بتاريخ 14 يناير 2014 لبى الشاعر الأمازيغي الأستاذ عبد الله حافظي نداء خالقه تغمده الله برحمته. من مواليد سنة 1941 بتيسينت إقليم طاطا. كان المرحوم مدرسا فمديرا بهذه المنطقة إلى أن تقاعد. أصدر ديوانا سنة 1996 عنونه بعنوان : « تايري د- ءونكيد» [ الحب والكدر] . انتخب رئيسا للجماعة القروية بتيسينت سنة 1983 وتم انتخابه رئيسا للمجلس الإقليمي لطاطا سنة 1984. ساهم في مؤلف الهجرة والاغتراب في الشعر المغربي الأمازيغي 2011 بقصيدتين : «ءايتما تنغ ن - برا» [ إخواننا في المهجر ] ؛ وقصيدة :» ئنايي تزميت» [ قال لي أنت متعب...]. وساهم أواخر 2013 في مؤلف الوحدة الترابية في الشعر المغربي الأمازيغي بقصيدتين «تكزيرت ن- ليلى» [ جزيرة ليلى ]، وقصيدة «تاواداتازكزاوت» [ المسيرة الخضراء ]. تناول شاعرنا المرحوم عبد الله حافظي في ديوانه المطبوع وفي مخطوطاته، قضايا واهتمامات ذات البعد الاجتماعي والوطني والسياسي والإنساني.... في إطار البحث الميداني الذي أقوم به زرته في منزله بتيسينت مرات وأجريت معه حوارات إذاعية ووجدت عنده دواوين مخطوطة صنفها حسب الأغراض التي تناولها وهي بحاجة إلى من يتدخل لطبعها كإبداع وطني إنساني، مكتباتنا الوطنية بحاجة ماسة إليها، وكذا الدراسات الجامعية ....... يستلهم الراحل شعره من الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها منطقة تيسينت الهادئة بشلالها المتدفق صيفا وشتاء، إضافة إلى واحة النخيل والبنايات التاريخية القديمة والصامدة تحكي للخلف عن حضارة السلف. ترشح شاعرنا المرحوم عبد الله حافظي للانتخابات التشريعية سنة 1982 وسلاحه قصيدة طويلة بعنوان نيربح إعلان بصوت مرتفع، طبع منها العشرات تتصدرها صورته توصلت ظرفذاك بنسخة منها في لقاء مباشر معه بمركز إيغرم في طريقه إلى طاطا حيث قام بتوزيعها يدعو فيها إلى عدم الاستجابة للمرشحين المعتادين لشراء الأصوات، بواسطة سماسرتهم وهي مدونة في ديوانه المشار إليه يقول فيها : واليك ئسغان زنزانك مكلي كاران ياك ئحكرك ليغن سرك ئوين لمال ئرايك ئسغ ءاقشاب ئركان لسيناونت ءاسف ناس تدليت لهم مليناون ثمن ذاك ما مضمونه : من اشتراك سيبيعك كما يشاء. الم يحتقرك لما اتاك حاملا النقود. أراد أن يشتري لك قميصا متسخا لترتديه. ما أن تدله على همومك حتى يدلك على ثمن شرائه لك. وأضاف الشاعر المرحوم عبد الله حافظي قائلا : واليك ئسغان زنزانك ءكرف ئمي نون. بين ئلس نك سناضونت ءاسول ءورئساوال. ئراك ئسغ مكلي كيون ئراءاس ئساوال. ءاسار ءورتنيت ءوهو ءولاتنيت مقار. كولو مان سرك ئتازالن ءاوينين ئميك.. ئسان ئس راءاداك ئك ئيمي تاساروت نس. ئمز داغن ءامين ءوزنخ كولو ماس نيخ. ذاك ما مضمونه : من اشتراك باعك وقيد فاك. قطع لسانك وطواه لئلا يتكلم. أراد أن يشتريك ليتحدث كيف يشاء. لئلا تنطق بكلمة لا ولا بكلمة نعم. كل من أتاك جريا حاملا إليك ما تيسر. اعلم أنه يريد أن يضع مفتاحه لفيك. وأضاف قائلا ما مضمونه أقول ما قلته للسكان........ القصيدة طويلة، وهي عبارة عن صرخة ضد الرشوة المتفشية، خاصة في الانتخابات التشريعية والجماعية أحيانا.. الشاعر المرحوم عبد الله حافظي صديق منذ الثمانينيات ؛ عاش مبدعا في الظل لا يسعى للشهرة أتمنى أن يقوم أبناؤه بطبع مخطوطاته وقد وعدوني بذلك ووعدتهم بالتعاون معهم لما قدمت لهم تعزيتي في وفاة من سأقول في حقه وفي حق من نتذكرهم أكثر بعد وفاتهم. الآن سأكتب عنك وأنا أعلم أنك لن تقرأ ما كتبت، وسيتحدثون عنك وهم يعلمون أنك لن تسمعهم. رحمة الله عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون.