من تداعيات هذا الضغط كذلك ، إصابة سيارات الاسعاف بأعطاب متكررة و قدم هذا الاسطول بسبب نقل الحالات الحرجة و المستعصية الى المستشفى الجامعي بالدار البيضاء بشكل يومي تقريبا في وقت اسعاف باقي المستشفيات بالجهة مرة واحدة في السنة ، و هي معادلة تفيد ما تفيد ، ولم تسلم كذلك من هذا الوضع الشاذ سيارات نقل الاطباء المداومين حيث لا تليق إطلاقا بوقار و حرمة الاطباء و التي و رغم قلتها فهي معطلة في وقت تنعم به حظيرة المديرية الجهوية او المندوبية بسيارات تزيد عن حاجيات و اغراض التنقل. فمن يرحم هذا المركز الذي يلتمس منه الجميع «الرحمة» من المرض؟