حقق الاشتراكيون المغاربة نجاحا غير مسبوق في مجلس الأممية الاشتراكية المنعقد بإسطنبول بتركيا في الفترة ما بين 10 و12 نونبر الجاري. ولأول مرة في تاريخ الأممية الاشتراكية، تم إحباط كل مؤامرات خصوم الوحدة الترابية، جملة وتفصيلا، ورفض كل مقترحاتهم ، فتم إبعاد أي نقاش حول ملف الصحراء. وكل الدسائس التي تحاك في الكواليس فشلت. حقق الاشتراكيون المغاربة نجاحا غير مسبوق في مجلس الأممية الاشتراكية المنعقد بإسطنبول بتركيا في الفترة ما بين 10 و12 نونبر الجاري. ولأول مرة في تاريخ الأممية الاشتراكية، تم إحباط كل مؤامرات خصوم الوحدة الترابية، جملة وتفصيلا، ورفض كل مقترحاتهم ، فتم إبعاد أي نقاش حول ملف الصحراء. وكل الدسائس التي تحاك في الكواليس فشلت. وهكذا باءت مناورات البوليساريو وداعميها بالفشل بعد أن أخفقت في برمجة قرار حول النزاعات في إفريقيا، يتبنى أسلوب المغالطة خصوصا في ما يتعلق بنزاع الصحراء المغربية. ولم يعرض هذا القرار، الذي كان من المنتظر أن تقدمه لجنة إفريقيا بمجلس الأممية الاشتراكية، على التصويت بعد أن تدخل وفد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المشارك في هذا الاجتماع بقوة، وقاد حملة لدى قادة الأممية الاشتراكية والعديد من أعضاء الوفود المشاركة. وقالت مصادر من المجلس الأممي إن هذه المهمة الناجحة شكلت انتصارا كبيرا للاشتراكيين المغاربة الذين أقنعوا رفاقهم في العالم بأن الجمهورية الانفصالية موجودة في أذهان صناعها الجزائريين، وعلى الورق لا غير. إلى ذلك ألقى الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي كلمة وصفتها مصادر من المجتمع الدولي ب»المدوية»،» كما حظي ادريس لشكر، باستقبال حار من طرف رئيس الأممية الاشتراكية ، كان نتيجة الزيارة التي قام بها الى المغرب في ضيافة الاتحاد الاشتراكي في يونيو الماضي.، واطلاعه عن قرب على حقيقة الاوضاع في بلادنا. ومن جهته ، قال لويس أيالا، الزعيم والامين العام للأممية بنفس الحرارة لقيادة الاتحاد الاشتراكي، أن الاتحاد رقم أساسي في المعادلة ». وقد قال ادريس لشكر في كلمته إن «الاشتراكيين المغاربة أدركوا منذ الستينيات من القرن الماضي أن الرهان الصائب هو الرهان على الديموقراطية، » وأن «مطالب الربيع العربي تبدو متأخرة بالنسبة للتاريخ الطويل الذي عاشه الاتحاد، حيث قدم ثمنا رهيبا من الاعتقالات، المنافي والسجون والاغتيالات من أجل مطالب الديموقراطية ». وأشارت الكلمة الى أن الاتحاد باعتباره استمرارا لحركة التحرير الشعبية وهو الحركة الوحيدة التي ساهمت في إحراز الاستقلال، ولم تمارس السلطة بعد الحصول عليه». ومنذ إسطنبول ، حصلت قناعة كبرى لدى الاشتراكيين في العالم «بأن الرهان على الاشتراكيين المغاربة ، رهان على الديمقراطية وعلى المستقبل». ونتيجة لذلك « قرروا بشكل قطعي رفض كل إشارة إلى أية قضايا وهمية، لأن في ذلك إضعافا للديموقراطية و الديموقراطيين في المنطقة». وكان الاتحاد قد حضر الى المؤتمر بوفد وازن اشتغل في كواليس المؤتمر، قبل انعقاد المجلس بيومين، وكانت وفاء حجي، رئيسة الأممية الاشتراكية للنساء وعضو المكتب السياسي، قد اشتغلت حول قضايا المرأة والتطور المجتمعي داخل المغرب. بجانب خديجة القرياني، الكاتبة العامة للنساء الاتحاديات، وعضو المكتب السياسي. . وعبد الرحمان العمراني الذي قام بدور كبير في لجنة الأخلاقيات، لاسيما إزاء الأفارقة الذين كانوا يتلقون ضغطا كبيرا من طرف جنوب إفريقيا. كما أجرى الكاتب الاول ادريس لشكر ورئيس اللجنة الادارية حبيب المالكي وعبد الكريم بنعتيق، عدة لقاءات مع زعماء الأحزاب الحاضرة في مجلس الأممية. وكانت من أقوى لحظات المجلس، اللحظة التي تقدم فيها رئيس الوزراء الاشتراكي البلجيكي. منوها بالاتفاق الذي تم بين حزبه وبين الاتحاد الاشتراكي، حيث توجه الى الحضور بالقول:« « »أطلب من اشتراكيي العالم أن يأخذوا الاتفاق الموقع بين الحزب البلجيكي والاتحاد الاشتراكي، كنموذج ومرجعية في تحالفات المستقبل بين الاشتراكيين في العالم«.» وقد ركز الاشتراكيون والديمقراطيون الاجتماعيون والعماليون في العالم خلال هذه الدورة، على الكفاح من أجل الديمقراطية الذي انخرطت فيه العديد من البلدان العربية ، مؤكدين أن العالم العربي أصبح أحد محركات التغيير العميق في الفضاء المتوسطي. وعبر المشاركون في مجلس الأممية الاشتراكية عن انشغالهم للنزاعات والأزمات التي تهدد السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأيضا في منطقة الساحل والصحراء التي عرفت خلال السنوات الأخيرة تنامي نشاط العديد من الجماعات الإرهابية المتورطة في تهريب المخدرات والأسلحة، وتهدد بانعدام الاستقرار في المنطقة برمتها والبلدان المجاورة لها. وقال رئيس اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الحبيب المالكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن القوى الاشتراكية والديمقراطية الاجتماعية والعمالية بالعالم تدارست الوضع السائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل والصحراء و» الذي يساهم بقوة في تجدد الفضاء المتوسطي الذي ننتمي إليه جميعا «. واعتبر المالكي أن «الوضع البركاني» الذي يطبع العديد من البلدان العربية، قد يفضي إلى «تفكك بعض البلدان»، معربا عن مخاوفه من أن يصبح القرن الواحد والعشرون قرن «تقويض ما تم بناؤه خلال القرن الماضي الذي كان قرن الاستقلالات الراسخة وبناء الدول -الأمم». كما حذر من مخاطر «بلقنة الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط «، مبرزا أن هناك قوى لها مصالح استراتيجية جديدة في المنطقة تستخدم كافة الوسائل لجعل العالم العربي فضاء في خدمة بعض المخططات ذات طابع جيوسياسي واقتصادي». وتطرق المالكي في هذا السياق، للوضع المتفجر في سوريا ، موضحا أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعتبر أن حل الأزمة السورية يمر بالضرورة عبر الحوار ، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى مشاركة فعالة ومسؤولة بعيدا عن أي ضغط أو تدخل أجنبي ، بهدف إيجاد حل يمكن الشعب السوري من استعادة الاستقرار والكرامة . وتم خلال اجتماع الأممية الاشتراكية، التركيز على القضية السورية والجهود المبذولة على الصعيد الدولي لإيجاد حل سياسي نهائي لهذه الأزمة التي استمرت أكثر من سنتين ونصف . وفي هذا السياق دعا رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الاشتراكيين والديمقراطيين الاجتماعيين والعماليين عبر العالم إلى دعم قضية الثوار السوريين، والعمل في اتجاه حل هذا النزاع من أجل التخفيف من معاناة الشعب السوري . على صعيد آخر، أبرز المالكي أن الأزمة الاقتصادية العالمية التي شكلت المحور الثاني في جدول أعمال هذا الاجتماع ، كانت لها انعكاسات سلبية على منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، وأيضا على منطقة الساحل والصحراء . والخروج من هذه الأزمة ، يضيف المالكي، لا يمكن أن يتحقق عبر سياسات التقشف المستلهمة من الليبرالية الجديدة، والتي قد يؤدي اعتمادها إلى تفاقم الوضع الحالي من خلال زيادة الفوارق الاجتماعية، وهشاشة الطبقات الاجتماعية وتفتيت الطبقات المتوسطة . وقال «لابد أن يكون الاقتصاد في خدمة الساكنة وعدم ترك السوق يقوم بدور المنظم الرئيسي «، مضيفا أنه في أوضاع من هذا القبيل «ينبغي على الدول تعزيز دورها من خلال اعتماد استراتيجيات شمولية ذات طابع اقتصادي واجتماعي لاستعادة النمو». وبعد ذلك انتقل الكاتب الاول الى إيطاليا التي تعرف مناورات كبيرة تقودها الجزائر، التي هيأت الظروف لحضور وفد من البوليزاريو، برئاسة محمد عبد العزيز في ضيافة بعض البرلمانيين الإيطاليين. وقد أجرى الوفد الاتحادي، مكونا من ادريس لشكر وعبد الكريم بنعتيق اتصالات مهمة، وتم استقباله من طرف لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الايطالي (نائب رئيسها في الحزب الديمقراطي القوة السياسية الأساسية في البلاد). وخلال الاجتماع عبر أعضاء اللجنة عن كونهم «يعتبرون المغرب البلد الوحيد المستقر بالضفة الجنوبية للبحر الابيض المتوسط»، وأن هذا الاستقرار مدعم من طرف الأوربيين عامة والاشتراكيين خاصة». وفي السياق ذاته أعربوا عن كون « ما يقع في تونس وليبيا ومصر يؤرق كل صناع القرار في أوربا»، وأن « المغرب باستقراره ونضجه في التعاطي مع الإشكاليات المعقدة، يعتبر مرجعية لفهم ما يجري، »وأكدوا « كذلك أن كل التحركات ثانوية ولم تؤثر في هذا المعطى الاستراتيجي، وبالتالي المغرب ليس فقط في جنوب المتوسط، بل في منطقة الساحل وأساسياً لا يجب تجاوزه». واليوم، أجد نفسي إزاء لحظة استثناء, أمام إنسان استثنائي، لدرجة الطبيعية العادية، حينما أمست هذه الأخيرة استثناء أيضاً. بوعزة المقلاشي المُحتفى به، يستحق كل احتفال وكل احتفاء، لأنه أولاً إنسان طبيعي جداً، وإنسان عادي جداً، في زمن كثر فيه الاصطناعيون والمتصنعون، إنسان بسيط كالماء، صافٍ كالماء، شفاف كالماء، حتى لكأنه خُلق من ماء، لا من تراب.. ولذلك، فإنه يعيش بيننا بمعدة الطير أو حوصلته، يحب السوائل لدرجة تعتقد معها أن الرجل لا يكره سوى الأكل، فإن اضطُر غير باغٍ، تصالح مع الأكل بالحساء، وهو أفضل مأكولاته، أما ما يُمضغ، فذاك من مُهماته الأشقى، هو مشاء كبير، وكأنه سليل سيارات تمشي بسوائل البنزين أو بسوائل أخرى، تخشاه الشحومُ فلا تقربه، لأنها تدرك عِلم اليقين، أنها إن اقتربت احترقت. خفيفٌ وشفيفٌ كريشة في مهب الريح، لكنه وازنٌ كإنسانٍ إنساني، وله ثقله في الثقافة والإعلام، وتحصيل حاصله:» كائن لا تحتمل خفتُه«« في بداية المطاف ونهايته. وإذا كان للمتنبي خيل وليل وبيداء تعرفه، فإن لبوعزة المقلاشي أبناك وحانات تعرفه. وكما كل الأبناك تقرضه، فكل الحانات تقرضه، ومثلما يُعيد جدولة قروضه مع الأبناك، يُعيد جدولة قروضه من الحانات، لكنه أبداً يعلم الحد الفاصل ما بين، ما لَه وما عليه، لذلك كان دوماً أهلاً للثقة، لهؤلاء وأولئك، ولذلك امتدت شساعة قروضه إلى ما وراء المحمدية، من الرباط وحتى البيضاء. وبوعزة المقلاشي إنسان يحب أن يمر غير مرئي، قد يتسلل إلى مجمعك دون أن تراه، ويستطيع أن يتقمص أو يتحربأ (من الحرباء لكن بالمعنى الجميل) حد التماهي مع أثاث الفضاء، فلا تكاد تنتبه إليه أو تراه، لذلك عاش ويعيش بيننا، دون أن يكون يوماً من «»الذين هم يُراؤون« «أو «»الذين يحسبون كل صيحة عليهم««، ولذلك ظل بوعزة إنساناً من أيام العز، حتى وإن غابت تلك الأيام المأسوف عليها. لقد دعوتُ نفسي إلى هذا التكريم، أنا الذي آليتُ على نفسي ألا أشارك في مثل هذه اللقاءات، فقط لأستحضر وأتذكر لنفسي أولا، أما هذه الكلمة فأردتها فقط أن تخلق لحظة ابتسام، لأن المحتفى به الآن يظل دوماً مبتسماً أو ضاحكاً أو صانعاً للضحك والابتهاج، وما أردت لها أن تتناول عطاءات بوعزة المقلاشي للثقافة من بني يخلف وبنسليمان إلى سطات، ولا ما أعطاه للمحمدية أو لأصدقائه ومعارفه، وقد كنت منهم. يناديني لحد الآن ب «»بَّا«« لكني تعلمت منه الكثير، وكان نعم الأخ ونعم الصديق، في زمن أمسى اليوم زمن الإخوة الأعداء، وفي زمن عز فيه الأخ، وعز فيه الصديق، لذلك يبقى بوعزة بقلبه الكبير، إنساناً إنسانياً حاول أن يجعل العالم أفضل، وغالباً في أضيق الأوقات وأسوأ الظروف وأقل الإمكانيات، فإن نجح فله أجر المجتهدين وسيجزي الله العاملين، وإن لم يحقق كل ما نواه من عطاء، فلكل امرىء ما نوى، أما ما بينهما، فإن بوعزة يظل دوماً من بين أفضل فضلاء فضالة، وهذا يكفينا فيه ويكفيه.