علمت الجريدة من مصادر من داخل مخيمات الاحتجاز التعسفي فوق التراب الجزائري، أن أجهزة المخابرات التابعة للبوليساريو، اعتقلت خمسة شبان من المتظاهرين ضد محمد عبد العزيز، وعرضتهم للتعذيب. وكشفت مصادر الجريدة أن دركيين قاما بكشف مكان الاحتجاز للعائلات مما حدا الى اختطاف الدركيين ، ليصبح مصير السبعة مجهولا ومعرضين لخطر التصفية الجسدية والانتقام. وكانت رشحت أخبار عن نقل المعتقلين إلى المدرسة العسكرية ووضعهم تحت الحراسة المشددة، بعد علم البوليساريو بأن أهالي الضحايا ينوون الاعتصام أمام مقر الدرك الصحراوي، بمؤازرة عائلات من قبيلة أولاد ادليم كان أولادهم تعرضوا للاعتقال بدورهم قبل أسبوع من تاريخ اختطاف الشبان الخمسة والدركيين.. وأمام ضغط الاحتجاج وتزايد المعتصمين، أعلنت قيادة البوليساريو عبر أبواقها الإعلامية من خلال بيان للرأي العام، أن الشبان الخمسة تم اعتقالهم من طرف قوات الدرك بعد مطاردات طويلة استمرت لساعات ليتبين بعد توقيفهم أن سياراتهم تحتوي على كمية من الممنوعات معدة للتهريب صوب المغرب، ولم يعرف محتوى الممنوعات ولا كيف كان سيتم إدخالها للمغرب. المعطيات الواردة في البيان تثير الشك وتفتقد للمصداقية لعدم ذكر نوع الممنوعات أو كميتها، إضافة إلى الحرص على إدراج عبارة المطاردات الطويلة لساعات، في تناف واضح مع طبيعة الأرض الصحراوية التي يسهل معها إلقاء القبض على المهربين، فضلا عن استحالة تهريب الممنوعات إلى المغرب باعتبار المنطقة محروسة بعناية من طرف القوات المغربية. ورغم أن بيان قيادة البوليساريو جاء لتبرير اختطاف الشبان الصحراويين، إلا أن العائلات لم تهتم بالبيان الكاذب بقدر ما انصب اهتمامها على تاريخ إصداره الذي جاء أسبوعين بعد اختفاء أبنائها، وهو ما اعتبرته اختطافا قسريا وتكتما على تواجد المعنيين بسجون البوليساريو في تناقض تام مع مقتضيات القانون القاضي بإخبار عائلات الموقوفين وذويهم باعتقالهم، على ألا يتجاوز الاعتقال الاحتياطي على ذمة التحقيق أكثر من 72 ساعة. وهو الأمر الذي لم تحترمه قيادة البوليساريو في تعاملها مع هؤلاء الشبان، لتأتي التهمة الجاهزة في حقهم أسبوعين من تاريخ اعتقالهم في محاولة للتغطية على فضيحة الاختطاف. ومعلوم أن حالة عصيان تعرفها المخيمات احتجاجا على سرقة المساعدات الإنسانية وتحويل وجهتها إلى مناطق أخرى للاتجار فيها، وكذا القمع الممنهج لكل الآراء المخالفة. وكانت مصادر تحدثت عن رفض بعض المسلحين تنفيذ تعليمات عبد العزيز في قمع المظاهرات الصاخبة أمام قصره الفخم بالرابوني، مما يؤشر على تصدع كبير وانشقاق في الطريق.