تحولت جنازة الشاب الذي أضرم في جسده النار بالمعبر الحدودي باب سبتةالمحتلة, إلى مسيرة غضب جابت أهم شوارع مدينة تطوان, منددة بالظلم و«الحكرة» التي عانى منها على أيدي الجمركيين بهذا المعبر، وهكذا ومباشرة بعد انتهاء مراسيم الجنازة يوم الجمعة 6 شتنبر الجاري بعد صلاة الجمعة انتقل المشيعون وأغلبهم من ممتهني التهريب المعيشي بأسواق سبتةالمحتلة وأصدقاؤه ومعارفه، في مسيرة حاشدة قدرتها بعض المصادر بحوالي 1500 متظاهر، قطعت أهم الشوارع الرابطة بين مقبرة سيدي المنظري والمقاطعة الجمركية المتواجدة بشارع المسيرة بتطوان رفعت خلالها شعارات منددة بسلوكات رجال الجمارك، كما رفعت خلالها أسماء الجمركيين اللذين أهانا المرحوم عبد الرحمان الشيخ، وبعد تدخل السلطات الأمنية حيث حاصرت مقر الإدارة الجمركية وبعد محاورتهم من طرف والي أمن تطوان, أخلى المتظاهرون مقر الزمرة الجمركية، غير أن بعض الشباب من زملاء و أصدقاء ،«شهيد الديوانة« أصروا على مواصلة الإحتجاج و التوجه إلى فيلا الجمركي الذي تعمد إهانة الشاب، المتواجدة بالحي الإداري المعروف بحي الولاية، غير انه ومباشرة بعد وصول المسيرة إلى قرب محكمة الإستئناف، عاودت السلطات الأمنية محاصرة المتظاهرين، وأقنعتهم بتفريق التظاهرة بشكل سلمي، الشيء الذي استجاب إليه المتظاهرون، غير أنهم توعدوا المسؤولين بشل حركة المرور والدخول بالمعبر الحدودي باب سبتة يومه الإثنين 9 شتنبر من خلال الإعلان عن يوم الغضب بالديوانة. هذا وقد علم مكتب الجريدة بتطوان أن الوكيل العام بمحكمة الإستئناف بتطوان أمر بفتح تحقيق قضائي في حادث إقدام الشاب عبد الرحمان الشيخ على إضرام النار في جسده, بعد أن صادرت مصالح الجمارك سيارته وسلعه المهربة التي كانت بحوزته، حيث من المتوقع استنطاق الآمر بالصرف بالنيابة والجمركي اللذان تعمدا إهانة وتعنيف الشاب، والتأكد من صحة تحريض الضحية على الإنتحار وعدم تقديم المساعدة له لحظة اشتعال النار في جسده، كما سيشمل الإستماع مرافق الضحية وبعض الشهود من المواطنين الذين عاينوا الحادث، مما ينذر بأن هذا الحادث ستكون له تبعات قضائية وإدارية لا محالة، خصوصا أولائك الذين رفعت أسماؤهم خلال المسيرة الإحتجاجية. ويذكر أن الشاب عبد الرحمان الشيخ «23 سنة« كان قد أضرم النار في جسده زوال يوم الأربعاء المنصرم بالمعبر الحدودي باب سبتة، احتجاجا على استهدافه من طرف عناصر الجمارك بالمعبر الحدودي، جراء «الحكرة» التي أحس بها إثر هذا الإستهداف. حيث, وبحسب شهود عيان, فإن الشاب الساكن بحي بوجراح والممتهن للتهريب المعيشي بأسواق المدينةالمحتلة، دخل في نزاع مع أحد المسؤولين الكبار بجمارك باب سبتة، الذي أمر بحجز كل ما يوجد بالصندوق الخلفي للسيارة التي كان يمتطيها الشاب. هذا الأخير رفض الإمتثال لأوامر الرئيس، الشيء الذي أثار حفيظته وأصر على حجز المواد المهربة وعمد إلى تعنيفه وإهانته أمام زملائه كي يكون عبرة للآخرين، مما دفع به إلى سكب البنزين على جسده وإضرام النار فيه بواسطة قداحة. ومباشرة بعد اندلاع النار في جسد المهرب, تطوع العديد من ممتهني التهريب إلى إخمادها بواسطة بعد السلع المهربة. غير أن سرعة النار واشتعال البنزين لم يسعف جسد الضحية الذي أصيب بحروق جد خطيرة في كل أنحاء جسده. وقد تم نقل المصاب إلى المستشفى الإقليمي سانية الرمل على وجه السرعة، لكن وبالنظر إلى الحروق الخطيرة التي أصيب بها والتي صنفت في الدرجة الثالثة, تم نقله إلى مدينة الدارالبيضاء لإسعافه وإنقاذه، غير أنه فارق الحياة في اليوم الموالي.