عرف اقليم تاوريرت بولاية وجدة إرتفاعا في وتيرة إحدى الظواهر الخطيرة التي أصبحت تتطلب من مختلف الاجهزة الحكومية وغيرها الكثير من الاهتمام، ويتعلق الامر بالانتحار.. وقد وصلت حالات الانتحار التي احيلت على الاجهزة الوصية بالاقليم الى 15حالة (9 إناث و 6 ذكور) خلال 31 شهراً، أي ما بين 01 يناير 2006 و 31 غشت2008 بمجموع 8 حالات في سنة 2006 (6 إناث وذكرين) و 4حالات في الشهور الأولى من سنة 2007 (3 ذكور وأنثى)، و 3 حالات سنة 2008. ومن خلال نتائج التحليلات والتشريحات الطبية وتقارير الاجهزة الوصية يستخلص ان اسباب الانتحار تدفن مع المنتحر في قبره، وتبقى متعددة إذ نجد منها ما يربط بالمرض النفسي والفقر والفساد والحرمان والاحساس بالضياع والمتاهة لانعدام الرعاية.. ويردد السكان ان بعض الضحايا (الشباب) الذين انتحروا لهم علاقة بمعاناة العاطلين في الاقليم والذين يجدون انفسهم ضائعين مهملين (اي لم يجدوا من يأخذ بيدهم لاخراجهم من الضائقة التي يتخبطون تحت تأثيرها). بينما اغلبية الفتيات اللواتي انتحرن فقدن بكارتهن لسبب من الاسباب (مثل عدم اكتمال وعد الزواج / السرابي ) والاحساس بانتفاخ البطن (الحمل). وقد عمد بعض المنتحرين في الإقليم الى شنق انفسهم بحبال وسترات رؤوس وهناك من فضل شرب سوائل سامة، بينما فئة أخرى فضلت ابتلاع كمية كبيرة من الادوية(،،،). ونشير الى ان الراغبات في الانتحار يفضلن احدى المواد الخاصة بصباغة شعر الرأس، فالمادة معروفة باسم «تكاوت». وقد نقلت سيارة الاسعاف حوالي الساعة الثالثة زوالا من يوم السبت 19 يوليوز على وجه السرعة من منطقة بني يحيى بقرية بني كولال مواطنا في حالة حرجة، حيث طعن عدة انحاء من جسمه بآلة حادة. والاكثر من هذا، فقد حاول بتر جهازه التناسلي. ويتعلق الامر بالمواطن: حمزة ح. البالغ من العمر 54 سنة، متزوج واب لسبعة (7) أطفال، ينحدر من قبيلة اولاد سيدي اعلي، وتفيد الاخبار المتداولة أن المواطن حمزة كان يحاول وضع حد لحياته لانه يعاني ضائقة مالية.. كما استفاقت ساكنة بعض دواوير قرية بني كولال / الهادئة بجماعة اهل وادي: باقليم تاوريرت ولاية وجدة مرة اخرى على منظر مفزع منذ الساعات الاولى من صبيحة يوم الجمعة، على وجود جثة شاب مجهول الهوية (لايحمل معه اوراقه الشخصية) معلقة بواسطة حبل بغصن شجرة زيتون / بدوار بني يحيى عى صفة وادي زا/ ، على بعد حوالي ست كيلومترات عن تاوريرت/.وقد بقي بعض المواطنين متجمهرين أمام الجثة يتساءلون عن الاسباب التي دفعت بالشاب الى الانتحار. اثر ذلك تم اخبار الضابطة القضائية للدرك الملكي التي هرعت الى عين المكان رفقة رجال الوقاية المدنية (حوالي الثامنة صباحا) لمعاينة الحادث ولم يقومو بفك الجثة الا بعد استكمال الاجراءات الضرورية. وقد نقلت الجثة على متن سيارة الوقاية المدنية الى مستودع الاموات بالمستشفى الاقليمي لتاوريرت. واتصلنا ببعض الجهات لمعرفة الاسباب الحقيقية للحادث في ظل تضارب الاقوال بشأنه، ولم نتمكن من الحصول على أي جواب لان المنتحر مجهول الهوية.. وحوالي منتصف النهار شاعت بين المواطنين وفي بعض الاماكن ان جثة المنتحر تعود إلى فقيه يدعى عمر طه من مواليد 1985 ينحدر من مدينة تازة ويقطن بحي لمحاريك بتاوريرت، متزوج وله طفل، وان مرد ذلك يرجع الى مشاكل عائلية خصوصا مع ربة البيت، غير أن التحقيقات الاولية ارجعت اسباب الانتحار إلى اضطرابات نفسية كان يعاني منها المنتحر.. وافادت بعض المصادر ان الفقيه عمر طه سبق له ان رمى بنفسه من احد قمم الجبال المجاورة كما تعرض لاحدى القطارات للانتحار، لكن تم انقاذه، ليوجد في المرة الثالثة معلقا بحبل بغصن شجرة زيتون. وللاشارة، فقد عرفت ظاهرة الانتحار انتشارا ملحوظا بمدن ودواوير ومداشر اقليم تاوريرت في السنوات الاخيرة،، مما يطرح الكثير من الاسئلة حول هذه الظاهرة..