الى الرباط وأمتطينا الطائرة الى مطار الرباطسلا. وكانت سيارة جيب في انتظارنا حتى توجهت بنا الى مركز الشرطة بالرباط، وعزلت عن الأخ احمد بن مبارك البعمراني ولم اره الا بعد ثلاثة شهور في سجن اغلبية بالدار البيضاء. هذا وبمجرد دخولي مركز الشرطة شرع الزبانية في الاستنطاق الذي دام 24 يوما تحت اشراف الكومسير الممتاز مرطنير ومساعدين فرنسيين واثنين من الشرطة المغربية عرفا بحقدهما على الوطنيين. ولما انتهى الزبانية من استنطاقهما لي سلمت الى قضاء البحث وكان يعمل بالتناوب كل من القاضي جيليز وهو مدني كان يعمل بتونس ويعرف جميع القادة الوطنيين باسمائهم وأوصافهم، اما القاضي الثاني فهو العسكري الكمندار مونجا. وكان البحث يجرى في النيابة مقر البرلمان المغربي حاليا. واستمر البحث بضعة أيام أخرى بقيت في ضيافة الشرطة بالرباط ثم نقلت الى سجن غبيلة والتهمة التي وجهت لهذه المجموعة هي قنبلة السوق المركز ي وقنبلتي البريد وكولي بوسطو اللتين لم تنفجرا، وقد صدر حكم الاعدام في حق كل من الإخوان: حسن العرائشي، منصور محمد بن الحاج بالعيد، عبد الله الزناكي، بوشعيب الغندور، عبد القادر عسو، أما السيد مولاي العربي فصدر ضده الحكم بالسجن المؤبد والسيد محمد بوزاليم 20 سنة أشغال شاقة و 20 سنة نفيا، وأخيرا السيد عبد العزيز الماسي الذي صدر ضده حكم غيابي نفيا. أما القضية الثالثة التي حوكم فيها حسن العرائشي مع الاخوين السيدين عبد السلام بناني والحسين سرحان فهي تتعلق بأول رصاصة أطلقت على يد السيد الحسين ضد مفتش الشرطة المدعو العربي المسكيني ضمن ثلاث عمليات بعد نفي جلالة الملك المغفور له محمد الخامس. وقد صدر الحكم بالسجن ضد السيد الحسين سرحان لمدة 20 سنة، وكذلك السيد عبد السلام بناني 20 سنة سجنا، أما حسن العرائشي فقد صدر الحكم ضده بالسجن المؤبد في هذه القضية الثالثة وقد بقيت في ملفات المحاكم العسكرية الفرنسية 5 قضايا مهمة تهم العرائشي إلا أن الاستقلال وعودة محمد الخامس الى عرشه حال دون تنفيذ ما كان يبيته الاستعمار الفرنسي لمجموعة من الفدائيين الذين وقعوا في الأسر. بالدار البيضاء وادخلت زنزانة انفرادية لمدة شهرين لم أر فيها إلا وجوه الحراس الكرسيكيين المعروفين بقساوتهم. ووصلتي في الزنزانة ورقة ورمى بها من تحت الباب أحد السجناء وجهها لي الأخ عبد السلام بناني نزيل سجن أغبيلة كذلك، يخبرني فيها بموت أخينا البطل محمد الزرقطوني، وكانت صدمة لم يسبق لي أن واجهتها،،، وبعد شهرين من السجن المنفرد التقيت بالاخوة الفدائيين الذين تضمهم زنزانات الكارتيي أوربيا، وكان المرح والمحبة الخاصة تجمع بين هؤلاء جميعا، وكان عدد المقاومين يتراوح دائما بين 180 و 260 فدائيا من مختلف جهات المغرب ولما كانت تصدر الأحكام النهائية ضد بعضهم كانوا ينقلون الى سجون أخرى أو لتنفيذ أحكام الاعدام بسجن العاذر. ولم يكن يبقى في سجن أغلبيلة إلا المتهمون الذين لم تصدر ضدهم مختلف الأحكام كما كان يقع لكثير من الإخوان الذين تشعبت قضاياهم وكثرت اتهاماتهم. قضية القطار السريع واخواتها وكانت أولى القضايا التي وجهت الى حسن العرائشي مع رفيقه الذي اعتقل قبله وهو السيد منصور محمد بن الحاج هي قضية القطار السريع الدار البيضاء- الجزائر، أما الاخوان اللذان شاركا معنا في هذه العملية وهما محمد السكوري واسعيد بونعيلات فقد تركتهما قبل اعتقالي في مدينة تطوان. والمتهم الخامس فهو شهيد المقاومة السيد محمد الزرقطوني وقد صدر الحكم بالاعدام في حق الجميع من طرف المحكمة العسكرية برئاسة همري. أما التهمة الثانية فوجهت لحسن العرائشي ورفقائه الثمانية وهم الاخوان: مولاي العربي، منصور محمد، عبد الله الزناكي، بوشعيب الغندور، بوزاليم، بن ابراهيم، المرحوم بالعيد. أما السيد عبد العزيز الماسي فقد حوكم مع هذه المجموعة فكان لاجئا قنبلة المارشي سنطرال في يوم من تلك الايام المجيدة ابلغني الاخ السيد أحمد زياد أن الرئيس علال الفاسي أبلغه بواسطة السيد عبدالكبير الفاسي بوجوب توجيه ضربة للاستعمار بمناسبة أعياد رأس السنة لتنكيد هذه الأعياد كما نكدوا الشعب المغربي بأكمله يوم امتدت يدهم الى مركز المغرب جلالة المغفور له محمد الخامس ونفيه من المغرب. ولم يحدد سيادته نوعية الضربة، ولا مكانها، وفي اليوم التالي كنت على متن القطار الذاهب من طنجة الى الدارالبيضاء ليلا بجواز من تلك الجوازات التي كنا نستعملها عند الحاجة لإخفاء أسمائنا الحقيقية. وفور وصولي الى البيضاء توجهت الى منزل الأخ محمد الزرقطوني وكان لازال نائما وما أن فتح عينه حتى رأيت ابتسامة تعلو محياه فخاطبني والابتسامة لا تفارقه أنت هنا؟ وكانت مفاجأة لم يكن ينتظرها لأن مثل هذه اللقاءات كانت تعد بإحكام بعدما اعترف بي كثير من الإخوان الذين هم في قبضة الشرطة. وبينما كانت السيدة السعدية زوجة أخينا الزرقطوني تعد لنا طعام الفطور أبلغته رغبة الرئيس علال الفاسي، فابتسم وقال جئت في الوقت المناسب ونحن بالفعل نعد للاستعمار مأدبة لرد الدين، وسوف ترى يا أخي ما ستطلع به الصحف يوم 24 من الجاري. وخرجنا من البيت قاصدين مزرعة صغيرة بضواحي الدارالبيضاء وكان الأخ بولحية في انتظار الزرقطوني وأخرج من كوخ صغير ثلاث قنابل فارغة وكان مع الأخ بولحية بعض الاخوان لم اتذكر اسماءهم فمعذرة لهم. وشرعوا في ملء القنابل بالمتفجرات وقطع من الحديد وكنت أحاول مساعدتهم، وكان الاخ الزرقطوني يمنعني ويقول أنت بلباس السفر فاحتفظ بلباسك نقيا. وانهى الاخوان اعمالهم ووضعت القنابل جاهزة في الكوخ، وعدت رفقة الأخ الزرقطوني الى البيت وأوصاني بحاجيات المقاومة وقضينا بقية النهار في البيت وغادرت البيضاء ليلا على متن القطار. وعند مطلع الشمس كنت في طنجة فزرت الأخ عبدالرحمان اليوسفي وأبلغته أن مفاجأة سارة ستطلع بها الصحف ولم أحدد له نوعية العمل ولا مكانه، ثم توجهت الى تطوان حيث إقامة الأخ زياد وبشرته بتبليغ المهمة، وفي اليوم التالي طلعت علينا الصحف والاذاعات العالمية بنجاح عملية السوق المركزي غير أن قنبلتي البريد وكولي بوسطو لم تنفجرا. عملية القطار السريع الدارالبيضاء - الجزائر بعد سلسلة أعمال ناجحة تقرر توجيه ضربة كبيرة للاستعمار يكون لها صدى على الصعيد العالمي. وهكذا وقع اختيار القطار السريع الدارالبيضاء الجزائر، وكذا تم ملء شحنتين بالمتفجرات وقطع من الحديد ووضعت كل قنبلة في حقيبة مع فتيلتين لكل قنبلة زيادة في الاحتياط، وأخرجت الفتيلتان بإحكام من تحت مقبض الحقيبة، وأقفلتا باتقان، واستدعى الاخوان اللذان كلفا بتفجير الشحنتين، وكنا على موعد بمنزل السيد ناجي عمر صهر حسن العرائشي، ومن الطريف أن الأخوين جاءا في لباس انيق كأنهما على موعد لحفلة عرس. وقبل موعد خروج القطار بنصف ساعة تحركت بنا السيارة، وكان الأخ اسعيد بونعيلات يسوق السيارة وبجانبه محمد الزرقطوني وخلفهما منصور والسكوري وحسن العرائشي، وعند وصولنا الى المحطة نزل حسن العرائشي قاصدا شباك التذاكر فاتقنينا ورقتين احداهما بالدرجة الأولى والثانية بالدرجة الثانية. وعدت الى اخواني الذين لبثوا في السيارة وزودناهم بجميع المعلومات خصوصا أنه كان من المقرر أن تحدث الانفجارات داخل النفق. وودعنا الاخوان وسرنا نحن في طريقنا الى الرباط، وفي المكان المتفق عليه قرب المحطة وقفت السيارة وبقي الأخ بونعيلات ينتظرهما ليعود بهما الى البيضاء. أما حسن العرائشي ورفيقه محمد الزرقطوني فقد لبثا بالرباط وقضيا ليلتهما هناك، وذلك لدراسة الأثر الذي خلفته الحادثة. وفي الصباح طلعت الصحف الاستعمارية في طبعة خاصة بنبأ الحادثة معلنة أن ثلاثة انفجارات وقعت بالقطار السريع وأنه سقطت سبع ضحايا وعشرات الجرحى، وأن الخسائر قدرت ب 100 مليون فرنك، ولوحظ يومه تحرك كبير للشرطة والجيش. وقد أخبرت الصحف بثلاثة انفجارات، مع العلم أنه لم تكن هناك الا قنبلتان بأربع فتائل بدلا من اثنتين زيادة في الاحتياط، وهكذا انفجرت القنبلتان، وسمع ثلاثة انفجارات واهتزت المحطة ووقع رعب شديد بين الركاب. أول رصاصة المنظمة التي خططت لها وأمرت بها: حركة المقاومة السرية الشخصيات التي لعبت الدور الرئيسي في التخطيط: الشهيد محمد الزرقطوني الحسين برادة التهامي نعمان الحسن العرائشي سليمان العرائشي المنفذون في المرحلة الأولى من التخطيط المتفق عليه: المرحوم عبد السلام بناني الدكتور عبد الكريم الخطيب منصور محمد بن الحاج الحسين سرحان المراجع: 1 كفاح الملك والشعب 2 الصحف الفرنسية 3 شهادات المقاومين الذين عاشوا الأحداث كان كل شيء جاهزا لبدء معركة التحرير، وكان هذا في المرحلة الأولى من الكفاح المسلح فبعد تجربة المناشير ثم سلسلة من الحرائق وتفجير القنابل بجريدة العزيمة وجريدة الحرية وصيدلية بشارع فكتور هيجو ، بعد هذه الأحداث وفي إحدى جلسات أعضاء المنظمة بمنزل السيد التهامي نعمان بتاريخ فاتح سبتمبر 1953. وقد حضر هذه الجلسة التاريخية كل من السادة المرحوم محمد الزرقطوني، الحسين برادة ، الحسن العرائشي، سليمان العرائشي، التهامي نعمان، السعيد بونعيلات، منصور محمد بالحاج ، والمرحوم عبد السلام بناني، ووضعت أول قائمة للمتعاونين مع الاستعمار الفرنسي وعلى رأس القائمة المدعو العربي المسكيني، ومحمد بنيس والمقدم عبد الله الفاسي. وفي يوم 4 سبتمبر سنة 1953 أطلقت أول رصاصة على مفتش الشرطة المدعو العربي المسكيني الذي كان معروفا في الأوساط الوطنية بتعاونه مع الاستعمار في تتبع ومراقبة الوطنيين ثم بعده سقط المتعاون الثاني المدعو محمد بنيس ثم الثالث وهو المقدم عبد الله الفاسي. تهريب السلاح باريس - مدريد - تطوان - طنجة - العرائش - الدار البيضاء. المنظمة التي خططت لتهريب السلاح: المقاومة السرية. الجماعة التي خططت لهذا التنظيم: السادة: المرحوم محمد الزرقطوني، التهامي نعمان، الحسين برادة، سليمان العرائشي، الحسن العرائشي، سعيد بونعيلات. المنفذون بالإضافة إلى هؤلاء: السادة: أحمد زياد - مدينة تطوان. محمد الشتوكي - طنجة الغالي العراقي - طنجة الدكتور عبد اللطيف بنجلون - طنجة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي - طنجة أحمد الدغمومي - طنجة مطرب عبد النبي - العرائش عبد الكبير الفاسي - مدريد أحمد بن مبارك البعمراني - باريس المرحوم فاضل بناني - باريس الحاج الهادي الديوري - باريس المراجع: 1- شهادات المقاومين الذين عاشوا هذه الأحداث 2- الصحف الفرنسية 3- صك الإتهام مباشرة بعد الرصاصات الأولى التي أطلقت في الدار البيضاء على الخونة الثلاثة (جرح أحدهم ومات اثنان) وهم حسب الترتيب - المسكيني - بنيس - الفاسي - مباشرة بعد هذه العمليات الناجحة قررت المنظمة تنظيم شبكة دولية لتهريب السلاح، وتأمين السم، والمال لتمويل المقاومة، وأسندت مهمة هذا التنظيم إلى السيد الحسن العرائشي وبتاريخ 5 شتنبر 1953 سافر السيد الحسن العرائشي رفقة السيد اسعيد بونعيلات في سيارة كان يملكها السيد النكريمي حسن بن أحمد، وهو أيضا من أعضاء المنظمة، وعلى قرب الحدود بين الحمايتين الفرنسية والإسبانية ترجل الحسن العرائشي وودع صاحبه السيد بونعيلات الذي عاد إلى البيضاء. أما السيد الحسن العرائشي فواصل سيره على الأقدام واجتاز الحدود بمساعدة السيد اجيظ محمد. وقد لعب هو وزوجته دورا أساسيا في مساعدتنا دائما في اجتياز الحدود ذهابا وإيابا حيث كان من سكان الدواوير المجاورة بين المنطقتين. وفي تطوان، وفي زنقة القائد أحمد، بدار الأستاذ المرحوم عبد الخالق الطريس جرى أول لقاء لمبعوث المقاومة مع السيدين أحمد زياد وعبد الكبير الفاسي، حيث أبلغهما تعليمات المنظمة المتعلقة بوجوب تأسيس شبكة لتهريب السلاح على جناح السرعة. ونظرا للدور الهام الذي كان للسادة: الطريس، وعبد الكبير، وزياد في الميدان الوطني فلم نجد أي صعوبة تذكر من أجل تأسيس هذه الشبكة وتنظيمها وبفضل هؤلاء قامت المنظمة بربط اتصالات جديدة، ففي طنجة التحق بالمقاومة السرية السادة الغالي العراقي، والدكتور عبداللطيف بنجلون، وعبد الرحمان اليوسفي وقد لعبت هذه الجماعة دورا خطيرا في تزويد المنظمة بالسلاح والتعريف بها في المحافل الدولية نظرا للموقع الذي كان آنذاك لمدينة البوغاز. وفي تطوان كذلك جرى أول اتصال بمنزل السيد أحمد زياد بالسيد أحمد بن مبارك البعمراني الذي جاء ممثلا لعمالنا في فرنسا وكان هذا اللقاء بواسطة السيد عبدالكبير الفاسي الذي كانت تربطه علاقة بجميع الأوساط الوطنية المغربية في فرنسا. فبفضل هذه الشبكة المحكمة التي كان ينسق بين اعضائها مبعوث المنظمة الحسن العرائشي بدأت تتدفق الاسلحة على مدينة الدار البيضاء. ففي أول الأمر شرعنا في ارسال الاسلحة بواسطة ممثل المقاومة بالعرائش السيد مطرب عبدالنبي الذي كان يعمل مساعدا بشركة النقل الستيام (طنجة الدار البيضاء) واستمرت العملية بنجاح بضعة اسابيع. بعدها اقترح علينا الأخ الحاج محمد الشتوكي (وهو من الأعضاء العاملين منذ تأسيس المقاومة) وكان عنصرا نشيطا ومتخصصا في تهريب السلاح وأقول اقترح علينا طريقة جديدة لتهريب السلاح بواسطة سيارة طاكسي تكترى من مدينة طنجة لمدة 24 ساعة كلما دعت الضرورة لذلك، ربما ان السيد الشتوكي كانت تربطه علاقات وثيقة بجميع أرباب الطاكسيات لأنه كان يحترف نفس المهنة إذ ذاك فلم نجد أية صعوبة تذكر في كراء الطاكسيات بدون سائق عند الحاجة. وكانت سيارة الأجرة تشحن بالسلاح أو القنابل اليدوية في أماكن خاصة من جوف السيارة كانت تعد بمهارة حتى لاتتعرف عليها أعين حراس الجمرك والبوليس الدولي والاسباني والفرنسي في مناطق الحدود، وكانت السيارة تأخذ طريقها أولا نحو محطة القطاع بطنجة لنأخذ بعض المسافرين المتوجهين الى البيضاء، وكنا نختار ونعطي الأولوية للنصارى أو اليهود ونتحاشى المغاربة المسلمين لأن مع هؤلاء يكون السفر اسلم ومرافقتهم لنا خير معين على اجتياز الحدود بأمان. وبوجودهم لم تكن تتعرض سيارتنا لتفتيش دقيق أو الوقوف طويلا في مختلف نقط المراقبةمن عرباوة الى البيضاء ومن شهر سبتمبر 1953 الى 2 يونيو 1954استعملنا اربع سيارات حسب الترتيب الآتي: الأولى: سيارة شفروليط سودا، رقم: 9595 آ الثانية: سيارة من نوع وسوطو لونها ابيض الثالثة: سيارة شفروليط لونها أبيض وأخيرا اشترينا سيارة من نوع أولد سموبيل وقداسندت مهمة نقل السلاح بادئ ذي بدء الى السيد الحاج محمد بن عبدالقادر الشتوكي وكان يساعده احيانا كل من السيدين أحمد الدغمومي ومصطفى بولوفة وكلهم من مدينة طنجة، وعند وصول السيارة الى مدينة الدار البيضاء كانت تأخذ طريقها الى فندق شمبور حيث كان يعمل أحد أعضاء المنظمة وهو السيد ناجي عمر وكان هذا الأخير يتوجه الى منزل المرحوم الشهيد محمد الزرقطوني ليبلغه خبر وصول السيارة القادمة من الشمال، هذا وزيادة في الاحتياط كان للمقاومة اتصال منظم بواسطة إذاعة طنجة. فقبل أن تغادر السيارة مدينة طنجة يتوجه السيد الحسن العرائشي الى محطة الاذاعة ليسجل بعض الرغبات من طنجة الى البيضاء لأسماء وأغاني متفق عليها بين شخصين لا ثالث لهما وهما المرحوم الشهيد محمد الزرقطوني والحسن العرائشي، وقد اسندت مهمة الإنصات الى جميع الرغبات بإذاعة طنجة الى السيدة آمنة عزيز وهي زوجة المرحوم البشير شجاعدين وكانت تسجل جميع الرغبات وتبلغها للمرحوم الزرقطوني، وبواسطة هذه الرغبات كان المرحوم الزرقطوني يعلم وقت حضور السيارة ونوع السلاح او غيره من الأشياء التي كانت ترسل من الشمال، وكان المرحوم الزرقطوني يبعث بدوره الرسائل مع السيد الشتوكي ليطمئننا على ما كانت تنشره الصحف الاستعمارية من أخبار ملفقة ومثيرة عن اكتشافاتها خصوصا بعدما كانت تلقي القبض على جماعة من الأبرياء بواسطة الفرقة المضادة للارهاب حيث كانت تحيط هذه العمليات بهالة من الاشهار في الصفحات الأولى من الصحف الاستعمارية. اغتيال الدكتور ايرو المنظمة التي خططت له وأمرت به: حركة المقاومة السرية الشخصيات التي لعبت الدور الرئيسي في التخطيط: الشهيد محمد الزرقطوني فردوس ابراهيم المنفذون المرحوم ادريس الحريزي بن المختار محمد كانت المنظمة على علم بنشاط الدكتور «ايرو» الجريدة لافيجي وهي من أكبر الجرائد الاستعمارية التي كانت تصدر انذاك بالمغرب. وكان معروفا بنفوذه المطلق علي الاقامة العامة وزعامته لدهاقنة كبار المعمرين بالمغرب وقد أسند المرحوم الزرقطوني مهمة تنفيذ حكم الاعدام ضد «ايرو» الى السيد فردوس ابراهيم واختار له من المرافقين المرحوم ادريس الحريزي ومحمد المرابط الانصاري بن المختار والتحق الشهيد محمد الزرقطوني بالرفيق الاعلى بتاريخ 18 يونيو 1954 وبقيت أمانة تنفيذ الحكم في إيرو بعنق السيد فردوس ابراهيم ورفيقه. ولما وكان السيد ابراهيم لايعرف شخصية الدكتور «ايرو» قرر الاتصال بالسيد صفى الدين حسن ليرشده إلى من يدله عليه، وهكذا عرفه هذا الأخير بالسيد الحوس وضرب موعدا في أحد المقاهي المجاورة لإدارة لافيجى وانتهت مهمة السيد الحوس. وتفرغ السيد فردوس إبراهيم ورفيقاه. لتخطيط عملية التنفيذ. وكان من المقرر اغتيال الدكتور «ايرو» أمام منزله إلا أحد الاصدقاء تعرف عليهم وحياهم في تلك الفترة الصعبة. وكان من المعتاد أن يذهب الدكتور «ايرو» الى الادارة ماشيا على الاقدام فتبعه السيد ابراهيم فردوس وكانت مهمة المرحوم ادريس الحريزي هي حماية ظهر السيد ابراهيم فردوس، أما السيد محمد المرابطي الانصاري بن المختار فقد كلف بمراقبة مكان التنفيذ ورفع اليد اليمنى (اشارة سلامة الطريق) وهكذا أطلق السيد فردوس ابراهيم رصاصة على الدكتور «ايرو» فأرداه قتيلا وواصل سيره واختفى عن الانظار. وهكذا فعل المختار أما المرحوم ادريس فما أن رأى جماعة من الاوربيين يخرجون من دكان الحلاقة ليستطلعوا الخبر حتى بدأ في اطلاق الرصاص في جميع الاتجاهات فتبعه جمهور من الأروبيين وأحاطو به بعدما أفرغ مسدسه من الرصاص وأنهالوا عليه بوحشية يضربونه ثم سبق الى إدارة الشرطة ومنها الى سجن غبيلة حيث حكمت عليه المحكمة الفرنسية بالاعدام حضورياً ولرفيقه بالاعدام غيابيا وذلك يوم 5 يناير 1955 ونفذ حكم الاعدام في حق المرحوم الشهيد ادريس الحريزي يوم 2 غشت 1955 يتبع