عندما فكر مراد إبراهيمي وزوجته حكيمة باش في إنجاب طفل ثان سنة 2003، لم يجل بخلدهما أن هذا الأمل سيتحول إلى ألم سيتجرعان مرارته طيلة عمرهما المتبقي. فحوصات طبية أولية للزوجين كشفت أنهما يتعذر عليهما تحقيق هذا الحلم بشكل طبيعي بسبب نقص في مكونات السائل المنوي للزوج مراد (50 سنة حاليا)، فانتقلا من مدينة فاس إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل، وبالضبط إلى المستشفى الجامعي (AZ VUB) لدراسة إمكانية إجراء تخصيب اصطناعي، وتم بالفعل الحصول على بويضة الزوجة، واستئصال جزء مكونات خصية الزوج الذي كان تحت تأثير التخدير الموضعي. غير أن الأمور لم تكن على ما يرام بالنسبة لمراد، إذ لم تكد تمر ثلاثة أيام على العملية حتى شعر بحمى وألم شديد وانتفاخ في موضع الخصية، مما اضطرت معه زوجته إلى نقله مجددا إلى ذات المستشفى، حيث اكتفى الأطباء بمنحه مضادات حيوية وإعادته إلى منزله. إلا أن الألم سيعاوده مجددا ودرجة انتفاخ الخصية ستزداد، وفور وصوله إلى المستشفى مرة أخرى، سيخبره الأطباء بأنه سيخضع لتدخل جراحي بسيط، دون تأثير جانبي على خصيتيه. وبعد أربع ساعات من الجراحة، سيكتشف مراد أن الأطباء استأصلوا إحدى خصيتيه دون أن يتم إخباره مسبقا وبدون موافقته. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل سيفاجأ بأن خصيته الثانية تضررت هي الأخرى بشكل كبير. ولقد رفضت إدارة المستشفى البلجيكي تمكين مراد وزوجته من ملفه الصحي، لتجنب تمكينهما من أدلة ستدين إدارة المستشفى أمام القضاء. وبعد سنوات من التحقيقات القضائية، سيتفاجأ الزوجان بخسارة قضيتهما في إحدى المحاكم الابتدائية البلجيكية. ومن المنتظر أن تبث محكمة الاستئناف ببروكسل في جلسة مقررة يوم 21 يناير القادم.