شكل موضوع «واحات المغرب منابع الحياة» محور نقاش بالمنتدى الدولي الثاني للواحات والتنمية المحلية بإقليم زاكورة نهاية نونبر ، حيث شدد المتدخلون من منظمات وجمعيات وجماعات واحية، فضلا عن مقاولات ومؤسسات محلية، على بلورة استراتيجية مندمجة للحفاظ على المجال الواحي وتثمين مؤهلاته، و بتسليط الضوء على الإستراتيجية الوطنية لتنمية هذه المناطق الهشة على جميع المستويات نظرا لما يكتسيه المجال الواحي من أهمية إيكولوجية وثقافية وحضارية، وكمكون أساسي للتراث الوطني حيث تصل مساحات المجال الواحي إلى مايفوق 115 ألف كلم مربع ، خصوصا أن وضعية الواحات المغربية تطرح اليوم بحدة جميع الإشكاليات المرتبطة بالمجالات الحساسة منها، مثل مشكل تدهور التربة والغطاء النباتي، والاكتظاظ الديمغرافي، وارتفاع حدة المنافسة على استغلال الموارد الطبيعية المحدودة، وضعف المردودية الزراعية، واندثار الموروث الثقافي والعمراني. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة زاكورة تتوفر على مقومات سياحية مهمة تتمحور حول جبال ووديان وواحات تمتد على طول 200 كلم من منطقة أكدز إلى امحاميد الغزلان، من بينها 32 قصبة وكتبان رملية، وواحات النخيل والنقوش الصخرية القديمة وزوايا تساهم كلها و بشكل كبير في استقطاب عدد السياح الوافدين على المنطقة ، والبالغ عددهم 35الف سائح سنويا ، وبليالي مبيت تبلغ 50 ألف ليلة في السنة. وفي تصريح خص به الجريدة رئيس جمعية المنتدى الدولي للواحات والتنمية المحلية جواد الناصري، إن الملتقى يهدف إلى إنعاش وتشجيع مناطق الواحات والمناطق الاقتصادية المبتكرة في المناطق الجنوبية بإبراز إمكانياتها على المستوى السياحي والتراثي والمنتجات المحلية ، مؤكدا ان وضع المجال الواحي المغربي يطرح وبشكل جدي آفاق التنمية المستدامة بالمنطقة بكل أبعادها، حيث أصبح من اللازم رسم ووضع استراتيجية مندمجة ومستدامة قادرة على توحيد الجهود وضمان التقائية بين جميع الفاعلين والفرقاء من أجل التأسيس لمسلسل مندمج لإصلاح الاختلالات واسترجاع التوازنات المفقودة. وعرف المنتدى تنظيم معرض يضم حوالي 15 رواقا حيث عرض كل فضاء بعضا من أوجه الحياة في الواحات، بدءا بإعداد مناطق الواحات إلى الطاقات الشمسية والاقتصاد الرقمي، مرورا بالسياحة القروية والتنمية المستدامة و الصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية وغيرها.كما تضمن الملتقى سلسلة من المحاضرات والموائد المستديرة التي تناولت عددا من القضايا مثل "النساء في إقليم طاطا" و "الواحات بالمغرب: مؤهلات الابتكار والآفاق" أو "الولوجيات و إعداد المجال" . وتناولت في صلبها الاكراهات التي تعانيها المناطق الواحية من قلة الموارد الطبيعية كندرة المياه كأكبر التحديات في هذه المجالات الجغرافية، إضافة الى قلة المساحات الصالحة للزراعة وزحف الرمال. ودعا المنظمون إلى تجميع جهود كافة الفاعلين من المتدخلين الحكوميين والمنتخبين و المجتمع المدني و المهنيين حول مشروع مشترك لضمان التنمية المستدامة لمناطق الواحات والكشف عن مؤهلاتها (سياحة مسؤولة وصناعة تقليدية و ثقافة وتراث ومنتوجات محلية) وتثمين الأنشطة التنموية في ميدان إعداد المجال و الوقوف على الأنشطة المنجزة بغرض وضع سياسة مندمجة للتسويق و التواصل ؛ومن أجل حماية وتطوير هذه الثروة الطبيعية كمحور اساسي ورئيسي في مخطط المغرب الاخضر واستراتيجية تهيئة الواحات في المغرب وكذا المخطط الوطني لمحاربة التصحر والجفاف.