غادر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، المغرب في اتجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية، في زيارة تستغرق عدة أيام من أجل حضور لقاء مع وكالة تحدي الألفية الأمريكية، بعد إغلاق برنامجها في المغرب، والذي امتد خمس سنوات. ولم يتمكن بنكيران حتى الآن من عقد اجتماع الأغلبية الحكومية في صيغتها المنقحة، حيث شدد مصدر من التحالف، على أن الأولوية هي عقد الاجتماع وإعلان نتائجه إلى العموم، وتشكيل حكومة بطريقة دستورية، حيث ألح مصدرنا على القول إن ما تعيشه البلاد نوع من العبث السياسي. وكشفت مصادرنا أن حزب التجمع، الذي لجأ إليه بنكيران، لازال يعيش حالة انتظار قاتلة بسبب عدم الرد عليه رسميا، وإن رجحت معلومات تفيد بأن اتفاقا بين مزوار وبنكيران قد تم التوصل إليه، لكن تفعيله مرتبط برئيس الحكومة الذي يواجه انتقادات وضغوطات قوية من داخل حزبه بخصوص لائحة المستوزرين من داخل حزبه، وكذا من داخل الأحزاب الحليفة. وشددت مصادرنا على أن الذراع الدعوي للحزب المتمثل في حركة التوحيد والإصلاح المرتبطة عمليا بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، تمارس ضغوطا للإبقاء على عدد من الأعضاء في الحكومة، وتفاوض من أجل أسماء إضافية في الوقت الذي يضغط الجناح السياسي، ممثلا في عدد من البرلمانيين والنقابيين والأطر الحزبية التي لا تنتمي للحركة، من أجل رفع تمثيليته في الحكومة والحد من نفوذ خصومه في الحركة. وشددت مصادرنا على أن هذه الحرب الخفية هي من يؤجل عمليا إعلان الحكومة، لأن بنكيران بات يواجه شبح أزمة حزبية صامتة يخشى انفجارها في كل حين. وعلى صعيد آخر شددت نفس المصادر على أن التأخير في انتظار الدخول البرلماني سيعقد من مهمة إنجاز الحكومة، لأن أعضاء التحالف ينظرون إلى ما يقع على أنه استبعاد لهم من سدة القرار وانفراد بنكيران باتخاذ إجراءات انفرادية وأحادية الجانب، مما سيجعل الرد ممكنا داخل مجلس النواب، حيث أكد مصدر مطلع أن الأحزاب المشكلة للتحالف لا يمكن أن تنتظر إلى ما لا نهاية له، وأنها ستجد نفسها مضطرة لمغادرة سفينة التحالف الفاقد أصلا للأغلبية وجعل الباب مفتوحا لعدة احتمالات...