أكدت السينما المغربية حضورها وتألقها عربيا، من خلال فوزها بثلاث جوائز مهمة وشهادة تقدير خاصة في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي، الذي اختتمت فعالياتها مساء الجمعة الماضي. حسن باديدة يحمل جائزة المهر الإماراتي لأحسن ممثل عربي (خاص) في هذا السياق، واصل الفيلم المغربي "هم الكلاب"، للمخرج المغربي هشام العسري، نجاحه دوليا بعد مشاركته في مهرجان "كان"، بفوزه بجائزتين من أهم جوائز المهر العربي، ويتعلق الأمر بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أحسن دور رجالي، التي نالها بطل الفيلم حسن باديدة عن أدائه المتميز. وعادت جائزة أفضل ممثلة للمصرية ياسمين رئيس، عن دورها في "فتاة المصنع" لمحمد خان، مناصفة مع الممثلة المغربية فاطمة هراندي الشهيرة ب"راوية"، بفضل أدائها المتميز في فيلمي "روك القصبة" لليلى مراكشي، و"سرير الأسرار" لجيلالي فرحاتي، ونال المخرج المغربي محمد أمين شهادة تقدير خاصة عن فيلمه "وداعا كارمن". وشاركت السينما المغربية بخمسة أفلام في المسابقات الرسمية لجائزة المهر العربي، ويتعلق الأمر بفيلم وثائقي لدليلة النادر، بعنوان "صوت المدينة"، وثلاثة أفلام روائية طويلة، هي "روك القصبة" لليلى المراكشي، و"سرير الأسرار" لجيلالي فرحاتي، و"هم الكلاب" لهشام العسري، و"وداعا كارمن" لمحمد أمين. وعكست الأفلام المغربية المشاركة في المهرجان قوة السينما الوطنية وتطورها في الآونة الأخيرة كما وكيفا، ما جعلها تحظى باهتمام خاص من منظمي المهرجان، الذي بات يعد من أقوى التظاهرات السينمائية في العالم العربي، إلى جانب مهرجانات مراكش وأبوظبي والقاهرة. ويتناول فيلم "هم الكلاب"، الذي يعد ثاني تجربة سينمائية للمخرج هشام العسري، بعد فيلمه الأول "النهاية"، مصير معتقل سابق اسمه "مجهول"، اعتقل عام 1981، ولم يطلق سراحه إلا عام 2011، ليواجه واقعا جديدا، يحاول الاندماج معه رغم العديد من المتغيرات. وقدم مهرجان دبي السينمائي في نسخته العاشرة، التي اختتمت فعالياتها بفوز فيلم "عمر" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد بجائزتي المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة لأفضل مخرج وأفضل فيلم. وشهدت فعاليات المهرجان تنافس 78 فيلما على جوائز "المهر" الإماراتي والعربي للأفلام الروائية الطويلة، والعربي للأفلام الروائية القصيرة، والعربي للأفلام الوثائقية، والآسيوي الإفريقي للأفلام الروائية الطويلة، والآسيوي الإفريقي للأفلام الروائية القصيرة. وبمناسبة توزيع الجوائز، قال رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة، إن "هناك شعورا عاما بأن السينما العربية بدأت تضع أقدامها بقوة على الساحة الدولية، عبر الاهتمام المتزايد الذي تبديه مختلف المهرجانات الدولية بعرض أعمال السينما العربية، وصعود عدد منها إلى منصات التتويج. من جهته، قال مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني للمهرجان، إن "من حقّ صانعي السينما العرب والعالميين، الذين استضفناهم، التباهي بما قدموه من أعمال قوية تعتبر حجر الأساس لمسيرة مهنية، ستزخر بإبداعاتهم، فمعظم هؤلاء المخرجين يعملون بشكل مستقل، بعيدا عن أنظمة بوليوود وهوليوود، لذلك نجد أن أعمالهم تتمتع بالاستقلالية والجرأة في الطرح الإبداعي. ونحن في المهرجان فخورون بدعم هؤلاء المبدعين ماديا ومعنويا، حتى يتمكنوا من إظهار قدراتهم الإبداعية للعالم".