وقودها فحم جرادة و زيوت مطاعم آسفي ،قصة مدير الأكاديمية وجهنم كانت موضوع مداخلة له ليس في ندوة أو يوم دراسي, بل جاءت أثناء حديث اعتبره حميميا(...) وبالضبط صبيحة يوم تاسع دجنبر. المناسبة كانت للتداول في موضوع مدرسة ليست كالمدارس, تعيش مشاكل بسبب مفتش بلا نظير, غير أن المدير وهو لم يتجاوز بعد صدمة التدفئة التي صارت عرقا باردا بعدما تم توقيف مساطر صفقة شهيرة بقرار وزاري اغتنم فرصة اللقاء ليعبر عن سعادته عما يكنه لأسرة التربية. فتمنى أن يصلى نار جهنم و هي "أرحم" له من فردوس يتقاسمه مع نساء و رجال التعليم و هو يستعجل ما تبقى من دجنبر ليتخلص من عمل يجمعه بمن كادوا أن يكونوا رسلا. فهو يبلغ الستين في نهاية الشهر. يقول هذا و هو منشغل بتحضير المجلس الإداري المنعقد في 13من نفس الشهر ويكد و"يجتهد"كأنه المدير أبدا و بعد فحم جرادة فلن ينغص عليه مجلسه الذي يرأسه الوزير سوى صوت ينطق زيتا أثناء أشغال المجلس, لأجل ذلك بحث عن مزيل الدهون ومكمم الأفواه فلم يجد خيرا من أصحاب تلك الأفواه وهم السادة أعضاء المجلس المنتخبون فانبرت ثلة منهم لتضرب أخماسا في أسداس ونزلت رأسا إلى آسفي "لتبدع" الحل الذي كان المدير عنه تائها, زيوت منتهية الصلاحية أو تكاد, قابعة في مخازن نيابة آسفي يجب أن تختفي وتستهلك رغما عنها حتى لا ينزعج المدير وحتى لا تفسد مشروع تمديد المهام الذي من أجله تكبد مشاق الانتقال من شرق المملكة إلى غربها ولم يتبق في عمره المهني (أطال الله عمره) سوى أشهر معدودات. وجاءت الفرقة الخاصة بالحل: الفساد يجب أن يشمل جهة بأكملها. نعم هكذا قرر أعضاء المجلس من ممثلي الموظفين توزيع كمية الزيت على النيابات الأربع و ربط الاتصال الفوري برؤساء المؤسسات ليتسلموا حصتهم من الزيت المعدوم, فتختفي معالم الزلة و فاز المدير أيضا بصمت المشوشين لأنهم وبأيديهم طمست المشكلة, أتساءل عن الثمن!! الزيت والفحم وسؤال التمديد للمدير يشغل أيضا نائبا إقليميا يقال والله أعلم بأنه مقرب من جهة ما تمهد له الطريق لينتصب مديرا ولو بشكل مؤقت ونفس النائب حسب مصادر موثوقة يتضرع لأن يتوقف مشوار المدير عند حد سن التقاعد, وهو في رأيي محق إلى حد ما, إذ كيف لطموح الآخرين أن يكون مشروعا في ظل طموح يسعى لأن يكون صاحبه المدير أبدا؟! هل حال مالية البلاد يدفع للتعاقد مع متقاعدين؟ و هل المرشح للتمديد حقق لا قدر الله إنجازا خارقا يشفع له؟ و هل تنصيبه على مرمى شهور من الإحالة على المعاش قدم للتعليم بالجهة دفعة نحو الأمام ؟ إن لم يكن أصابها في زيت وفحم .غير أن من حسنات المدير أنه تمنى لأسرة التعليم دخول الجنة و تمنى أن يبعث بعيدا عنهم.