للنبش في تاريخ القبائل الأمازيغية بالمغرب على العموم يستدعي الإستنطاق الجيد للرواية الشفوية، وربطها بالأحداث والوقائع التاريخية التي عرفها المغرب إبان تلك الفترة. وذالك لنذرة المصادر المكتوبة. فأمام شح المصادر والمعلومات التي ترصد تاريخ قبيلة تولال الأمازيغية، ولكون الثقافة الأمازيغية ثقافة شعبية شفاهية بامتياز، اعتمدنا على الرواية الشفوية بالأساس لتناول موضوع تاريخ قبيلة تولال وربط هذه الرواية الشفوية بالأحداث التاريخية والوقائع المتسلسلة إبان حكم سلاطين هذه الفترة الممتدة من 1822 إلى 1894 أي منذ فترة أواخر حكم السلطان المولى عبد الرحمان إلى غاية حكم المولى الحسن الأول، باعتبار هذه الفترة الزمنية لحكم هؤلاء السلاطين هي الفترة التي وقعت فيها هذه الأحداث، أي عملية إجلاء قبيلة تولال من موطنها الأصلي - رامة إلى غاية استقرارها بموطنها الحالي مكناس. حالة المغرب [ أدى انتقال الحروب النابوليونية إلى إسبانيا والبرتغال-(1807 - 1808 ) إلى تخوف السلطان مولي سليمان من سقوط البلاد في يد الجيوش الفرنسية على غرار ما وقع في مصر. لذالك عمد إلى إغلاق حدود البلاد وسلوك سياسة العزلة والإنكماش. وقد ترتب عن تلك السياسة، فقدان المغرب لجزء كبير من مداخيله المالية. فاضطر المخزن للاستعاضة عن ذالك، إلى مراجعة سياسته الجبائية. فأرهق القبائل بالمزيد من الضرائب والوظائف المالية. حدث هذا في الوقت الذي كانت فيه تلك القبائل، تعاني من نقص في المحاصيل الزراعية بسبب الجفاف...] 1 خصوصا بعد هزيمة إيسلي، وما فرضته هذه الهزيمة من ضغوط على المغرب (الإصلاح العسكري وما يفرضه من موارد مالية)، بالإضافة إلى الغرامات والديون التي فاقت الطاقة الإنتاجية للمجتمع المغربي القبائلي الفلاحي بالدرجة الأولى، كذلك التنازلات التي قدمها المغرب في المجال التجاري و الاقتصادي (خفض الجمارك، معاهدات تجارية، تسهيل الحصول على الأراضي..) وهو ما سرع الأزمة المالية، التي حاول المخزن معالجتها بالزيادة في الضرائب واستحداث أخرى (كالترتيب)، وفرضها على السكان من طرف القياد والشيوخ، مستعملين وسائل عدة لاستخلاصها من ترهيب وعنف وإجلاء.... واجهت هذه القبائل، التي اعتادت على الاستقلال عن السلطة المركزية، هذه الزيادات بتمردات وانتفاضات متتالية، ما دفع المخزن إلى الدخول في مواجهة شرسة مع هذه القبائل؛ إما بشكل مباشر (الحركات) أو غير مباشر بتولية قياد أو أشياخ (إيمغارن) يخدمون أهدافه. بهذه السياسة أنهك المخزن القبائل، بتفكيك مؤسساته السياسية «الديمقراطية» (ديمقراطية الأعيان والوجهاء) واستبدالها بمؤسسات تكون في طوعه. بتوليته القواد والأشياخ بالظهائر الشريفة، هؤلاء «القياد والشيوخ صاروا يستمدون سلطتهم من الظهير السلطاني، لا من إرادة الجماعة. وهي وسيلة لتطويع القبائل وأداء الضرائب وإرغامها على التخلي عن تنظيماتها «الديمقراطية» المحلية وتفكيك نظام «تاقبيلت» وخاصة في المناطق الأمازيغية. هذا النظام المخزني الجديد استغله هؤلاء القواد والشيوخ كل ما توفر بين أيديهم من سلطات ( نموذج المدني الكلاوي الذي قدم له السلطان الحسن الأول هدية: مدفع ((krupp وأسلحة متطورة)، أولا لإخضاع القبائل للمخزن واستخلاص الضرائب، وثانيا لزيادة ثرواتهم واغتنائهم بإجبار الفلاحين المملقين على بيع أراضيهم أو حتى نهبها وفرض السخرة والعمل المجاني عليهم. زادت الظروف الطبيعية التي عرفها المغرب في النصف الثاني من القرن 19، الطينة بلة. حيث اجتاحت المغرب مجموعة من الأوبئة أودت بأعداد هائلة من المغاربة وصعبت ظروف عيش الباقين. * المجاعات: ما بين 1850 و 1894 * الكوليرا: 1854 / 1857 : مات بملاح فاس وحده من اليهود 500 شخص، وحصدت بسلا سنة 1855، 120 نفسا. فاس سنة 1868 قتلت في يوم واحد 345 من الجند. الرباط 1882 250 نفرا. مكناسومراكش 300 فرد في يوم واحد. وقد ذكرت بعض المصادر أن الكوليرا والحمى الصفراء قتلتا 3 ملايين مغربي، علما أن هذه الأرقام تم إحصاؤها بالمدن أما القرى فليست هناك أرقام. في هذه الفترة وهذه الظروف تولى السلطان المولى عبد الرحمان الحكم سنة1822 وارثا أزمة اقتصادية خانقة عن سلفه المولى سليمان(1792 -1822)، حيث لم يجد المخزن بدا من نهج نفس السياسة التي أثقلت كاهل السكان بفرض ضرائب شرعية وغير شرعية لتمويل الحركات لإخماد الثورات الداخلية. كضريبة - العْشور - المكس- الكزا- الترتيب- والهدية. هذه الأخيرة التي كانت تفرض ثلاث مرات في السنة لإظهار ولاء القبيلة للسلطان. هذه الهدية الذي كان ممثل السلطان وهو من الأعيان يجتهد في تضخيم قيمتها بالإثقال على السكان الرعايا كي يحظى بثقة ورضا المخزن سيما مع استبداد القواد الذين يستغلون سلطاتهم الواسعة لإخضاع القبائل واستخلاص الضرائب لزيادة ثرواتهم. (ويصف عبد الله العروي المخزن آلما قبل استعماري، بأنه جماعة يختارها السلطان لتنفيذ وإعمال قراراته، وفي هذا الإطار يقترح تعريفين للمخزن: الأول خاص ويعني به كل الذين يأخذون أجرة من خزينة السلطان، والثاني عام وينسحب على كل الجماعات الدائرة في فلك المخزن، بما فيها الموظفين، قبائل الكيش، الشرفاء...) هذا هو المخزن الذي يستخلص العشور والهدايا .... [ فالهدية كانت تندرج ضمن الضرائب غير الشرعية التي سنتها السياسة المخزنية والتي اتخذت في البداية طبيعة هبة ظرفية وتقليدية تقدمها القبائل والمدن للسلطان في الأعياد والمناسبات، وتحولت بعدئذ إلى التزام مفروض أداؤه كضريبة رمز الوفاء للعرش. وبالطبع من يريد التنصل من القبائل من أداء الهدية تكون له حركة السلطان بالمرصاد أو يفوض أمره إلى قبيلة منافسة تقتص منه بإيعاز ودعم من المخزن المركزي، واتقاء لذالك تدخل جل القبائل على خط التنافس من أجل تقديم الهدية المثالية التي تمنع عنها سخط المخزن وتمنحها بالمقابل امتيازات أخرى من قبيل امتداد النفوذ الترابي وتحصيل الضرائب لصالح بيت المال، والتي تأخذ عنها نسب محددة سلفا.]2 فالأزمة الإقتصادية وتعاقب الأوبئة والمجاعة انعكست على القبائل المغربية بصفة عامة وخاصة على العالم القروي. وقبيلة تولال نموذج من القبائل التي عاشت هذا الحيف إبان هذه الأزمة. وهي تنتمي إلى قبائل أيت إزدك، إحدى أكبر القبائل الأمازيغية بواحة تافلالت، بحوض كير وبالضبط منطقة كرامة بإقليم الراشدية (قصر السوق سابقا). يعتمدون على الزراعة المعاشية كنمط اقتصاد. كان ممثل السلطان على هذه القبائل ينتمي إلى أسرة أيت أسمر يدعى إبراهيم. كان محاربا في الأطلس الكبر، تظاهر بعطفه على الأشراف القاطنين في الحدود الجنوبية لأيت يافلمان الذين كانوا في صراع مع أيت عطا. لذلك عينه السلطان قائدا بالمنطقة. فيعتبر نموذجا للقيادات التقليدية الإقطاعية بالأطلس الكبير الشرقي وأعالي حوض ملوية. مما خوله أن يكون المسؤول عن جمع الضرائب التي عانت منها قبيلة تولال على غرار باقي القبائل. فرغم سنين القحط والجفاف، أجبرهم إبراهيم أسمر على دفع الضرائب الشرعية -العشور- وخاصة الغير الشرعية - الهدية- للمخزن. وأمام عجزهم عن جمع هذه الهدية فمن تم امتناعهم عن دفعها نظرا لسنين الجفاف التي أفقرتهم كما هو الشأن لبعض القبائل. والرواية الشفوية تؤكد على أن الخلاف كان على الهدية وليس على العشور. هذا الامتناع اعتبر ثورة في حينه وتمردا على المخزن وجب على ممثل السلطان التصدي له، وإذا سلكت باقي القبائل منحاهم. وكما تقول الرواية الشفوية طلب منهم عند امتناعهم تقديم الهدية حلا لينقذ ماء وجهه، وهو تحميل الدواب بصناديق وجرار فارغة وتقديمها أمام ممثلي باقي القبائل الأخرى حتى لا يديع خبر امتناع أيت تولال عن تقديم الهدية وتسلك القبائل مسلكهم. وأمام تعنت قبيلة تولال وعدم قبول هذا الحل، عمد ابراهيم أسمر إلى قمع القبيلة بشن حرب مسلحة، واجهتها قبيلة تولال بالدفاع عن نفسها، لطغيان الروح الاستقلالية، والأنفة لمقاومة الظلم و الإدلال . وإذا اعتبرنا أيت أسمر ضمن النخب الحربية، حيث تشكل الحرب مناسبة لتفوق بعض العشائر لأنها مصدر للغنائم واكتساب الشهرة والجاه والحظوة لدى المخزن، فإن ابراهيم هذا يعتبر قائد حرب بامتياز كما هو الشأن ل با علي غير بعيد عن تلال وهم فلالة(سكان تافلالت) والتي تقول عنه الرواية الشفوية كذالك. [ أنه حرث بسكان تافلالت الأشواك أو درسها بهم. ويعنينا منها أن الكل بات يحس بتلك الإهانة، ويعتبرها شؤما ونحسا وإهانة لسكان المغرب الجنوبي الشرقي. والأدهى أن البعض ينفعل لمجرد سماع كلمة باعلي وهناك من لا يتردد في مهاجمة كل من يدعو له بالرحمة...]3 إلا أن أيتولال فضلوا الإستماتة في المقاومة والدفاع عن كرامتهم، وأمام ضراوة المعارك التي أبان أيتولال فيها عن بسالة قتالية عالية، لجأ ابراهيم أسمر إلى الحيلة للإيقاع بهم وهزمهم وإلا ضاعت هيبته ومركزه. حيث تقول الرواية أنه تظاهر بالهدنة فدعاهم إلى وليمة أقيمت خصيصا على شرفهم بمناسبة هذه الهدنة، وعند حضورهم للوليمة وضعوا بنادقهم على مدخل البيت الذي نصبت فيه الموائد احتراما للمضيف كما هي العادات، فمن ثم جردوا من أسلحتهم بطريقة فنية واعتقلهم فخيروا بين الرحيل عن المنطقة أو الإبادة، علما أن من مثا قبيلة تولال في هذا الحفل (المكيدة) هم صفوة القبيلة وفرسانها الذين لم يبق أمامهم من خيار سوى قبول الاستسلام والرحيل مع ذويهم. أمام هزيمتهم ضد ابراهيم أسمر الذي نكل بهم وأخرج جزءا منهم من القبيلة حيث بقي جزء أخر إلى يومنا هذا بتولال الأصل بكرامة، أجلي التولاليون عن قبيلتهم فتوجهوا نحو فاس العاصمة أنذاك، لرفع شكواهم بحسن النية إلى السلطان المولى عبد الرحمان حوالي سنة 1858 أي أواخر حكمه، على اعتبار أن تمردهم حسب اعتقادهم كان ضد القائد الطاغية ابراهيم أسومر وليس ضد الحكم والسلطة المركزية. فطال مقامهم بفاس دون إيجاد حل لهم، لكون التولاليين متشبثون بحق العودة ، لكن المخزن كان له رأي آخر لكون الصراع هو صراع جبائي أي عصيان مدني، وللحفاظ على هيبة المخزن في شخص القايد ابراهيم، كان القرار هو عدم قبول مقترح العودة. ولأن القياد يستمدون سلطتهم من التعيين السلطاني بظهير وليس من إرادة القبيلة، فقرار المخزن كان هو استغلال هذا الوضع لصالحه، وهو التفكير في استغلال قبيلة تولال في الدفاع عن حوزة مكناس. فازدادت صلاحيات القايد ابراهيم، كما هو شأن كل القياد الذين تطول يدهم عند كل تمرد، حيث يستغلون هذه الصلاحيات والسلطة للبطش والإغتناء على حساب القبائل المنهكة (النهب - السخرة...) مقابل الولاء للمخزن. أما التولاليون فقد طال مقامهم خارج أسوار مدينة فاس إلى أن ذاق درعا أهل فاس بالنازحين واشتكوا من مكوث ايت تولال بالعاصمة، لكونهم يقتاتون من نهب حقولهم، حيث لم يجدوا بدا عن ذلك، لقطعم الأميال رفقة أطفالهم ونسائهم حفاة جياع مجردين من كل ممتلكاتهم، ناهيك عن قوة ومكانة الفاسيين وحظوتهم لدى المخزن وتأثيرهم في مراكز القرار، رغم ذلك مكثوا هناك إلى غاية تولي السلطان مولي امحمد الحكم، فمن ثم رحلوا إلى مدينة مكناس كما كان مخططا من قبل. [لم يكن مجيء هؤلاء إلى مكناس مرتبطا ببناء القصبة، ذلك أن نقلهم من صحراء تافلالت تم بأمر من السلطان المولى عبد الرحمان عقابا لهم على تمردهم. وأنزلوا بدار الدبيبغ بنواحي فاس، وجعلوا تحت إمرة القائد فرجي. ولجأ المولى محمد بن عبد الرحمان سنة 1882م إلى ترحيلهم من فاس، وأسكنهم بضواحي مكناسجنوب قصبة سيدي سعيد،...]4 حيث كان التفكير في إدراجهم في خدمة الكيش. إذن لما تولى السلطان المولى احمد بن عبد الرحمان الحكم (1859 - 1873م) أمر بترحيلهم إلى مدينة مكناس واستقروا خارج أصورها كذالك يسكنون الخيام. (حيث كان التفكير في نقل عاصمة الدولة من فاس إلى مكناس). ويقدر عدد الفخدات التي تم ترحيلها بخمسة فخدات وهم أيت مسعود وأيت وعراب وأيت التواصلت وايت المشتاق وأيت اعلي. مازالت قصباتهم بمنطقة كرامة تحمل أسمائهم. هذه الأسر هي التي شكلت قبيلة تولال بضواحي مكناس من الجهة الغربية(كروان الشمالية- إجروان-). [وأدرجهم في الجيش البخاري، بهدف تقوية هذا الأخير الذي كان قد وصل إلى أقصى درجات الضعف والتردي. وظلوا يسكنون الخيام إلى أن بنى لهم المولى الحسن القصبة التي اقترنت باسمهم لتقوم بحراسة مكناس ....]5 من غزوات القبائل المجاورة. و لمنع قبائل الأطلس من الزحف على السهول و لحماية الطريق التجاري الرابط بين مراكش و مكناس. إذن إبان فترة حكم السلطان المولى الحسن الأول(1873 - 1894) تم إدراجهم رسميا في جيش البخاري بشكل رسمي ، وذلك بتجنيد مجموعة من الشباب ووضعهم رهن الحركات السلطانية ومراقبة مداخل مدينة مكناس، مقابل تمليكهم الأرض التي يقيمون عليها الآن بظهير سلطاني (117هكتار) تم تسليمهم إياه بعقبة سيدي سعيد حيث استقبلهم هناك على صهوة جواده وخارج أصوار المدينة وتم الشروع في بناية القصبة التي سميت بقصبة تولال تيمنا بتولال الصحراء. رسميا أصبحت تولال جزءا من الجيش البخاري فقامت هذه القصبة وأهلها بالدور الجديد المنوط بهم ألا وهو الدفاع وحراسة مكناس من غزوات القبائل المجاورة(زمورو مجاط و بنو مطير...). فزودهم بالخيل والبارود مقابل تجنيد عدد معلوم من الرجال لتقوية المرافق الدفاعية، لذالك اختير لها بعناية ولأسباب أمنية موقعا خارج أسوار المدينة من الناحية الغربية على ضفة وادي بويسحاق. وجيش أو كيش يعني عساكر» وأراضي الكيش أعطيت في ما مضى من ملوك المغرب لهذه القبائل كمكافئة على خدماتهم العسكرية؛ جنود أيام الحرب فلاحين في أيام السلام كانوا في حالة استنفار عند الحاجة». بهدف تعزيز وتأمين القوة العسكرية للمملكة، وقد منحهم أراضي فلاحية قصد استغلالها والانتفاع منها مقابل خدماتهم العسكرية بعقد يسمى بعقد التنفيذة. هذا التموقع الاستراتيجي نتج عنه دخول مجاط في حلف مع تولال سمي تضا. [وفي عهد مولي الحسن، تم أيضا ترحيل مجاط من سايس إلى منطقة الغرب، بعد أن ظهر خطرها على سلامة الطرق التجارية، وأخذت تتحالف مع القبائل المجاورة على مضايقة مصالح المخزن، وتسطوا على مدينة مكناس، وتنهب التجار،...]6 . كما هو الشأن لقبيلة حربل التي كانت تسكن بالمنطقة ورحلت إلى نواحي مراكش والتي مازالت عين مائية بتولال تحمل اسمهم إلى يومنا هذا كما هو الشأن للسد التلي الذي شيد حديثا وسمي بالسد التلي حربل. أما أيت إزدك ( القايد ابراهيم ) ازدادوا قوة وشهرة وتمردوا بدورهم على السلطة المركزية سنة 1880م، اخمدت تورتهم بحركة سلطانية انهزم فيها أيت إزدك وتم إعدام ابراهيم أسمر[6]. بعد ذلك تدخل شرفاء مدغرة طلبوا العفو من السلطان عن باقي القبيلة، فقبل شفاعتهم. ظلت تولال إلى غاية قدوم المعمرين الفرنسيين تقوم بدورها الدفاعي على مدينة مكناس، تصد غارات القبائل المجاورة، مما دفع بقبيلة مجاط إلى عقد هدنة مع تولال وعقد حلف سمي تضا فسموا بأيت تاضا. هذا الحلف الذي يستوجب الدفاع المشترك والحماية والمصاهرة، استمر هذا الحلف إلى غاية سقوط البلاد في يد الإستعمار الفرنسي، حيث استولى أحد أكبر المعمرين إميل بانيوا على أجود الأراضي الفلاحية، وإلى ذاك الحين كانت تولال قصبة تحف بها الأسوار من كل الجنبات وتشمل بابان، الباب الفوقاني والباب التحتاني، يغلقان بالليل، وساحة تسمى - إغرم- . ولم يبق من القصبة في يومنا هذا إلا جزء يسير من أسوارها التي تلاشت بسبب الإهمال والبناء العشوائي. المراجع : 1- (في المسألة الأمازيغية أصول المغاربة) ل د العربي أكنيج. 2- (صناعة النخبة بالمغرب) لعبد الرحيم العطري- دفاتر وجهة نظر- 3 - (النخبة في الجنوب الشرقي) لحسن أيت لفقيه. 4 - (موسوعة معلمة المغرب) رقية بالمقدم - عن ابن زيدان- اتحاف أعلام الناس الجزء الأول 5- (موسوعة معلمة المغرب) رقية بالمقدم- عن ابن زيدان- اتحاف أعلام الناس الجزء الأول 6- (في المسألة الأمازيغية أصول المغاربة) ل د العربي أكنيج. * إن ظهور كلمة - مخزن - ارتبط فعلا بسلطة المال، وهي بالإضافة إلى إشارتها إلى المكان الذي تحفظ فيه الأموال، فهي تشير إلى كل العاملين المكلفين بالخزن والحفظ، وبذلك فقد تجاوز *الجيش القبلي: موروث عن السعديين، يتكون من مختلف القبائل ( عربية وأمازيغية) - جهز الجيش بمختلف الأجهزة المعروفة مصنوعة محليا أو مستوردة( البنادق، المسدسات، المدافع...إلى جانب الخناجر والسيوف) * تضا: يجتمع كبار القبيلة على وليمة الكسكس تضع فيه إحدي المرضعات قطرات من حليبها فيأكل الشيوخ ليصبح أهل القبيلتين بموجب هذا الطعام الممزوج بقطرات الحليب إخوة في الرضاعة.