فاجأت لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان العربي لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، كل الانتظارات هنا بدبي، بأن منحت جائزة أفضل فيلم (الجائزة الكبرى) للفيلم الفلسطيني «عمر» لمخرجه هاني أبو سعد، والذي لم يثر أي ردود فعل حين عرض في حفل الافتتاح الجمعة الماضية، اعتبارا لبساطة تقنياته السينمائية، إذا ما قورن بأفلام أخرى منافسة مثل فيلم المخرج السوري محمد ملص «سلم إلى دمشق» أو الفيلمين المغربيين «الصوت الخفي» لكمال كمال و «وداعا كارمن» لمحمد أمين بن عمروي، حيث حضرت عاليا الصنعة السينمائية الرفيعة. مع الإشارة الى أن الحبكة الفنية لفيلم «عمر» قد زاوجت بين عشق القضية الفلسطينية للبطل عمر وبين عشقه لشقيقة صديقه المناضل معه في جبهة المقاومة ضد الاحتلال، فانتصر أخيرا لحبه لقضية وطنه على حساب حبه لحبيبته التي حلم بالزواج منها دون أن يتحقق له ذلك، بعد أن خانه أقرب أصدقائه ضمن مجموعته المقاومة وسرقها منه بعد أن حبلت منه بطريقة غير شرعية. وحين أعلن رئيس لجنة التحكيم الإيرلندي جيم شاريدون (المعروف بنزاهته الفنية وقوة شخصيته) عن تلك الجائزة، ساد وجوم وجوها كثيرة، وتصاعدت الصيحات من فريق الفيلم فقط داخل القاعة، قبل أن يأتي الدور على التصفيق بعد برهة من الحضور، علما بأن ذات الفيلم قد منح جائزة الإخراج. مغربيا، حاز الفنان المغربي المتألق حسن باديدة، الذي سبق وأشرنا في مراسلات سابقة إلى أنه حمل على كتفيه بفنية عالية شريط المخرج المغربي هشام العسري «هم الكلاب»، فاز بجائزة أحسن دور رجالي. فيما عادت جائزة أحسن دور نسائي للممثلة المصرية ياسمينة رئيس عن دورها في فيلم محمد خان «فتاة المصنع». وذهبت جائزة لجنة التحكيم الى الفيلم المغربي «هم الكلاب» التي منحت لمنتجه (وليس لمخرجه) نبيل عيوش. بينما منحت جوائز تقديرية من لجنة التحكيم تلك إلى كل من المخرج المغربي محمد أمين بنعمروي عن فيلمه الممتع والجميل جدا «وداعا كارمن»، مثلما منحت جائزة تقدير خاصة للممثلة المغربية الكبيرة «راوية»، عن مشاركتها في فيلمي «سرير الأسرار» للمخرج جيلالي فرحاتي و»روك القصبة» للمخرجة ليلى المراكشي. وهي الممثلة التي سبق ونوهنا بأدائها في فيلم الجيلالي فرحاتي في مراسلات سابقة، حيث أجمع العديد من المتدخلين حينها أثناء مناقشة الفيلم على أدائها الرفيع وعلى علو كعبها الفني الممتع. أما في مسابقتي الفيلم القصير والفيلم الوثائقي العربيين، فإن لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام القصيرة والتي ترأسها المخرج التونسي نوري بوزيد، قد منحت جائزتها الكبرى للفيلم العراقي «الصوت المفقود» وذهبت باقي جوائز اللجنة لأفلام عراقية ولبنانية فقط، ولم يحصل أي من الأفلام المغربية المشاركة على أي جائزة. بينما منحت لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي التي ترأسها المخرج المصري يسري نصر الله، الجائزة الكبرى (كما كان منتظرا) إلى فيلم مصري، هو فيلم «الميدان» للمخرج المصري كريم عامر، وذهبت باقي الجوائز إلى فيلم مصري آخر «للي يحب ربنا» لسلمى الطرزي (وهو يستحق جائزة الإخراج بجدارة) ولفيلمين لبنانيين «أرق» (جائزة لجنة التحكيم) و»يوميات شهرزاد» (شهادة تقدير). فيما منحت الجائزة الكبرى لأفضل فيلم للمهر الأفرو آسيوي من قبل لجنة التحكيم التي ترأسها الممثل الهندي شيشي كابور للفيلم السنغافوري «إيلو إيلو» مع الإشارة الى أن كل جوائز المهرجان قد سلمها للفائزين الشيخ منصور بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي بقاعة العروض الكبرى بمدينة الجميرة (وهي مدينة سياحية ضخمة هنا بدبي، تضم أفخم فنادق المدينة ومن أشهرها فندق «برج العرب»).