هاجس الجزائر وأولوياتها تبدو من خلال ميزانيتها والاعتمادات المرصودة . والميزانيات في هذا البلد المغاربي الجار تضع على رأس القائمة الجيش وتسلحه . هذه السنة بلغ الاعتماد المسجل 12.5 مليار دولار، أي بنسبة 12.5 بالمائة من ميزانية تبلغ 100 مليار دولار .وكانت قد رصدت في سنة 2012 أكثر من 9 ملايير وفي السنة ما قبله 7.4 مليار دولار . مقارنة مع المغرب تحتل ميزانية القوات المسلحة الملكية الأولوية الثالثة بعد التعليم والداخلية باعتماد يبلغ 8.9 بالمائة من ميزانية تفوق 44 مليار دولار أي ما مجموعه 4 ملايير دولار .الجزائر إذن تصرف على جيشها وتسليحه أكثر من ثلاثة أضعاف ما يصرفه المغرب. اليوم تحتل الجزائر المرتبة الاولى إفريقيا والسابعة عالميا في مجال التسلح . وفي السنتين الماضيتين عقدت جارتنا الشرقية صفقات القرن لتضيف إلى ترسانتها أسلحة حربية وطائرات عسكرية وآلاف الدبابات . السؤال الذي فرض ويفرض نفسه أكثر من أي وقت مضى: لمن تتسلح الجزائر؟ هل مفتاح التنمية هو الاهتمام بالتسلح؟ هل تحل الطائرات الحربية والبوارج والدبابات مشاكل السكن والصحة ؟؟ إن ميزانية الجزائر العسكرية سنة 2013 تمثل أكثر من 4000 دولار عن كل مواطن .وقراءة هذا الرقم تبرز كم تضحي الجزائر بأوضاع مواطنيها من أجل أن تمتلئ الثكنات والمخازن بالأسلحة...