علمنا من مصادر تعليمية من داخل نيابة مراكش ، أن نائبها الإقليمي قد قام بإعفاء رئيس مصلحة تدبير الموارد البشرية هذه الأيام ، محطما بذلك رقما قياسيا في تاريخ هذه النيابة من حيث إعفاءات موظفيها من مهامهم خاصة المشرفين على رئاسة مصلحة تدبير الموارد البشرية ومكتبي تسيير مؤسسات التعليم الابتدائي والثانوي ، فقد وصل عدد الذين شملهم مسلسل الإعفاءات في وقت وجيز لا يتعدى السنة، خمسة موظفين منهم من تعرض لعقاب تأديبي ومنهم من استجاب النائب لرغبته لسبب من الأسباب ، مما يدل على أن تدبير الشأن التعليمي بمراكش قد اختلطت أوراقه على هذه النيابة التي أضحت تخبط خبط عشواء حتى ألقت بنفسها بين أمواج يم مشاكل جد عاتية تتقاذف بها وتغوص في أعماق نهج سياسة كلها حيص بيص بسبب سوء تدبير الشأن التعليمي بإقليممراكش خلال الموسمين الدراسيين 2012/2013 و 2013/2014 ، حيث نجم عن ذلك حرمان المئات من الأطفال من حقهم في التعليم بالوسط الحضري وعلى وجه الخصوص بالوسط القروي، الذي حكم على عدد من مستوياتهم التعليميه خلال الموسم الدراسي الماضي بسنة بيضاء ، مما دفع بالمكاتب الإقليمية للمنظمات النقابية التعليمية الأكثر تمثيلية وأمهات وآباء وأولياء أمورهم ، حماية وحفاظا على حق الطفل في التعليم وفق ما ينص عليه الدستور المغربي بعدما استنفدوا كل السبل مع النيابة في إطارها القانوني ، أن يبادروا بتنظيم وقفات احتجاجية متكررة ومستمرة بداية هذه السنة أمام مقر نيابة التعليم بمراكش بعد فشل هذه الأخيرة في وجود الحلول المناسبة لفتح أبواب العديد من الحجرات الدراسية التي أغلقت نتيجة عدم توفرها على مدرسين حيث تركت مهجورة تخيم عليها كل مظاهر البؤس والحرمان من جراء هذا الخصاص في الأطر التعليمية ، التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، ما عاشته العديد من المؤسسات التعليمية بكل من جماعتي أكفاي والسعادة اللتين لولا تدخل مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز في آخر لحظة بعد لجوء المنظمات النقابية التعليمية الأكثر تمثيلية وجمعيات الأمهات والآباء وأولياء أمور التلاميذ إليه، لكاد الوضع أن يصل إلى أعلى درجات الاحتقان بهذا المكان من ولاية جهة مراكش ، فقد استطاع مدير الأكاديمية أن يجد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة من حيث تعليم أبناء هؤلاء المتضررين كما زودهم عقب ذلك بسيارة للنقل المدرسي تشجيعا على التعلم لناشئة هذه المنطقة بالجهة ، نفس الحالة مازال يعيشها ، للأسف الشديد، أطفال عدد من المستويات الدراسية بمؤسسات تعليمية اخرى بكل من جماعات حربيل والمنابهة وأولاد ادليم ....، حيث أنهم وقد مر على فاتح السنة الدراسية الحالية 2013/2014 ما يزيد عن شهرين ونصف، مازالوا إلى يومنا هذا بدون مدرسين خاصة منهم الذين يدرسون بالأقسام الإشهادية ورغم علم النيابة بهذا الوضع وأخذ جميع المعطيات عند زيارة لجنها إلى هذه المؤسسات التي تشكو من هذا النوع من الخصاص ، لم تتخذ أي إجراء يذكر تحت ذريعة عدة أسباب واهية ، حتى يستمر التستر على موظفين أشباح من رجال التعليم منهم، أصحاب الأقلام المأجورة من المحسوبين على الصحافة والإعلام بصفة عامة ، ومنهم رؤساء جماعات قروية الذين تم غض الطرف عنهم قصد التفرغ للعمل الجماعي بدون موجب حق وكذا طليقات وأفراد أسر وأقارب أصحاب النفوذ على مستوى جهة مراكش تانسيفت الحوز ، وضع تعليمي جد كارثي أصبح بمراكشوالإقليم أدى بأجهزة النقابة الوطنية للتعليم (فدش) إلى إشعار وإثارة انتباه مسؤولي تدبير الشأن التعليمي إقليميا وجهويا بخطورة المرحلة، لكن للأسف الشديد لا حياة لمن تنادي، إذ سرعان ما تكيفوا مع هذه الظاهرة الشاذة الناجمة عن المئات من الموظفين الأشباح من رجال التعليم الذين يتم استغلالهم «أبواقا» من طرف المسؤولين في تلميع صورهم حول تدبير الشأن التعليمي بهذا الإقليم ، ل حسب ما يسمح به نفوذه وامكانياته ، حيث تطلع هذه النيابة بين الفينة والأخرى على الرأي العام بعقد ندوة صحفية يؤطرها أحد الموظفين الأشباح من أساتذة هيئة التدريس الذين لم تطأ أقدامهم بالمرة مقرات عملهم الأصلية بالوسط القروي لعقود مضت من الزمن ، مما زاد الطين بلة من شدة فساد وضع أصبح لا يمت بأي صلة للعمل التعليمي التربوي مما يستوجب اليوم بشكل ملح ومستعجل دعوة لجن وزارية مختصة تفد من وزارة التربية الوطنية قصد القيام بزيارات مفاجئة إلى هذه النيابة وإلى جميع المؤسسات التعليمية التي تشكو من النتائج الوخيمة لهذا الوضع بكل من الوسطين الحضري والإقليمي، للوقوف عن كثب على ما آلت إليه الأمور بالنسبة لتدبير الشأن التعليمي بنيابة إقليممراكش .