تاوريرت: ع. العياشي عرفت مدينة تاوريرت بولاية وجدة احدى الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي اصبحت تتطلب (اكثر من أي وقت مضى) من السلطات المسؤولة والاجهزة الوصية الكثير من الاهتمام. ويتعلق الأمر برمي المواليد المتخلى عنهم ببعض الاماكن والاحياء ولوفي واضحة النهار، ولعل لهذه الظاهرة أسباب متعددة منها ماهو اجتماعي ومنها ماهو راجع الى انتشار ظواهر لا أخلاقية.. وهكذا؛ فقد عرفت منطقة ماوراء خط السكة الحديدية بمدينة تاوريرت حالتين في مدة وجيزة، حيث عثر على جثة مولود كان ملفوفا داخل كيس من البلاستيك «الاسود» وذلك بمطرح الازبال، وقد فارق الصبي/ البرئ الحياة بسبب الجوع وشدة البرد، وافادت المعطيات الاولية أن الصبي حديث الولادة، وهذا يعني انه ولد يوما أو يومين قبل العثور عليه بمطرح الازبال من طرف راعي غنم كان ينقب بين أكوام الازبال عن المواد القابلة للبيع، علما بأن مصالح الدرك الملكي قد فتحت تحقيقا في الموضوع، وبالقرب من إحدى المؤسسات التعليمية وواجهة معمل الزيتون على ضفة طريق دبدو عثر على صبي آخر (مازال حيا يرزق) حيث قام شخص باخبار رجال الامن والسلطة المحلية التي حضرت الى عين المكان وفتحت تحقيقا جديدا. وقد تم نقل الرضيع الذي كان ملفوفا بملابسه وغطاء في سيارة الوقاية المدنية الى المستشفى الاقليمي. وقد ترك هذا استياء في نفوس سكان دوار لاحونا ولبرابر و 20 غشت ولمحاريك ومولاي علي الشريف والشهداء والتقدم وتلاميذ مؤسسات تعليمية. ان الحادثين يطرحان مرة أخرى مدى التدهور الاخلاقي والتسيب الذي اصبحت تعرفه منطقة تاوريرت والضواحي المجاورة لها، علما أن مدينة تاوريرت عرف سكانها بالتشبث بالمبادئ والقيم. ومانود أن نشير إليه في هذه المراسلة من جديد أن منطقة ماوراء خط السكة الحديدية مازالت تعاني التهميش واللامبالاة وانعدام (بعض الجهات هناك) من مراكز الامن واحداث مقاطعات رغم العديد من الشكايات. التي وجهت الى الجهات المعنية، أمام تنامي ظاهرة الفساد والانحراف التي أصبحت تهدد كثيرا مستقبل الاجيال، خاصة وان العديد من العاهرات القادمات من عدة جهات (،،،) يجدن المنطقة آمنة لتعاطي الفساد. وقد قدمت مصالح الدرك الملكي العشرات من العاهرات ( يأتين في الغالب من مدن خارج المنطقة) على انظار العدالة (يتخذن كذلك محيط حامة سيدي شافي مكانا لتعاطي الفساد. وعلى ذكر الأطفال المتخلى عنهم نشير بأن العشرات من الأطفال الرضع تحتضنهم مستشفى الفارابي بوجدة سنويا وتعمل بعض إدارات المستشفيات بأقاليم الجهة الشرقية على تسهيل عملية التبني خوفا من أن يتجاوز عدد الأسرة المحددة لهذا النوع من الأطفال. إن الظاهرة تتطلب من السلطات المسؤولة الكثير من الاهتمام.