عرف إقليم ميدلت خلال الأسابيع الأخيرة ،تساقطات ثلجية قوية، وموجة من الصقيع، وانخفاض معدلات درجات الحرارة الى أدنى مستوياتها، لتصل الى خمس درجات تحت الصفر، خاصة في التجمعات السكنية القروية المعزولة. والتي أبانت،عن هشاشة البنية التحتية بالإقليم. بل وانعدامها في المناطق الجبلية، ذات المسالك الوعرة.وساهمت في عزل مجموعة من المداشر والقصور النائية، المحاذية لجبال الأطلس المرتدية لحلة بيضاء. في غياب تام لإمدادات وتدخلات الجهات المعنية، بغرض فك العزلة عن الساكنة، ورفع حالة الطوارئ، فذاكرة الإقليم، مازالت تحتفظ بصور الأطفال، ضحايا الإهمال والتقلبات المناخية، بمنطقة انفكو. فساكنة مداشر اغبالو، لا تمتلك اللوازم الضرورية والمساعدة لمقاومة الصقيع، ومخلفات البرد القارس، من ملابس وأغطية ووجبات غذائية متوازنة وحطب التدفئة وأدوية توفر المناعة المطلوبة. فدرجات الحرارة المتدنية، تتطلب إمكانيات ووسائل تفتقدها ساكنة تعاني الهشاشة، وارتفاع معدلات الفقر. ساكنة تركت وبدون خجل، لمواجهة قدرها المجهول، وقلة ذات يدها، في انعدام تام لأي حماية اجتماعية. فإلى متى يمعن المسؤولون الحكوميون والإقليميون في تجاهل مآسي المواطنين ونكباتهم؟ ثم أليس من مبادئ السياسات العمومية التوقع والبحث الاستباقي عن التدابير والحلول الممكنة لمعالجة المشاكل والصعاب،لاسيما ان محنة الساكنة مع الثلوج والأوحال محنة موسمية، مرتبطة بقدوم فصل التساقطات. الى ذلك ، فإن معانة الساكنة، معاناة مضاعفة ومركبة. فإلى جانب عزلتها عن العالم الخارجي بفعل التقلبات المناخية الأخيرة، فهي تفتقر كذلك،الى ابسط المرافق الضرورية والمساعدة على الاندماج في المجتمع، والمحددة لمؤشرات التنمية البشرية، من مؤسسات تعليمية،وطرق معبدة ومستشفيات وقنوات للصرف الصحي وشبكة الهاتف والماء الصالح للشرب. فالطريق المؤدية الى ايت حمو وسعيد، أصبحت غير قابلة للاستعمال، بفعل الثلوج والأوحال.وفي المقابل أصبحت دواوير: تابوهوت،ايت سعيد أوبن عراب، تاركشيت ، تامرا، ومداشر ايت حمو اوسعيد في عزلة تامة، وأصبحت ساكنتها مجبرة على محاولة استعمال الدواب للتنقل، ولجلب الحطب والمواد الغذائية، حفاظا على الحق المدني والمقدس في الحياة.فهي تبتعد عن اغبالو المركز ب 15 كيلومترا، وعن بومية ب 28 كيلومترا. وفي اتصال ببعض الفاعلين المجتمعيين بالمنطقة،أوضحوا لجريدة الاتحاد الاشتراكي، ان الدواوير المتضررة مجتمعة،لا تتوفر إلا على مدرسة وحيدة، مدرسة تربعين ،التي تعود نشأتها الى الفترة الاستعمارية، فضاؤها عبارة عن حجرتين متلاشيتين، قد تسقطان فوق رؤوس التلاميذ في أي لحظة .لا تتوفر على المرافق الصحية،ولا على قنوات الماء الصالح للشرب،ولا تساعد على التمدرس،والتحصيل العلمي.كما شددوا على أهمية شق الطرق،وتعبيدها،لضمان الولوج الى الاستفادة من الخدمات الاجتماعية،ومحاربة الهدر المدرسي،وتمكين المتمدرسين،من متابعة دراستهم الإعدادية والثانوية.وفي ذات السياق أصر النشطاء المحليون في تصريحهم للجريدة،على مشروعية حركاتهم الاحتجاجية بخلفية رفع الإقصاء والتهميش،عن المنطقة،وبلورة سياسات عمومية، قادرة على تأهيل المنطقة، والتجاوب الايجابي مع مطالب سكان الأطلس المتوسط، الذين مازالوا ينتظرون أجوبة شافية ومستفيضة عن تساؤلاتهم الصادمة،وعن عرضهم المطلبي،الذي طاله التقادم على مايبدو، ولايزال بعيدا عن أجندة الحكومة .