علمت الجريدة من مصدر مطلع، أن مصالح الفرقة الجنائية الولائية بأمن البيضاء، استمعت أمس من جديد للمدعو ابو النعيم, صاحب أشرطة التكفير في حق شهداء وأحياء حزب القوات الشعبية ومفكريه ونسائه. ورجح المصدر أن تأمر النيابة العامة باعتقال المتهم بناء على التهم الموجهة إليه، ولم تستبعد ذات المصادر متابعته بقانون الإرهاب الجاري به العمل في البلاد. ورفضت مصالح ولاية أمن البيضاء مدنا بأية معلومات ممكنة عن القضية،حيث ظل كل مسؤول يحيلنا على خلية الاتصال التي نفت وجود أية معلومات عن القضية لديها ليبقى حق الوصول الى المعلومة مجرد شعار إلى إشعار آخر. واعتمادا على المصادر غير الرسمية, فإن النيابة العامة تسعى الى سرعة طي الملف وذلك من خلال قرارها. «اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في الموضوع على ضوء نتائج البحث المأمور به في النازلة». وفي تطور مثير, جدد المحسوب على التيار السلفي، ابو النعيم «تكفيره» للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر, واعتبر نفسه عالما شرعيا وقاضيا يصدر الأحكام «فأهل العلم مجالهم بيان العلم الشرعي» وفي إحالة خطيرة, يضيف صاحب الشريط», «أما ماذا يفعل بهذا الذي كفر, فهذا أمر يتعلق بأولي الأمر والقضاة ومن يهمهم أمر تنفيذ الحكم» وزاد «بل الفتوى تحريم قتله إلا عند أولي الأمر بعد توفر الشروط». وتوضيحا لخطه التكفيري اوضح ابو النعيم « لم اقصد فصيلا معينا ولا حزبا معينا, وانما اليسار والعلمانيين» واتهم اليسار بأنه « يبيح العلاقات غير الشرعية ولا يمنع الخيانة الزوجية بل يريدها ويؤكدها». وردد أكثر من مرة أنا اقصد اليسار « انتم تبيحون المحرم وتشجعون السياحة الجنسية» وفي الوقت الذي ستجرى فيه إجراءات البحث, استمر ابو النعيم في بث أشرطة جديدة على اليوتوب, حيث أصدر شريطا جديدا مساء أمس يعلن من خلاله ان الناس, أي المغاربة» تتفرج في القناة الثانية وهي قناة صهيونية» وأضاف في نفس الشريط مافتئت,أي القناة الثانية,» تهاجم الإسلام وتنشر الأكاذيب» وأردف في نفس الشريط» هي شركة اجنبية تقوم برسالة صهيونية في بلاد المسلمين. وكان الحسَن مطار، وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء, قد اعلن عبر بيان له، أنَ البحث القضائي يأتي «على إثر التصريحات التي ادلى بها عبد الحميد أبو النعيم في شريط الفيديو المتداول عبر موقع «يوتوب»، مضيفا أن النيابة العامة «ارتأت أن هذه التصريحات تتضمن إهانة لبعض الهيئات المنظمة». وأفاد البيان أنَ وكيل الملك «أمر بإجراء بحث في النازلة»، مُؤكداً على «أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في الموضوع على ضوء نتائج البحث المأمور به». وكانت تصريحات أبو النعيم, قد أثارت ردود فعل غاضبة في صفوف الديمقراطيين, بعد أن قال «إن حزب الاتحاد الاشتراكي معروف بكفره. تاريخه تاريخ كفر، منذ الخمسينيات وهم ينشرون الكفر في مجالسهم الخاصة والعامة ويلحدون بالله وينكرون وجوده ويطعنون في نبيه ويتهجمون على الشريعة». وهاجم هذا الشيخ رموز الحزب المعروفة كالمهدي بن بركة الذي اختطف منتصف الستينيات والمفكر الراحل محمد عابد الجابري صاحب «نقد العقل العربي» والمفكر عبد الله العروي صاحب «الايديولوجيا العربية المعاصرة». ولم يقف أبو النعيم عند هذا الحد، بل مضى قائلا: إن هؤلاء يُنكرون القرآن ويتهجمون على الشريعة، وهم من تلامذة عبد الله العروي ومحمد عابد الجابري وأحمد عصيد. كما وصف نساء الاتحاد الاشتراكي بالبغايا. وقال إنه جاء الوقت: «لنقول كلمة الحق مهما كان الثمن».