أيها الحضور الكريم لا أريد أن أطيل عليكم، ولا أن أكرر ما قاله الشريف الجليل مولاي محمد العراقي، صديقي ورفيقي في الكفاح محمد بن سعيد أيت إيدر ولاما قاله المندوب السامي الذي كان من المفروض أن يكون معنا. باسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،يقول تعالى في كتابه العزيز بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(قال تعالى :»يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي». صدق الله العظيم. ، ها أنت أيها أيها الفقيد العزيز، الأخ والرفيق والصديق، تلبي داعي ربك بعد حياة وجهاد وعمل ومعاناة. معرفتي بك، سيدي الغالي العراقي الحسين رحمك الله، تعود إلى سنة 1951، حين تأسست أول خلية للمنظمة السرية هنا بالدار البيضاء، وجمعتني وإياك مسيرة المقاومة والتحرير، انطلاقاً من مدينة طنجة، بحثاً عن مصدر للتزود بالسلاح صحبة المرحوم السيد حسن العرائشي والدكتور عبد اللطيف بن جلون رحمهم الله، والمجاهد الوطني الغيور الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي، أطال الله عمره. بعدما كنت عضواً مع جماعة من الوطنيين لاستقبال المغفور له محمد الخامس سنة 1947 بطنجة، وانضمامك إلى لجنة التنسيق هناك لمتابعة الحوادث الإجرامية التي سجلها عهد الجنرال كيوم لنفي المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، قررت المنظمة تكليفك بالمساهمة في البحث وجلب السلاح وجلب حروف الطباعة من اسبانيا لإعداد المنشورات لتوعية المواطنين. ما أنسَ لا أنسَ ، عندما جعلت منزلك رهن إشارة قيادة جيش التحرير بتطوان، لما وضعت الترتيبات لاقتناء الباخرة الثالثة المسماة آطوس من إيطاليا مشحونة ب 3000 قطعة من السلاح، وهي الباخرة التي سلمتها بنفسك إلى المرحوم أحمد بنبلة لدعم الثورة الجزائرية بعد استقلال المغرب سنة 1956. خدمت -وطنك بكل إخلاص، وأديت واجبك بتفان، كعامل على مديية فاس في عهد المغفور له محمد الخامس، ثم كمكلف بمهمة بالديوان الملكي في عهد المغفور له الملك الحسن الثاني، وحظيت بشرف عضوية المجلس الوطني المؤقت للمقاومة وجيش التحرير، إلى أن يشاء الله سنة 1973، فكنت بمكتبه من المدافعين عن أسرة المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وساهمت بحظ وافر في الذاكرة الوطنية بمؤلفات قيمة قدمتها بكل اعتزاز لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله. لقد عانيت المعاناة الكبيرة مع قدرك في آخر حياتك وودعتنا الوداع الأخير سنة 2013، فعزاؤنا الصادق لزوجتك وبناتك وأولادك وأسرتيك الصغيرة والكبيرة. إنا لله وإنا إليه راجعون صدق الله العظيم«.