اهتزت الأرض تحت أقدام سكان دوار العزيب بجماعة أسجن مساء يوم الخميس 29 غشت بعد أن تناهى إلى علمهم خبر «انتحار» طفلة لم يتجاوز عمرها 14 سنة ! الأخبار الواردة على الجريدة من عين المكان تفيذ بأن طفلة كانت تتابع دراستها بالقسم السادس ابتدائي، كانت ترعى قطيعا من الغنم ، كما هو حال كل فتيات العالم القروي،المحرومات من حقهن في التمتع بطفولتهن، اغتنمت غياب أختها التي كانت ترافقها عن أنظارها لمدة جد وجيزة، لتضع حدا لحياتها شنقا بحبل ربطته بشجرة زيتون. أخت الضحية كاد يصيبها الجنون ولم تكد تصدق بأن الجثة المعلقة تعود لأختها، فبدأت تصرخ بأعلى صوتها، فانتشر الخبر في الدوار كما تنتشر النار في الهشيم، وهرع كل من علم بهذه المأساة إلى عين المكان، بينما سارع عون السلطة بإخبار السلطة المحلية والدرك الملكي. أفراد أسرة الضحية والمواطنون والمواطنات الذين تجمهروا حول جثة الضحية لم يستوعبوا سبب تأخر رجال الدرك الملكي (حوالي أربع ساعات) الذين لم يحضروا إلى عين المكان، يضيف أكثر من مصدر ، إلا بعد أن أرخى الليل سدوله. تأخر عمق جرح كل من وقف على هذه المأساة وجثة طفلة معلقة في شجرة. معاناة الانتظار انضافت إليها معاناة نقل الجثة إلى المستشفى الإقليمي «أبو القاسم الزهراوي» بوزان الذي لا يحمل من انتسابه إلى قطاع الصحة العمومية إلا الاسم . فقد تأسف كل من تابع فصول هذه المأساة الالتجاء إلى سيارة خاصة لنقل جثة الضحية، بدل سيارة نقل الأموات، أو سيارة الإسعاف. الضابطة القضائية للدرك الملكي، ولكي تلم بكل تفاصيل لغز هذا «الانتحار الغريب»، أطلقت تحقيقا باشرته في البداية بالاستماع إلى أفراد أسرة المرحومة لتوضيح هل هو انتحار أم عملية قتل...