يعد الزهايمر من بين أكثر 20 مرضا مسببا للعجز عبر العالم، بالإضافة إلى أعراض وتداعيات أخرى من قبيل الاكتئاب وارتفاع الضغط ...، وهو مرض يصيب خلايا الدماغ مسببا النسيان في مرحلة أولى قبل أن يؤثر على القدرة على الكلام، ويصبح معه المريض ( ة )، عاجزا عن التعرف على الأشخاص والأمكنة، وهي الوضعية الصحية التي تستمر في التفاقم إلى أن يفقد المريض استقلاليته بشكل كلي. والزهايمر يعتبر من أكثر الأمراض شيوعا في فترة الشيخوخة، ويصيب أزيد من 8 بالمائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة على الصعيد العالمي، ويظل عمر الشخص العامل الرئيسي لخطر الإصابة به يليه عامل الوراثة، بالإضافة إلى عوامل أخرى من قبيل ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، والتدخين، والبدانة، بل وحتى مستوى التعليم... وفي المغرب هناك حوالي 100 مريض مصاب بمرض الزهايمر، وهو رقم تقريبي لأن هناك حالات كثيرة غير معلن عنها هي محتضنة من طرف الأسرة في صمت، بعضها يحظى بأبجديات العناية فقط دون متابعة صحية ونفسية، والبعض الآخر يعيش ما تبقى من أيامه مسجونا أو مقيّدا إلى أغلال، سيما ببعض المداشر والمناطق البعيدة عن المرافق الصحية، في ظل غياب مراكز مساعدة طبية عامة ومتخصصين في المجال إن على مستوى البوادي أو الحواضر نفسها، التي يحضر فيها أطباء معدودون على رؤوس الأصابع مقابل غياب تام للمراكز المتخصصة والمؤهلة لاستقبال واحتضان هذا النوع من المرضى، الذين يعيشون أرذل العمر في صمت ومعاناة، ووسط تنكر شبه تام من طرف الخاص والعام. شيخوخة مجتمع هناك حوالي 3 ملايين مغربي يبلغ سنهم 60 سنة فما فوق حسب الإحصائيات التقريبية، وتشير التوقعات الديموغرافية إلى أن هذا الرقم سيرتفع خلال السنوات المقبلة ليصل إلى 5.8 مليون مواطن في 2030، وفي سنة 2040 سيتجاوز عدد المسنين لأول مرة في المغرب عدد الأطفال أقل من 15 سنة، الأمر الذي سيحدث تغييرا في تركيبة الهرم السكاني للمغرب، وهو تحول ديموغرافي مهم، لن يشهده المغرب لوحده وإنما سيشمل العديد من الدول سواء المتقدمة منها أو السائرة في طريق النمو. إلا أن الملاحظة التي يمكن تسجيلها وهي في كون شيخوخة المجتمع في الدول المتقدمة تأتى لها وقت زمني عبر سنوات لكي ترتفع نسبتها وتم الإعداد لها ولهذا التحول الديموغرافي، ففي فرنسا مثلا وصل عدد المسنين إلى ضعف الرقم الذي كان مسجلا من 7 إلى 14 في المائة، لكن على امتداد حوالي 100 سنة، في حين أنه في المغرب الرقم يتضاعف في ظرف أقل من 30 سنة، والذي سينتقل من مليونين و 400 ألف مسن في سنة 2004 إلى 5.8 ملايين في 2030، وعليه فإن المغرب هو غير مستعد لهذا التحول الديموغرافي، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، وكذلك الأمر بالنسبة للجانب الصحي، وذلك نظرا لأن له أولويات أخرى في هذا الإطار كالتقليص من أعداد وفيات الأمهات، ومحاربة الأمراض التعفنية التي تعرف انتشارا كالسل، على سبيل المثال لا الحصر، وبالتالي يتفاقم هذا المشكل الذي يحتاج إلى رعاية خاصة. على أنه ليس هناك توافق علمي على سن معين لتعريف المسن، نظرا لأن هناك ظروفا اقتصادية واجتماعية وحتى بيولوجية، لكن المتعارف عليه هو انه ابتداء من 65 سنة، يمكن اعتبار أن الشخص مسن إذا ماكان يعاني من أمراض مزمنة، أو عند سن 75 سنة حين يتعلق الأمر بشخص لايعاني من أية أمراض مزمنة، فهناك من يبلغ سنه 80 سنة ولايزال مستقلا وقادرا على الحركة والفعل دون أي مشكل. الزهايمر وأمراض أخرى
أكد الدكتور المصطفى ودغيري وهو أخصائي في الطب الباطني وطب المسنين، ورئيس جمعية علوم الشيخوخة «أمل» ل «الاتحاد الاشتراكي» على أنه مع التقدم في السن، يكون المسن أكثر عرضة للأمراض خاصة منها المزمنة، والتي تعد أمراض القلب والشرايين أكثرها انتشارا، كالضغط الدموي، فابتداء من سن 75 سنة، 70 في المائة من المسنين يكونون مصابين بهذا المرض، كذلك هناك مرض السكري، ثم هناك أمراض تصيب خلايا الدماغ، كمرض الخرف أو الزهايمر، الذي ينتشر بشكل كبير عند المسنين، بحيث يقارب عدد المصابين به في المغرب ما بين 100 و 150 ألف مريض، إذ ابتداء من 65 سنة، 5 في المائة من الأشخاص يمكن أن يصابوا بهذا المرض، وتنتقل هذه النسبة إلى 10 في المائة ابتداء من 75 سنة، ثم ترتفع إلى 20 في المائة ابتداء من 85 سنة. فضلا عن أمراض أخرى من قبيل مرض الارتعاش الذي يعرف بمرض باركنسون، وأمراض تصيب العظام والمفاصل، ومنها مشكل هشاشة العظام، ومشكل الغضروف، ثم هناك أمراض أخرى منتشرة لكن بحدة اقل، كأمراض الجهاز الهضمي سواء تعلق الأمر بسوء الهضم أو الإمساك، علما بأن المسنين هم أكثر عرضة لسوء التغذية، فضلا عن المشاكل في الجهاز البولي ومنها انتفاخ »البروستات«، والسلس البولي الذي يعد مشكلا كبيرا للمسنين. مرافق منعدمة يعتبر الدكتور الودغيري أن الزهايمر يتجاوز الإطار الصحي ليشكل ظاهرة اجتماعية لا تطول المريض فقط، بل تؤثر على الأشخاص الذين يعتنون به، مما يؤكد على ملحاحية وضرورة وجود وحدات طبية متخصصة، إذ لا توجد بالمغرب مؤسسات تقوم بالتكفل بمرضى الزهايمر والتي تمكن ذوي المرضى من الاطمئنان عليه وعلى حالتهم الصحية. وشدد الاختصاصي على أنه للأسف ليست هناك ولو مصلحة صحية استشفائية واحدة تهتم بالمسنين بشكل عام لتقديم الرعاية الصحية للمريض المسن، سواء في المراكز الاستشفائية الجامعية أو بباقي المؤسسات الصحية، بل وحتى الأطباء المختصين في هذا المجال لايتجاوز عددهم على الصعيد الوطني 10، 3 في الدارالبيضاء والباقي متفرقين على عدد من المناطق كالرباط، القنيطرة، طنجة ...، وهو خصاص كبير ومهول، لكون هذا التخصص/التكوين لم يحظ بعد بالأهمية اللازمة محليا، وحتى المتخصصين الموجودين هم أطباء في الطب الباطني الذين استفادوا من تكوين في فرنسا في هذا الصدد بفضل شراكة مع وزارة الصحة، لكن توقف هذا التكوين في سنة 2008. وضعية، يضيف الدكتور الودغيري، تزداد تفاقما إذا ما علمنا أن حوالي 16 في المائة فقط من المسنين هم من يتوفرون على تغطية صحية، في حين أن 84 في المائة لايتوفرون على أية تغطية صحية، ونتمنى أن يكون لنظام المساعدة الطبية »راميد« دور في الاعتناء بهؤلاء المسنين. بالمقابل من الناحية الاجتماعية، هناك مراكز لإيواء المسنين المتخلى عنهم أو الذين يوجدون في وضعية صعبة ويعانون من الفقر، إذ يوجد حوالي 40 مركزا على الصعيد الوطني، 3 منها في الدارالبيضاء، بكل من عين الشق، النسيم، وتيط مليل، إلا أن الملاحظة التي يمكن تسجيلها في هذا الصدد تتجلى في كون عدد من المسنين يودعون إلى جانب مرضى نفسانيين، ومشردين، ... الخ، مما يؤثر عليهم سلبا، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في سبل القبول بهذه المراكز وفي القانون 14.05 وهو ورش كبير يجب فتحه. من جهة أخرى، أشار رئيس جمعية علوم الشيخوخة «أمل» إلى أن هناك مراكز للاستقبال اليومي للمسنين، على غرار دور الشباب، تفتح الباب للمسن لقضاء اليوم في أنشطة مختلفة، تضمن التواصل الاجتماعي مع أشخاص من نفس الفئة العمرية، وتخلق نوعا من الحميمية التي قد يفتقدها المسن في وسطه الأسري، إلا أن عددها قليل، 2 في الدارالبيضاء وواحد بمكناس، نموذجا. أنواع الزهايمر هناك ثلاثة أنواع لمرض ألزهايمر: ألزهايمر المتأخر: وهو النوع الشائع. ويبدأ المرض عادة بعد جيل ال65. ألزهايمر المبكر: وهو ألزهايمر الذي يبدأ بجيل مبكر، تحت جيل ال60. هؤلاء المرضى عادة يعانون أمراضا عصبية أخرى. ألزهايمر العائلي: وهو زهايمر موروث وهو نادر جدا، وعادة يصاب الأشخاص بالمرض بجيل مبكر جدا حتى في عقدهم الرابع.