قال المخرج المغربي نورالدين الخماري إن الموجة الجديدة للسينما المغربية تتميز بالجرأة والتجديد غير أنها يجب أن تلمس الواقع أكثر وأن تحكي قصصا حول ما يمس الناس وواقعهم. وأوضح الخماري في حديثصحافيأن الموجة الجديدة، التي يعد أحد رموزها،مدعوة لمعالجة مواضيع جديدة لتقديم الإضافة المنتظرة للسينما المغربية، معربا عن قناعته بأن هذه السينما ستحقق في السنوات القادمة الكثير من النجاحات لأنها اليوم بصدد صناعة نجوم وأفكار جديدة. وكشف الخماري من جهة أخرى عن مشروعه الجديد بعد فيلميه "كازا نيغرا" و"زيرو" اللذين لقيا نجاحا كبيرا، ويتعلق الأمر بفيلم يحمل عنوان "بورن آوت"، الذي يتمحور حول موضوع العزلة. من جهة أخرى، ثمن المخرج الذي يرأس لجنة تحكيم مسابقة الافلام القصيرة لمدارس السينما، في إطار الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مبادرة تكريم السينما الاسكندنافية التي قال إنه متأثر جدا بها خاصة وأنه درس السينما بالنرويج، مشيرا إلى أن سبب نجاحها يكمن في رؤيتها العميقة وتحليلها الاجتماعي القوي واهتمامها بجمالية الصورة دون أن يكون ذلك على حساب الموضوع. وأضاف أن السينما الاسكندنافية تهتم بمواضيع تعالج شؤون الناس وهمومهم، وتكمن قوتها في اختلافها عن المدارس السينمائية الأخرى السائدة من حيث المضمون والوسائل التقنية، خاصة السينما الدنماركية التي استطاعت التميز بفضل تخصيص ميزانيات هامة للتكوين السينمائي، كما أن صناع السينما بهذا البلد يتمتعون بحرية كبيرة في اختيار وطرح المواضيع التي يشتغلون عليها في أفلامهم. واعتبر الخماري أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش كرس حضوره وإشعاعه كحدث سينمائي قوي بفضل انفتاحه على كل التجارب العالمية في مجال الفن السابع واستقطابه لنجوم كبار من جميع بقاع العالم. وأعرب بالمناسبة عن سعادته بترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة للدورة 13 مضيفا أنه متحمس للغاية لمشاهدة أفلام طلبة المعاهد السينمائية ومناقشتها لأن بداية مشواره الفني كانت من خلال إخراج أفلام قصيرة وذلك خلال الفترة التي كان يدرس فيها بالنرويج. وأوضح الخماري أن مهمته داخل لجنة التحكيم ليست سهلة لأنه من الصعب إصدار أحكام حول فيلم معين، خاصة وأن الأساليب والرؤى الفنية وطرق رؤية ومعالجة الأشياء تختلف من شخص لآخر. وهو يرى أن الفيلم الجيد هو الذي ينجح في نقله إلى عالمه ويتفاعل معه ويجعله يعيش اللحظة. يذكر أن نور الدين الخماري ولد سنة 1964 بمدينة آسفي، وقد هاجر إلى النرويج سنة 1986، حيث قام بإخراج العديد من الأفلام القصيرة التي فازت بالعديد من الجوائز في المهرجانات الدولية. وكان أول فيلم أخرجه هو "النظرة" الذي عرض لأول مرة سنة 2005 ، ونال إعجاب النقاد. وفي 2008 عرض فيلم "كازا نيغرا" بالقاعات السينمائية المغربية وحاز هذا الفيلم على العديد من الجوائز الدولية. أما فيلمه الثالث "زيرو " فقد تم ترشيحه العام الماضي للمنافسة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.