الحسين السلاوي فنان مغربي غنى عن هموم المواطنين ومشاكلهم وعن ظهور العادات والتقاليد. أول مطرب مغربي يتعامل مع الاستوديو العالمي. ولد بمدينة سلا سنة 1921، إسمه الحقيقي الحسين بن بوشعيب، أما إسم السلاوي الذي اشتهر به فيرجع إلى مسقط رأسه. بدأ يهتم بالموسقى والغناء وهو إبن الثانية عشر من العمر. ضاق ذرعا بمضايقات والدته التي كانت تتمنى أن يتجه إلى امتهان حرفة أخرى، كان يتابع حلقات بوجمعة الفروج بباب الخميس، قبل أن يصير تلميذه وينضم إلى فرقته وعمره 17 سنة. غادر المنزل وتاه في شوارع مدينة الدارالبيضاء ، حيث كانت أول مدينة قصدها، يتجول في شوارعها كموسيقي متجول، كان يقيم بالقرب من ضريح سيدي بليوط، وبساحة البلدية، ثم غادرها في اتجاه مدينة مكناس، حيث كان يقدم عروضه بباب منصور. وحينما بلغ سنه عشرون سنة بدأ يشق طريقه، وأصبح يكتب ويلحن ويغني، وكان يتطرق في أغانيه إلى مواضيع اجتماعية كالفساد والسرقة والخيانة والخداع والمكر والكذب والغربة وذلك خلال الأربعينيات ومن بينها: "ياغريب ليك الله" و"ياموجة غني " و"سبحان الله على من يقرا" وأغنية "الماريكان" التي دون من خلالها دخول جيوش الأمريكيين إلى المغرب عبر شواطئ مدينة الدالرالبيضاء سنة 1942، والتي ارتبطت صورتها ب "شوينكوم" كما يقول الزميل عبد الله قانية وهي مادة علكية التي دخلت إلى المغرب مع الحرب العالمية الثانية. الحسين السلاوي من الفنانين المبدعين في التاريخ الفني بلمسات موسيقية معبرة، في مرحلة كان فيها النضال المسلح ضد الإستعمار، الجاثم على البلاد. كان يجيد الحكي كما يجيد الغناء ، بل كان من عباقرة الغناء المغربي، قدم روائع الأغنية المغربية التي سميت أنذاك بالأغنية المغربية العصرية ، خلف تراثا فريدا، تغنى بالجمال المغربي الأندلسي في أغنية سمرا خمولية.. وعيونها ملاح.. غنى عن مدينة طنجة عندما كانت منطقة دولية، وعلى عام البون.. حتى أنه يعتبر من أكثر الفنانين الذين سكنوا وجدان المغاربة، فهو ذاكرة فنية للتراث المغربي. الحسين السلاوي من الرواد الأوائل ممن غرفوا من الموسيقى الشعبية ونظم بنفسه كلمات بسيطة بنغمات أوتار العود، و صاغها في قالب لحني جميل، حتى استطاعت أغانيه أن تنتشر بسرعة. استطاع أن يأسس النواة الأولى للجوق بالمغرب. تمكن الحسين السلاوي مع صديق فرنسي له من السفر إلى باريس واستقر بها، وهناك استطاع تسجيل أسطوانة له، كانت خطوة مهمة في حياته، كان أول مغني مغربي يتعامل مع الأستوديوالعالمي ، كما يعتبر أول من أدخل المونولوغ والموال في الغناء ، إضافة إلى الآلات العصرية. ترك السلاوي 13 أغنية . هناك دراسة تشير إلى أن الحسين السلاوي كان أول من أدخل في فترة لم يتجاوز فيها مرحلة المراهقة آلات موسيقية غربية لم تكن تستعمل بعد، وتحديدا خلال ثلاثينيات القرن الماضي، كان شائعا أكثر استعمال الكنبري، والبندير والمصطحب بالناي. ويقال أن الفنانة "إيديت بياف" أحبت أغانيه ووجدت في الفنان السلاوي الفنان المبدع بالفطرة مثلها. بعد أن اشتد به المرض حيث أصيب بمرض السل، نقل إلى المستشفى حيث توفي به سنة 1951 وعمره 30 سنة. وترك وراءه زوجته التي تزوجها بفرنسا ورزق منها بإبن. كما خلف الفنان الحسين نوعا جديدا للأغنية المغربية، وحوالي 40 أغنية. كان قد ألف الكاتب المسرحي عبد المجيد فنيش عن الحسين السلاوي مسرحية سميت "ديما معنا " تحكي محطات من مسيرة حياته، ووضع لها الإخراج بنفسه.