أدانت غرفة الجنايات الإبتدائية بمحكمة الإستئناف بأكَادير،في جلستها ليوم الخميس 23 يناير2014،الموظفة»سهام بنضو»التي تعمل بأكاديمية جهة سوس ماسة درعة ب20سنة نافذة من أجل مؤاخذتها بجناية الإيذاء العمدي الناتج عنه وفاة دون نية إحداثه،بالرغم من أن دفاع الضحية التمس من المحكمة إصدار حكم الإعدام في حق المشغلة. نظرا لخطورة الأفعال الجنائية المرتكبة في حق طفلة قاصر لا يتعدى عمرها 12 ربيعا،عندما اشتغلت لدى المتهمة في سنة 2010 من أجل الطبخ وتنظيف الملابس وتربية الأبناء. وقد استندت غرفة الجنايات في حكمها على تقريري الضابطة القضائية وقاضي التحقيق اللذان أكدا على أن الخادمة القاصر «فاطمة ويسعدن»المزدادة سنة 1998 قد توفيت متأثرة بحروق من الدرجة الثانية والثالثة بمركز العناية بمستشفى الحسن الثاني في 26مارس2013. كما استمعت إلى عدد من الشهود بمن فيهم جيران المتهمة القاطنين بعمارة الدرك الملكي بأكَاديرالذين أكدوا على تعرض الخادمة أكثر من مرة للتعنيف من قبل مشغلتها ومزاولتها لأعمال شاقة تفوق قدراتها الجسمية, وعلى سماع أنين مستمر ليلا من الخادمة. وإلى شهادات طبيبين وممرضين كانوا قد عاينوا حالة الخادمة أثناء التردد على منزل المشغلة قصد علاجها منذ مدة،وإلى تقريرالطبيب الشرعي بأن الطفلة تعرضت لحروق بليغة وعميقة ولجروح قديمة وغائرة لا يمكن أن يحدثها الماء الساخن أثناء استحمام الطفلة كما تدعي المتهمة. هذا وبالرغم من الأدلة والقرائن المحيطة بالنازلة التي تتجلى في طبيعة الحروق التي أصيبت بها الضحية في أنحاء جسدها،فقد أنكرت المتهمة سهام بنضو المزدادة سنة 1980بتارودانت،ارتكابها لجناية الإيذاء العمدي الناتج عنه وفاة دون نية إحداثه وفندت الأدلة الموجهة ضدها مدعية أمام المحكمة براءتها من ذلك،بعد أن أكدت أن تلك الحروق تسببت فيها الخادمة التي احترقت بالماء الساخن أثناء استحمامها. لكن الشاهدة/ الجارة أكدت أمام المحكمة أن المتهمة تستعمل العنف أكثر من مرة في حق الضحية،كما أن الطبيبة / الشاهدة أكدت معاينتها لآثار الكي المتعمد على جسم الضحية وجروح سببها أدوات حادة وأن الحروق قديمة وعميقة وآثار العنف بادية وظاهرة على جسم الطفلة المتوفاة. هذا وتعود تفاصيل هذه القضية التي شغلت الرأي العام الوطني واستأثرت باهتمام وسائل الإعلام المختلفة ،إلى يوم 27 مارس 2013،عندما أمر الوكيل العام للملك بإجراء تحقيق ضد المشغلة سهام بنضو،حينما تلقت خلية العنف ضد النساء بمصلحة الشرطة القضائية بأكادير،أخبارا تفيد بكون إحدى الخادمات قد تم نقلها من طرف مشغلتها إلى مستشفى الحسن الثاني نتيجة تعرضها لعملية حروق بمختلف أنحاء جسمها،وعند محاولة استنطاق الخادمة بالمستشفى لم تقو هذه الأخيرة على الكلام،وفي اليوم الموالي لفظت أنفاسها الأخيرة.