تعتبر مصالح الوقاية المدنية من أهم المرافق الاجتماعية على الصعيد الوطني لما لها من أدوار فعالة وأساسية في حياة المواطنين كإنقاذ الغرقى وإخماد الحرائق والتدخل السريع عند وقوع الحوادث على اختلاف انواعها. لكن الوقاية المدنية بمدينة تاوريرت رغم المجهودات التي يقوم بها طاقمها ليست في مستوى مواجهة الحرائق والحوادث الطرقية والحالات الطارئة.. وتجدر الاشارة أن عدد سكان المدينة في ارتفاع وتتوفر على ثكنة واحدة لرجال الوقاية المدنية و 13 رجلا بما فيهم الاطفائيون وشاحنة لاخماذ الحرائق وسيارة اسعاف ومركب مائي وسيارة خفيفة... هذا كل ما تملكه تاوريرت / عاصمة الاقليم وجماعاتهم القروية والحضرية ( اهل وادزا، لقططير، ملقى الويدان، دبدو، سيدي لحسن ، سيدي علي بلقاسم، العطف، أولاد امحمد،، و،،) باستثناء منطقة العيونالشرقية التي تتوفر على ثكنة للوقاية المدنية،، علما أن اقليم تاوريرت يضم ازيد من 220 ألف نسمة.. أرقاما نراها بكل صدق هزيلة مقارنة مانراه في ثكنات اقل كثافة ومساحة من اقليم تاوريرت / المهموم، ولايمكن أن تقدم الخدمات اللازمة لهذه الاقليم الذي تحدث فيه الكوارث،، بل لايمكن ان تقدم وتغطي حاجيات منطقة ماوراء خط السكة الحديدية التي تضم (حي التقدم، المختار السوسي، 20 غشت، الشهداء، تجزئتي مولاي علي الشريف والمسيرة، لمحاريك، الحرشة، دوار لاحونا، لبرابر...) ناهيك عن العطلة الصيفية التي تعرف فيها أرقام الحوادث تصاعدا ملحوظا بسبب التغيير الحاصل في البناء الديموغرافي، اذ تعرف تاوريرت زيادة مثيرة في عدد السكان نتيجة عودة العمال المغاربة المقيمين بالخارج (إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا...) والزوار الذين يتوافدون على تاوريرت من جميع الجهات. ومن المشاكل التي تؤثر على المجهودات والمبادرات الفردية لرجال الوقاية المدنية أثناء وقوع بعض الحوادث مشكلة الأخطار بها، إذ أن المواطنين لا يسرعون في الإخبار بها ، بل وأحيانا لا يخبرون بها نهائيا، وفي حالة الإخبار بها لا يتم تحديد المكان بدقة، ويتعمق المشكل في الأحياء الفوضوية وذات الممرات الضيقة، وهي مشاكل يراها رجال الوقاية المدنية تعطل انقاذ الضحايا، يضاف إلى ذلك عدم احترام حق الأسبقية بالنسبة إلى سيارة الإسعاف التي تغامر بطرق مكتظة للوصول إلى مسرح الحادثة. المهم، إن تاوريرت 2009 أصبحت أكبر من وقايتها المدنية، وإذا كان أفرادها كثيرا ما يتعرضون الى اللوم والمعاتبة، ويقال إنهم لم يحضروا بسرعة أو لم يتمكنوا من الانقاذ أو القيام بواجبهم، فالبعيد عنهم لا يعرف ولن يعرف أن رجال الوقاية المدنية بتاوريرت يجدون أنفسهم في بعض الأحيان في حيرة أمام الوسائل القليلة الموضوعة رهن إشارتهم. فماذا يمكن أن تفعل (يا سادة) ثكنة لرجال الوقاية المدنية ب 13 رجلا وشاحنة لإخماد الحرائق وسيارة إسعاف لجانب من هذا الاقليم المترامي الأطراف، المتنوع الخصائص والمفتقر إلى شروط أخرى مكملة لعمل الوقاية المدنية.. لنتصور مثلا، وقوع حوادث سير أو احتراق، أو غرق لا قدر الله في مواقع متباعدة، فنحو أي اتجاه ستذهب سيارة الإسعاف وشاحنة المطافئ ثم ماهي المدة الزمنية التي ستصل فيها السيارة الأولى نحو طريق دبدو والاخرى نحو طريق جرسيف أو طريق وجدة؟ وقد كانت مجموعة من الحوادث التي شهدها الإقليم (حرائق، حوادث،، و ،،) انذارا لكل من يعنيهم الأمر حتى يلتفتوا لشؤون تاوريرت وحاجياتها الضرورية، لكن بدون جدوى، لتبقى الأمور عما هي عليه.. وعلى الجميع أن يدركوا أن تاوريرت تقع على الطريق الوطنية رقم 6 الرابطة بين سلاووجدة، وتعد (تاوريرت) القلب النابض بين مدن تازة، الناضور، وجدة ، دبدو ، وعليهم أن يسألوا عن مختلف الحالات الاستعجالية والطارئة التي شهدتها المدينة والنواحي، حيث تدخلت آليات من جهات أخرى للدعم والمساعدة.. إن الجهات الوصية أصبحت الآن أكثر من أي وقت مضى مطالبة بتمكين وقايتها المدنية قولا وفعلا بكل الضروريات من وسائل العمل والتدخل السريع بما في ذلك السيارات الخفيفة والسريعة واجهزة الاتصال وشاحنات الماء بخراطيمها وسلاليمها الآلية.. كما تدعو الضرورة الى خلق ملحقات للوقاية المدنية بعالمنا القروي لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة (في حينه) اثر العواصف الرعدية والحرائق التي تضر كل سنة بمحاصيل شاسعة من المزروعات... لقد آن الأوان لوضع ملف الوقاية المدنية ضمن الأولويات ولفتح ملف رجال الوقاية المدنية من أجل الاهتمام بهم ماديا واجتماعيا (التعويضات عن التنقل والساعات الاضافية والأخطار، حق السكن...) إنها اذن صورة موجزة لواقع رجال الوقاية المدنية وخدماتهم بتاوريرت.