تلقى اتحاد كتاب المغرب، بأسى وحزن عميقين، نبأ رحيل الشاعر المغربي وعضو الاتحاد، الأستاذ عبد السلام الزيتوني، عن سن تناهز 79 عاما، بعد معاناة طويلة مع المرض. وذكر اتحاد كتاب المغرب في بيان تلقى موقع " مغارب كم" نسخة منه، أن الشاعرالراحل التحق باتحاد كتاب المغرب عام 1966، وكان من أعضائه الفاعلين، حيث تولى الكتابة العامة لفرعه بمكناس في مؤتمرات عدة، سعى خلالها، رفقة أصدقائه الكتاب، إلى إيصال صوت هذه المنظمة والمساهمة في الإشعاع الثقافي بالمدينة. يعتبر الفقيد أحد الأصوات الأساسية في الشعر المغربي الحديث والمعاصر، إذ عرف بغزارة إنتاجه الشعري المتسم بنغمة رومانسية تمازجها نكهة قومية، كما عرف بتصويره الفني البديع لمعالم مدينة مكناس، فتغنى بأسوارها ومآثرها وفضاءاتها، وخلدها باعتبارها إحدى أجمل المدن العربية وأغناها تراثا، تاريخيا وفنيا وإنسانيا. ولد الراحل عبد السلام الزيتوني بمدينة مكناس في أكتوبر 1934، وفيها ترعرع ودرس ليلتحق بجامعة القرويين بفاس، ثم بكلية الآداب بنفس المدينة، حيث حصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1976، ومارس التدريس بالتعليم الثانوي ثم بالمركز التربوي الجهوي بمكناس . بدأ كتابة الشعر عام 1960 ونشر أول قصيدة له في رثاء مدينة أكادير بعد تعرضها للزلزال الأليم، ثم توالى نشر قصائده في عديد المنابر الثقافية الوطنية والعربية. وفي عام 1966 كان الراحل عبد السلام الزيتوني في مقدمة مستقبلي الشاعر الكبير المرحوم نزار قباني بقصر الستينية بمكناس، وذلك عند زيارة هذا الأخير للمغرب . كما عرف شاعرنا رحمه الله، بحضوره السياسي والجمعوي، حيث كان مناضلا ضمن حزب الاتحاد الاشتراكي، وعضوا نشيطا في جمعية البعث الثقافي، وفي جمعية العمل المسرحي المكناسية، منذ تأسيسها في بداية ستينيات القرن الماضي . صدر للشاعر الفقيد ديوان شعري عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب موسوم ب(نسيت دمي عندهم)، وله ثلاثة دواوين مخطوطة نشرت القصائد المضمنة فيها ضمن منابر مغربية وعربية، وهي: (الافرانيات)، (قصائد منسية )، (بغداديات أيام المحنة). يتميز المنجز الشعري للراحل بالمزج بين الحداثة والتراث، حيث حافظ على الإيقاع العروضي، وفق رؤية جديدة تبوح بالجرح السري للذات، في تفاعل مع فضاءات مدينة مكناس، وتماس مع أمكنة الوجع الوطني والقومي. وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم اتحاد كتاب المغرب بتعازيه ومواساته في فقدان الشاعر الكبير عبد السلام الزيتوني، إلى أسرته وأصدقائه وطلبته وقراء شعره، راجين من الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويلهم ذويه الصبر وحسن العزاء. وإنا لله وإنا إليه راجعون.