استبشر العاملون خاصة، وعموم المهتمين بالمجال الغنائي عامة بتنظيم وزارة الثقافة، تظاهرة تعتبر في حد ذاتها بادرة طيبة، تكمن في دعم الأغنية المغربية بتنسيق مع وزارة المالية، بقرار عدد 1193/10. صادر في 13 أبريل 2010، وبناء على المرسوم رقم 2.08536 الصادر في 21 ماي 2009، بالتزام الفائزين، بنود النصوص العامة، الصادرة عن الجريدة الرسمية عدد 5846 في 10 يونيو 2010، بعد مصادقة اللجنة الوطنية على (08) ثمانية أعمال، والإعلان عن أسماء الفائزين من المستفيدين من الدعم المالي، وتخصيص مبالغ مالية لكل فائز، بمنح إعانات مالية لدعم الأغنية المغربية. قامت وزارة الثقافة بتنظيم اجتماعات، ومناظرات خصصت كلها للنقاش حول هذه التظاهرة. بعد الدفعة الأولى، والدفعة الثانية، اقتصرت وزارة الثقافة على تنظيم سهرة بمسرح محمد الخامس بتاريخ 25 دجنبر 2012 ، حيث لم يحضر أي وزير ولا طاقم إذاعي ولا تلفزي، ولا أحد من أعضاء اللجنة الوصية، مما دفع الحاضرين بالمسرح المشار اعتبارها سهرة باهتة بجميع المقاييس. المال الممنوح للفائزين، والمخصص لهم كدعم في الدورة الأولى، هو من مال الشعب، ومن حق المغاربة قاطبة أن يكونوا على دراية بمستوى هذه الأغاني الفائزة بالدعم على الأقل لتقييم مستواها؟ لمَ لا تقوم وزارة الثقافة بابرام شراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تسمح بدخول السيديات المدمجة الخاصة بالأغاني الفائزة إلى خزانة الشركة الوطنية المذكورة سابقا، واستنساخها وتوزيعها على الإذاعات الجهوية؟ خاصة وأن كل الأعمال الثمانية، قد حظيت بقبول وموافقة لجنة وطنية مكونة من أساتذة موسيقيين أكاديميين ومن ملحنين ومن مطربين ومن شعراء وزجالين ومن ممثلين عن النقابات الفنية، وكذا المسؤولين المباشرين في وزارة الثقافة. ماهو المانع؟ وماهو الضرر في هذا؟ وأين يكمن العيب؟ وأي مشكل سيطرأ في تفعيل إبرام هذه الشراكة؟! ومن له مصلحة في وزارة الثقافة أو غيرها في إبقاء هذه الاعمال الفائزة مقبرة؟ وفي خبر كان؟! ومن يقف سدا منيعا في تحقيق هذه الشراكة؟ هل الوزارة ؟ هل مديرية الفنون؟ هل مصلحة الموسيقى والرقص؟!.. تلزم بالتمادي في إبقاء الاعمال الفائزة جامدة ؟. فإذا كان كل فائز ملزم بنشر وتذييع مشروعه من الاعانة المالية، فإنه لا يمتلك أي قناة تلفزية خاصة به؟! ولا محطة إذاعية خاصة به؟ لترويج اعماله.. ولا يمتلك أغلب المغاربة جهاز انترنيت او فيسبوك! ثم إن ترويج 1500 قرص مدمج الذي يلتزم به كل فائز بالدعم، يتطلب توضيح كيفية هذا الترويج هل بكراء سيارة وطرق أبواب المنازل وأبواب الدكاكين؟ أم يفترش بساطا على الارض ويعرض عليه بيع السيديات؟ بجانب الباعة المتجولين؟ أم يستعمل عربة بعجلتين ليطوف بالسيديات محملة؟ ليقوم بالدعاية عبر آلة تسجيل تعمل بالبطاريات. مستعينا بمكبر للصوت؟ عبر الشوارع والارصفة والازقة؟ فأين وكيف سيروج 1500 سيدي مسجل عليها أربع أغاني صادقت عليها لجن وطنية. إذا كانت وزارة الاتصال قد ألغت دعم الأغنية المغربية من دفتر التحملات، فيجب توضيح هذا للشعب المغربي. ولماذا تتمادى الادارة العامة في ترك قسم الموسيقى بدون مسؤول مباشر؟! بحيث لم يعد له أي نشاط؟! بعد حل لجنتي الكلمات والألحان؟ وجل الاجواق في كل من فاس والرباط والدار البيضاء. فعم الجمود والفراغ واستولى اليأس والإحباط على العاملين في مجال الغناء العصري على الخصوص، فلماذا لا يتم استغلال الأغاني الفائزة بالدعم في الدورة الأولى لسنة 2011 و2012 التي انتهى موسمها يوم 25 دجنبر 2012 بمسرح محمد الخامس بتنظيم سهرة كانت مهزلة من المهازل حقا. على الأقل لملء الفراغ؟! أولا يوجد أي تنسيق بين مصالح وزارتي الثقافة ومصالح وزارة الاتصال؟ ومصالح الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة؟ في المغرب؟ خدمة للصالح العام؟! وخدمة للأغنية المغربية. يروج في الكواليس الخاصة بالدعم في الدورة الأولى أن أغلب الأغاني الفائزة لم تكن في المستوى وهذا ما يدفع بمديرية الفنون ومصلحة الموسيقى والرقص بالحرص الشديد على عدم تذييع و ترويج أغاني الدعم الفائزة مخافة تعرضهما لانتقادات لاذعة، والخوف من فقدان المصداقية، فالترويج لا ولن يكون إلا عبر البث من خلال القنوات التلفزية والمحطات الاذاعية والسهرات! والمهرجانات!