على إثر الحراك الشعبي، الذي عاشت على إيقاعه قرية كرامة أواخر شهر أكتوبر الماضي، احتضنت عمالة إقليم ميدلت لقاء جمع بين وفد عن ساكنة كرامة، مكون من منتخبين وفاعلين مدنيين، وكذا ممثلي القبائل المتضررة تجاوز عددهم 30 مشاركا، وعامل إقليم ميدلت، ورؤساء بعض المصالح الخارجية للوزارات للتداول في المطالب الاستعجالية للساكنة، وللبحث عن المخارج والحلول الممكنة لرفع حالة التهميش والعزلة عن المنطقة، ولتوفير إمكانية ولوج الخدمات الاجتماعية الضرورية من تعليم وسكن وصحة رفعا للظلم والإقصاء الاجتماعيين. وقد تعهد عامل إقليم ميدلت بالتعجيل في انطلاق الأشغال المتعلقة بتهيئة الممر الرئيسي لمدخل مركز كرامة، بغلاف مالي قدره 300 مليون سنتيم، وتسريع انطلاق الأشغال المتعلقة بتبليط الأزقة الرئيسية، بغلاف مالي قدره 240 مليون سنتيم، بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتقديمه وعدا بانطلاق الأشغال الخاصة ببناء المركز الرياضي. في غياب اعتمادات مالية مرصودة لقنوات الصرف الصحي تأهيلا للمنطقة. وبالنسبة إلى القطاع الفلاحي، أشارالعامل إلى المجهودات المبذولة لتمكين الكسابة من الأعلاف خاصة الشعير، والتدخل لتمكين ذوي الحقوق من ساكنة القصر الكبير من مستحقات الأراضي السلالية التي فوتت للجماعة القروية، في ملف عالق منذ 27 سنة. والتزم كذلك بدعم المبادرات الرامية إلى إحداث تجزئات ووداديات سكنية. كما أبدى استعداده كذلك لدعم مبادرات الشباب الحامل لمشاريع تدمجه في سوق العمل ، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. فيما يخص الوضع الصحي، فان أجوبة المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، لم تشف غليل ممثلي الساكنة، ولم ترق إلى حجم انتظاراتهم . بل لم تأت بجديد يذكر حسب إفادة مصادر حضرت اللقاء. حيث أشار المندوب إلى عدم إمكانية تعويض الطبيب الوحيد أثناء غيابه، والى انعدام إمكانية إحداث قاعة للعلاج بمدشر المو أبوري ، لفك العزلة عنه. النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني من جهته أوضح في كلمته أن بنيات الاستقبال التعليمية بكرامة لابأس بها مقارنة بمناطق أخرى، وشدد على أهمية المقاربة التشاركية المعتمدة والتزم بتجهيز قاعة للمداومة، خاصة بالتلاميذ الداخليين، بشراكة مع جمعية «اغرم أختار» للبيئة والتنمية. مؤكدا غياب الخصاص في الموارد البشرية، حيث عمل مؤخرا على تعيين أستاذ مادة علوم الحياة والأرض، وباشر الاتصال بالمصالح المركزية للوزارة، بغية تعيين أستاذ لمادة الترجمة. مضيفا ان عدم استفادة التلاميذ من برنامج تيسير يتجاوزه، وأنه سيعمل مافي وسعه لتحقيق الاستفادة المطلوبة. كما تعهد بتسريع المساطرالادارية لتمكين النساء العاملات بالقسم الداخلي بثانوية طارق بن زياد من مستحقاتهن المتأخرة . بعد ذلك تدخل مندوب وزارة التجهيز متعهدا بمباشرة الأشغال على مستوى مقطع الطريق الرابط بين ايت خوجمان و تازمامارت على طول 12 كلم في غضون أسبوع، أما مشروع إنجاز الطريق بين كرامة وتوزاكين، فلا يزال قيد المصادقة. أما برمجة الشطر المتبقي بين ايت عسو وكرامة، فستنجز برسم سنة 2014 ، حسب تأكيدات مندوب وزارة التجهيز. في انتظار توضيحات وزير التجهيز، وتفعيل مضامين خرجاته الإعلامية، خاصة إنزال مشروع توسيع وتقوية الطريق الجهوية رقم 708 الرابطة بين الريش وكرامة، بشراكة مع المجلس الجهوي، والمجلس الإقليمي. وفي السياق ذاته ، أوضح مدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أن المكتب الوطني يبذل قصارى جهده، من أجل ربط المداشر بشبكة الكهرباء، ونوه بالمقاربة التشاركية المعتمدة، في إشارة إلى المساهمة النوعية لجهة مكناس تافيلالت في ربط 52 مدشرا بالكهرباء. هذا وقد عملت جريدة « الاتحاد الاشتراكي» على تقصي آراء بعض الفاعلين المدنيين والسياسيين، المشاركين في جلسة الحوار مع عامل إقليم ميدلت، ورؤساء المصالح الخارجية للوزارات، الذين أجمعوا على ان مجريات اللقاء طبعتها لغة التطمينات، والوعود المعلقة، المفتقدة لجدولة زمنية للانجاز، في غياب حلول استعجالية، لاسيما بالنسبة للخدمات الاجتماعية التي لاتقبل المزيد من التأجيل. فاستغاثة السكان مازالت معلقة، في غياب استراتيجية واضحة للنهوض بأوضاع العالم القروي والمغرب العميق. فالمكسب الوحيد من اللقاء، لايتجاوز تعبيد 12 كلم من الطريق رقم 708 . فالحكومة بحزبها الاغلبي، مطالبة إذن، بوضع سياسات عمومية قادرة على الإجابة عن احتياجات المواطنين والفئات الهشة . فبلدة كرامة الشاهدة على معتقل تازمامارت الرهيب، قد دخلت في حالة من الانتظارية القاتلة، وساكنتها مازالت تطالب ببرامج مندمجة لجبر الضرر، لتجاوز سياسة عقود من الإقصاء والتهميش، ولرفع معاناة ساكنة لاتطالب سوى بتوفير الشروط الدنيا للاندماج في المجتمع.