قررت النيابة العامة تحريك المتابعة القضائية في حق «عبد الحميد أبو النعيم» الذي قام بتكفير مفكرين وسياسيين بارزين، من بينهم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، فضلا عن نعت النساء الاتحاديات بالبغايا. وقد أعلنَ الحسَن مطار، وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء عبر بيان له، أنَ البحث القضائي يأتي «على إثر التصريحات التي أفضى بها عبد الحميد أبو النعيم في شريط الفيديو المتداول عبر موقع «يوتوب»، مضيفا أن النيابة العامة «ارتأت أن هذه التصريحات تتضمن إهانة لبعض الهيئات المنظمة». وأفاد البيان أنَ وكيل الملك «أمر بإجراء بحث في النازلة»، مُؤكداً على «أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في الموضوع على ضوء نتائج البحث المأمور به». وكانت تصريحات أبو النعيم قد أثارت ردود فعل غاضبة في صفوف الديمقراطيين, بعد أن قال «إن حزب الاتحاد الاشتراكي معروف بكفره. تاريخه تاريخ كفر، منذ الخمسينيات وهم ينشرون الكفر في مجالسهم الخاصة والعامة ويلحدون بالله وينكرون وجوده ويطعنون في نبيه ويتهجمون على الشريعة». وهاجم هذا الشيخ رموز الحزب المعروفة كالمهدي بن بركة الذي اختطف منتصف الستينيات والمفكر الراحل محمد عابد الجابري صاحب «نقد العقل العربي» والمفكر عبد الله العروي صاحب «الايديولوجيا العربية المعاصرة». وأضاف أن «هؤلاء الكفار تلامذة المهدي بن بركة والجابري والعروي و عصيد ، مضيفا ان هؤلاء يتهجمون على القرآن «إكراما للبغايا وتشجيعا للسياحة الجنسية». وبدأت فتاوى «عبد الحميد ابو النعيم» فجأة ودون سابق إنذار، تعلو سماء الإعلام المغربي، وهي حالة تكاد تكون شبيهة بالحالة التي سبقت أحداث 16 ماي الإرهابية. وجدير بالذكر أن عبد الحميد أبو النعيم، هو رجل تعليم ذو مسارات متعرجة, بدأت مع الشبيبة الإسلامية وانتهت الآن إلى استكمال دورة تأسيس «مدرسة» تكفيرية خاصة به. فبلحية كثّة مخضبة بالحناء يعلوها الشيب، وجلباب أسود لا يكاد يُفارقه، طلّ أبو النعيم الذي يبدو في سنّ الخمسينات، يوم 27 دجنبر المنصرم، على شريط فيديو نشر على «اليوتوب» لا تتعدى مدته الزمنية 10 دقائق، لكنها حملت كلاما ثقيلا في حق حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي قال عنه إنه: معروف بكفره، وتاريخه تاريخ الكفر منذ الخمسينيات ولم يقف أبو النعيم عند هذا الحد، بل مضى قائلا: إن هؤلاء يُنكرون القرآن ويتهجمون على الشريعة، وهم من تلامذة عبد الله العروي ومحمد عابد الجابري وأحمد عصيد. كما وصف نساء الاتحاد الاشتراكي بالبغايا. وقال إنه جاء الوقت: لنقول كلمة الحق مهما كان الثمن. وعلمت الجريدة أن خطيب مسجد الاسراء في حي الامل بمدينة بركان , قد تم اعفاؤه من مهمته, وجاء القرار الصادر عن السلطات المعنية بعد أن قام هذا الخطيب في خطبة الجمعة ما قبل الاخيرة بهجوم على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وقيادته وكاتبه الاول ادريس لشكر وشهدائه. وكان المناضلون الاتحاديون باقليم بركان قد قاموا باتصال بالمسؤولين يحتجون على هذا الخطيب, والذي أفضى الى توقيفه.