كشف أحدث تقرير نشرته وكالة بلومبرغ الأمريكية أمس أن هجرة الإسبان إلى المغرب تضاعفت في غضون الأربع سنوات الاخيرة ، حيث ارتفع عدد القادمين من الجارة الايبيرية نحو المغرب بنسبة 32 % بين عامي 2008 و 2012 ، وهو ما يجعل افريقيا ثالث وجهة لهجرة الاسبان بعد أمريكا اللاتينية و أوروبا . وقد عزا التقرير، الذي أورد هذه الاحصائيات، سبب ارتفاع المد الهجروي للاسبان نحو المغرب إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها شبه الجزيرة الايبيرية خلال السنوات الأخيرة . وقد أوضح هاين دو هاس ، المسؤول عن معهد الهجرة الدولية في جامعة أكسفورد ، أن الهجرة المعاكسة بين المغرب و إسبانيا تعتبر ظاهرة جديدة لها علاقة وطيدة بالدورات الاقتصادية. ويضيف هاين دو هاس" صحيح أن المملكة المغربية تعاني، أيضا، من آثار الأزمة الأوربية ، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الرئيسي، ولكن حالته ليست مماثلة لتلك التي في دول الجوار شمالا". من جهته قال موقع Eleconomista الاسباني إنه بعدما كانت إسبانيا لفترة طويلة تستقبل المهاجرين من جنسيات عديدة، وضمنها أكبر حصة من المغرب ، فإنها الآن، ومع تعمق الأزمة، أخذت طريق الهجرة وجهة عكسية .. وعزا الموقع الهجرة الإسبانية إلى شمال إفريقيا إلى ارتفاع معدلات البطالة بالجارة الشمالية. وقال تقرير بلومبيرغ إن هجرة الاسبان نحو المغرب غير قانونية في كثير من الحالات ، حيث لا يلجأ العديد منهم إلى طلب الحصول على تصاريح العمل، وحسب تقديرات التقرير، فإن ما يقرب من 40% من الاقتصاد المغربي غير مهيكل. وباستناده الى وزارة التشغيل والتكوين المهني المغربية، فإن %10 فقط من الأجانب المقيمين في المغرب لديهم تصاريح عمل. وحسب التقرير، فقد انعكست عواقب الأزمة الاقتصادية الطويلة في إسبانيا على البطالة التي وصلت إلى مستويات قياسية، وانخفض عدد السكان الإسبان العام الماضي للمرة الأولى منذ 40 عاما خلت، حيث غادر ما يقرب من نصف مليون شخص البلاد في عام 2012، منهم حوالي 60 ألفا غير إسبانيي الأصل وهو ما يمثل أزيد من 80% أكثر مما كانت عليه الهجرة الاسبانية في عام 2008.