قالت مصادر مطلعة إن هاتف مصالح الوقاية المدنية بمدينة مراكش لا يتوقف عن الرنين جراء المكالمات الهاتفية التي تطلب تدخلا عاجلا، لكن أغلب هذه المكالمات تكون كاذبة أو تتعلق بحوادث ذات أهمية دنيا، مما يفسر تأخر سيارات الوقاية المدنية في الوصول إلى مكان الحادث المفترض، ويجعل مهمة انتقال أصحاب البذلة الصفراء بمدينة مراكش إلى مكان وقوع الحوادث أمرا صعبا يقتضي في غالب الأحيان انتظار تلقي مكالمة ثانية لتأكيد خبر وقوع الحادث. وأضافت المصادر نفسها أن رجال الوقاية المدنية بالرغم من محدودية وسائلهم المادية والبشرية يحاولون القيام بواجبهم على أحسن وجه في ظروف تتسم بالخطورة، لكن تصرفات بعض المواطنين غير المسؤولة تزيد من صعوبة مهماتهم النبيلة، مما يستدعي وضع آليات لوجستيكية لمراقبة المكالمات الواردة، وآليات قانونية لردع المخالفين. واستغلت المصادر نفسها فرصة الحديث عن رجال الوقاية المدنية لتؤكد على ضرورة العناية بالأحوال المادية والاجتماعية لرجال الوقاية المدنية. ومع ذلك فقد تمكن رجال الوقاية المدنية من التدخل في أغلب الحوادث الواقعة في مدينة مراكش شهر يوليوز الماضي، فحسب مصادر إعلامية فإن عدد التدخلات لرجال الوقاية المدنية بالمدينة الحمراء، سواء لإطفاء ومقاومة الحرائق أو إنقاذ أشخاص في وضعيات خطرة، قد وصل 1194 حالة. وقال مسؤول في مصلحة الوقاية المدنية بمراكش إن حالات إخماد الحرائق في نفس المدة وصلت إلى ما يقرب من 60 حالة في مختلف أحياء المدينة، سواء في ضيعات فلاحية أو محلات سكنية أو تجارية، أو في المناطق الخضراء، كما وصلت حالات التدخل لإنقاذ أشخاص في وضعيات خطيرة إلى 286 حالة، منهم 220 شخصا سقطوا نتيجة أزمات مرضية و48 شخصا في حالات مرضية متنوعة. كما استطاعت مصالح الوقاية المدنية أن تنقل إلى المستشفى 748 فردا مصابا جراء حوادث، منهم 408 جرحوا في حوادث سير، و238 جرحوا نتيجة اعتداء أو مشاجرة، و85 في حالات أخرى. لكن بالرغم من كل المجهودات المبذولة يلاحظ البعض أن أماكن الحوادث السير غالبا ما تفتقر إلى خدمات الإسعاف المستعجلة سواء من حيث السيارات أو رجال الوقاية المدنية، مما يستدعي تدارك هذا النقص الحاصل حفاظا على أرواح المواطنين والمصابين. ويطالب البعض الآخر بضرورة تفعيل لصندوق الخاص لدعم وإنعاش الوقاية المدنية، وحث الجماعات المحلية على الاعتناء أكثر بهذا القطاع الحيوي الهام. من جهة ثانية تنظم مصالح الوقاية المدنية بمدينة مراكش بين الفينة والأخرى أياما تحسيسية خاصة بأطفال المدارس من أجل تعريفهم بالدور الريادي الذي يقوم به رجال الوقاية المدينة في إنقاذ الأرواح وإغاثة المصابين، خاصة في الكوارث الطبيعية وبعض الحوادث. لكن هذه الورشات ما زالت محدودة في العدد ومحصورة على بعض الفئات من التلاميذ، لذا وجب تعميمها على أطفال باقي المدارس من أجل التعريف أكثر بتضحية رجالات الوقاية المدنية، وتوعية الجيل الصاعد بأهمية الوقت لدى هذه المصالح مما سيقلل حتما من المكالمات المزعجة مع مرور الوقت وانتشار الوعي، دون التغاضي عن تحسيسهم بضرورة تنفيذ القانون فيما يخص البلاغات الكاذبة التي يتسلى بها البعض.