عقدت الشبيبة الإتحادية بجهة سوس ماسة درعة مؤتمرها الجهوي الأول يوم السبت 4 يناير2014،بأكَادير تحت شعار:»شبيبة متنورة رافضة للحكرة وفية للشهداء ضامنة لبناء مغرب ديمقراطي حداثي»والذي عرف نجاحا كبيرا من ناحية العدد والتنظيم فاق كل التوقعات السابقة،وبانتخاب أعضاء المكتب الجهوي للشبيبة الإتحادية في جو حماسي, تميز بالإنضباط والمسؤولية والمناقشة الساخنة التي تعرفها عادة المؤتمرات الحزبية. تميزت الجلسة الإفتتاحية لهذا المؤتمرالجهوي الأول التي عرفت حضور160 مؤتمرا ومؤتمرة من تسعة أقاليم بجهة سوس ماسة درعة, وكذلك عضوي المكتب السياسي للحزب أمينة الطالبي وأحمد أبوه وعددا من الإتحاديين والإتحاديات على اختلاف مسؤولياتهم الحزبية وتمثيلياتهم في الواجهات بهذه الجهة, بالكلمة التوجيهية القيمة التي وجهها الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر إلى الشبيبة الإتحادية, خاصة وكل الإتحاديات والإتحاديين عامة. وفي هذا الصدد،قال الكاتب الأول مخاطبا جموع الحاضرين:» هاأنتم اليوم مجتمعون لا متفرقون وموحدون حاضرون جميعا رغم الإدعاءات والأكاذيب ومراهنات الخصوم، هاأنتم اليوم مجتمعون لتبعثوا إلى المجتمع وشباب المغرب برسائل عديدة بكون الحزب وشبيبته سيبقى دوما موجودا في المجتمع حيا نابضا بالحركة والحيوية رغم كيد الكائدين. وأضاف «أنتم اليوم شبيبة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية مجتمعون بعد ذكرى أليمة ذكرى اغتيال الشهيد عمربن جلون،فما أشبه الأمس باليوم،حيث كانت أعمارنا آنذاك تتراوح ما بين 18 و20 سنة, حين تم اغتيال عمر بن جلون،فلم نتراجع كشبيبة اتحادية ولم نخف ونجبن, بل واصلنا العمل في المجتمع وبعد أيام قليلة من عملية الإغتيال, عقدنا مؤتمرنا الوطني الأول للشبيبة الإتحادية سنة 1975 كوفاء واستمرار لنضال شهيدنا عمر بن جلون الذي اغتالته يد الظلاميين والرجعيين». وذكر أن الشبيبة الإتحادية بهذه الجهة تعقد مؤتمرها الأول اليوم ولا يفصلنا عن ذكرى قائدنا الملهم والإستاذ المعلم عبد الرحيم بوعبيد إلا أياما معدودة, وهو الذي علمنا ونحن شباب بأن التغيير لن يكون إلا عبر المجتمع وعبر الإنتقال الديمقراطي. وهذه تربية علمتنا أيضا الإختلاف والتعبير عن رأينا بكل شجاعة وأن نقبل برأي غيرنا،لذلك فرسالة اجتماع اليوم،هي رسالة وفاء لكل الشهداء,المهدي بنبركة وعمر بن جلون ومحمد كَرينة ... ورسالة وحدة وتضامن نبعثها إلى الذين يحلمون بأن الإتحاد الإشتراكي سوف يتشتت وينهار. ووجه الكاتب الأول رسالة ثالثة إلى الشبيبة الإتحادية بتحذيرها من كل المحاولات الدنيئة للخصوم «في هذه الأيام والتي تستهدف إلهاءكم عن قضايانا الحقيقية وعن قضايا الشأن العام والخروج بنا إلى النقاشات البيزنطية, لكن نحن لن ننجرإلى هذه النقاشات العقيمة، بل نحن بكل مسؤولية نقولها:إن شبيبة الحزب والقطاعات الحزبية سوف تترفع عن كل النقاشات البيزنطية وعن ما يصرفنا عن القضايا الحقيقية وعن الحقوق في الشغل والتوظيف والصحة والتعليم وكافة الحقوق الإجتماعية. وفي هذا الشأن, اعتبر إدريس لشكر،ذلك الفقيه الذي استباح دمه ضحية من ضحايا الخصوم السياسيين،وأن المخطط أكبر مما تفوه به هذا الفقيه الذي لا يعرف أي شيء في الفقه, وإلا لكان عليه أن يطلع على أمهات الإجتهادات للعلماء المتنورين،واليوم علينا أن نفخر في بلادنا باجتهات أساتذة وعلماء دار الحديث الحسنية وأن نفخر بأساتذتنا الأجلاء في كليات الشريعة الإسلامية والدراسات الإسلامية،لذلك على الشبيبة الإتحادية أن تطلع على هذه الإجتهادات التي أتى بها هؤلاء العلماء وليس أولئك الأدعياء الذين يخدمون حركات دعوية معروفة وأجندة سياسية لقوى الظلام والرجعية. وذكر لشكر أن الإتحاد الإشتراكي تتلمذ في إسلامه المتنور على شيخ الإسلام مولاي العربي العلوي،وقال :»بأني فخور حين حضرت الجلسة الإفتتاحية للمؤتمرالوطني الإستثنائي للحزب سنة 1975،والتي ترأسها العلامة عمرالساحلي المتوكل،فهذا هو الإتحاد الحامل للإسلام المتنورالذي كان دائما ضد تحويل الإسلام إلى التراتبية التي عرفتها المسيحية والكهنوت،وبالتالي فالإتحاد الإشتراكي مع إسلام الأنوار والحقوق والإبداع وليس مع إسلام الجمود والظلام الذي يروجه هذه الأيام بعض الأدعياء المسخرين من جهة معروفة من أجل أن تصرفنا عن واقع تدبير الشأن العام للحكومة. وفي ما يتعلق بعمل الحكومة الحالية،انتقد الكاتب الأول بشدة الأداء الحكومي وتساءل هل يمكن مقارنة حصيلة هؤلاء بحصيلة يعتز بها الإتحاد الإشتراكي،حصيلة عبد الرحمن اليوسفي عندما نودي علينا والمغرب مهدد بسكتة قلبية،لذلك نقول بألم يعتصر قلوبنا:أية حصيلة لمسيري الشأن العام الحكومي لكي يفخروا بها اليوم غيرالزيادات في الأسعار التي ألهبت جيوب المواطنين والمواطنات،وأية حصيلة غير رفض الحوارالإجتماعي مع النقابات. وأضاف:كيف يعقل أن يأتي رئيس الحكومة في المساءلة الشهرية إلى البرلمان وغرفة المستشارين،ويخاطب الشعب المغربي ونواب الأمة بكون الجميع يعلم بما يجري في البلاد من اختلاسات وتهريب للأموال والفساد وأنه يتوفر على معطيات ومعلومات،فهذا نوع من التغليط للرأي العام ونوع من الشعبوية التي يعرفها الجميع اليوم لدى رئيس الحكومة الذي أعطاه الدستور الجديد كل الصلاحيات والإختصاصات ليقوم بما يلزمه كرئيس الحكومة عوض أن يأتي إل البرلمان ويحول الجلسات إلى مسرحيات للفرجة. فهل يعقل أن يتحدث رئيس الحكومة عن جرائم مالية،وهو يعلم أن عليه،بما يفرض عليه القانون،أن يبلغ عن تلك الجرائم على اعتبار أنها مسؤولية تقع على كل مواطن ومواطنة ،لذلك نقول: له تحمل مسؤوليتك في فضح ملفات الفساد،ونقول له من هذا المنبر كاتحاد اشتراكي:»إذا سترتم علينا أي شيء الله يفضحكم». ولهذا فنحن كمعارضة،يضيف لشكر،سنطالب بتشكيل لجنة بالبرلمان بغرفتيه من أجل الوقوف على ملفات الفساد والإختلاسات وتهريب الأموال, ووقتها سيكون رئيس الحكومة مجبرا على أداء اليمين القانونية،وبالتالي سيكون أول شاهد تنصت إليه هذه اللجنة ليبلغها ما علمه الله فيما يتعلق بالفساد،وإذا لم يكن الأمر كذلك فنحن أمام تغليط وتضليل وكذب على نواب الأمة والشعب المغربي. وانتقد أيضا التضليل الذي جاء به الناطق الرسمي للحكومة،حين صرح بكل وقاحة وتحدث عن شيء خطير وهوالتكفير والفتنة في المجتمع, حين أرجع تلك الفتاوى التي تستبيح دم قادة الإتحاد الإشتراكي وتقذف في شرف نسائه بكونها اجتهاد فقهي وكأن الخلاف بيننا وبين هؤلاء الأدعياء موجود فقط في الجدل،وهذا كذب وبهتان لأنه لم نجد من يجادلنا بل وجدنا فقط من يستبيح دمنا،مثلما استبيح دم شهيدنا عمربن جلون،ونسائل الناطق الرسمي, أين رأى هذا الجدل الفقهي في كلام ذلك الفقيه. وفي إطار التغليط دائما, جاءنا بالأمس رئيس الحكومة،يقول لشكر إلى البرلمان بنغمة أخرى في موضوع أساسي هو الحوار الإجتماعي الذي طورته حكومة التناوب إلى لقائين سنويا بين الباطرونا والحكومة،حيث طالب منا أن تتوافق المعارضة مع الأغلبية،مع أن التوافق في حياة الشعوب لا يكون إلا في مراحل الإنتقال الديمقراطي مثل توافق 98 عندما كان المغرب مهدد بسكتة قلبية ونودي آنذاك على الإتحاد الإشتراكي. فقد نسي رئيس الحكومة أن دستور 2011،أكد على خلق توازن حقيقي في المجتمع بين مختلف السلط،المعارضة والأغلبية فيما يتعلق بقضايا الشعب المغربي ومشاكله،ولهذا فبعد قطع عدة أشواط في هذا الشأن يأتي رئيس الحكومة مجددا لإلجام المعارضة ويقول لها علينا أن نتوافق فهذه المسألة خطيرة على الأمة لأن التوافق الحقيقي والتوازن الحقيقي هو ان تكون المعارضة تفضح كل الإختلالات في تدبير الشأن الحكومي،وهذا التوازن هوالذي يضمن معارضة قوية حتى لا يقع لنا ما وقع للآخرين, لأن توافقها كان مغشوشا. ونسي أيضا أن الذي جعل المغرب لايتعرض للفتنة التي عاشتها عدة شعوب،هو الصراع الذي يعيشه المجتمع والذي يضمن للأغلبية وفق الدستورالجديد أن تمارس مهمتها كاملة في التعيينات للمدراء والمسؤولين وفي تحديد السياسة العمومية وإنتاج القوانين، لكن مانلاحظه في هذه النقطة, هو أن رئيس الحكومة يأتي بمشروع في المجلس الحكومي كل أسبوع من أجل اقتسام الكعكة في المسؤوليات والتعيينات،عوض أن يناقش في جدول أعمال المجلس قضايا ومشاكل المواطنين والمواطنات. لهذا كله رفضنا التوافق الذي يدعونا إليه بنكيران لأنه توافق مغشوش, خاصة أن التوافق الحقيقي يتعلق بالإطارالعام وهوالقانون التنظيمي للإنتخابات القادمة والجهوية. ففي هذه الأمور, يمكن أن نتوافق أما عدا ذلك،فنحن لا نقبل بهذا التغليط الذي يراد منه في النهاية إنجاز مشاريع لا تهم إلا رئيس الحكومة وحزبه وحركته الدعوية. في الوقت الذي رفض المنهجية التشاركية التي أسس لها صاحب الجلالة انطلاقا من الحوارالوطني الذي فتحه حول صياغة الدستورالجديد. هذا ومن جهة أخرى, نوه نائب الكاتب الجهوي خنفر البشير،بالمناضلين الإتحاديين في براعة الجهة بالتحضير الجيد لهذا المؤتمرالجهوي الأول للشبيبة الإتحادية الذي يعد أول محطة لأهم أذرع الحزب بجهة سوس ماسة درعة،كما نوه بمنسقي الشبيبة الإتحادية على المستوى الإقليمي الذين تحلوا بالصبر والمسؤولية من أجل إنجاح هذا المؤتمر على كافة المستويات. وأشاد أيضا بشعار المؤتمرالجهوي،لأنه يرفض الحكرة،حكرة هذه الجهة في التنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية،مطالبا برفع التهميش عنها حتى تستفيد من كل الإمكانيات العديدة التي تحظى بها جهات أخرى،وبمراعاة الهوية الأمازيغية التي تجعل منها رافعة للتنمية اللغوية والثقافية والإجتماعية في الجهة والبلاد عامة،ولهذا أكد على رفضنا لمسخرة إضحاك الخليجيين المتنفذين ماليا من خلال نكت بعض الأدعياء بيننا من كون الأمازيغ»سقرامة». فنحن في هذه الجهة،يضيف خنفر،نعتز بهويتنا الأمازيغية العريقة ونرفض المساس بها ونعتبرها وسيلة لتقوية عرى الترابط الوطني المغربي وأداة لتطوير البلاد لا العودة بها إلى عصور الإنحطاط والإرتداد. وأشار عضو المكتب الوطني للشبيبة الإتحادية جواد فرجي في كلمته إلى التضامن المطلق للشبيبة الإتحادية مع الأخ الكاتب الأول إدريس لشكر،الذي تعرض ولايزال لحملة ظلامية تكفيرية مسعورة من طرف فقهاء الوهابية خوارج الأمة المغربية.كما سجل الموقف السلبي الذي تبنته الحكومة الحالية في عدم اتخاذ أي إجراء فيما يتعلق بهذه الهجمة المحرضة على القتل والإرهاب, مؤكدين في الوقت ذاته وقوفنا الثابت من أجل الدفاع على الفكر التقدمي وقيم الحداثة. كما ترفض الشبيبة الإتحادية الإتهامات الرخيصة والقذف الذي طال أخواتنا الإتحاديات المحصنات العفيفات اللائي تم قذفهن بوابل من سموم القوى الرجعية المأجورة, وهنا نهمس لهؤلاء الكهنوت في آذانهم المتصلبة»الإرهاب لا يرهبنا والقتل لايفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار».