ركز الاشتراكيون والديمقراطيون الاجتماعيون والعماليون في العالم، والذين اجتمعوا بإسطنبول في إطار مجلس الأممية الاشتراكية ، على الكفاح من أجل الديمقراطية الذي انخرطت فيه العديد من البلدان العربية ، مؤكدين أن العالم العربي أصبح أحد محركات التغيير العميق في الفضاء المتوسطي. وعبر المشاركون في مجلس الأممية الاشتراكية الذي يعقد يومي 11 و12 نونبر في أكبر المدن التركية ،عن انشغالهم للنزاعات والأزمات التي تهدد السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأيضا في منطقة الساحل والصحراء التي عرفت خلال السنوات الأخيرة تنامي نشاط العديد من الجماعات الإرهابية المتورطة في تهريب المخدرات والأسلحة وتهدد بانعدام الاستقرار في المنطقة برمتها والبلدان المجاورة لها. وقال رئيس اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية السيد الحبيب المالكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن القوى الاشتراكية والديمقراطية الاجتماعية والعمالية بالعالم تدارست الوضع السائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل والصحراء و" الذي يساهم بقوة في تجدد الفضاء المتوسطي الذي ننتمي إليه جميعا ". واعتبر السيد المالكي الذي يشارك في هذا الاجتماع إلى جانب كل من ادريس لشكر الكاتب الأول للحزب وعبد الكريم بنعتيق عضو المكتب السياسي وخديجة القرياني، الكاتبة الوطنية المسؤولة عن الفرع النسوي للحزب وعبد الرحمان العمراني، مسؤول العلاقات الخارجية بالحزب ، أن "الوضع البركاني" الذي يطبع العديد من البلدان العربية قد يفضي إلى "تفكك بعض البلدان"، معربا عن مخاوفه من أن يصبح القرن الواحد والعشرين قرن "تقويض ما تم بناءه خلال القرن الماضي الذي كان قرن الاستقلالات الراسخة وبناء الدول -الأمم". كما حذر من مخاطر "بلقنة الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط "، مبرزا ان هناك قوى لها مصالح استراتيجية جديدة في المنطقة تستخدم كافة الوسائل لجعل العالم العربي فضاء في خدمة بعض المخططات ذات طابع جيوسياسي واقتصادي". وتطرق السيد المالكي في هذا السياق، للوضع المتفجر في سوريا ، موضحا أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعتبر أن حل الأزمة السورية يمر بالضرورة عبر الحوار ، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى مشاركة فعالة ومسؤولة بعيدا عن أي ضغط أو تدخل أجنبي ، بهدف إيجاد حل يمكن الشعب السوري من استعادة الاستقرار والكرامة . وتم خلال اجتماع الأممية الاشتراكية التركيز على القضية السورية والجهود المبذولة على الصعيد الدولي لإيجاد حل سياسي نهائي لهذه الأزمة التي استمرت أكثر من سنتين ونصف . وفي هذا السياق دعا رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الاشتراكيين والديمقراطيين الاجتماعيين والعماليين عبر العالم إلى دعم قضية الثوار السوريين والعمل في اتجاه حل هذا النزاع من أجل التخفيف من معاناة الشعب السوري . على صعيد آخر، أبرز السيد المالكي أن الأزمة الاقتصادية العالمية التي شكلت المحور الثاني في جدول أعمال هذا الاجتماع ، كانت لها انعكاسات سلبية على منطقة البحر الأبيض المتوسط ?بأكملها، و أيضا على منطقة الساحل و الصحراء . والخروج من هذه الأزمة ، يضيف السيد المالكي، لا يمكن أن يتحقق عبر سياسات التقشف المستلهمة من الليبرالية الجديدة، والتي قد يؤدي اعتمادها إلى تفاقم الوضع الحالي من خلال زيادة الفوارق الاجتماعية وهشاشة الطبقات الاجتماعية وتفتيت الطبقات المتوسطة . وقال "لابد أن يكون الاقتصاد في خدمة الساكنة وعدم ترك السوق يقوم بدور المنظم الرئيسي "، مضيفا أنه في أوضاع من هذا القبيل "ينبغي على الدول تعزيز دورها من خلال اعتماد استراتيجيات شمولية ذات طابع اقتصادي واجتماعي لاستعادة النمو". ويجري اجتماع مجلس الأممية الاشتراكية بإسطنبول بمشاركة ممثلي أزيد من 100 حزب عضو في الأممية والمنظمات الشقيقة ، من قبيل الأممية الاشتراكية للنساء ، التي ترأسها وفاء حجي من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية