انطلقت أول أمس الخميس بمدينة الصويرة، فعاليات مهرجان «الحضرة النسائية وموسيقى الحال»، في دورته الأولى. وهو المهرجان الذي تنظمه «جمعية المغرب العميق لحماية التراث»، وذلك تحت شعار «الحضرة الصوفية النسائية: هوية وانفتاح». ويُعتبر هذا المهرجان الثقافي والروحي، الذي يمتد إلى 18 غشت الجاري، امتدادا للغاية التي اختطّتها الجمعية منذ نشأتها، والمتمثلة أساسا في الحفاظ على تراثنا الثقافي والموسيقي والروحي بمختلف تجلياتها، وخصوصا هذا التراث اللاّمادي والشفهي المتنوع والغنيّ الذي تتميز به بلادنا. وهو هدف سعت الجمعية إلى تشخيصه وتحقيقه من خلال الحرص على الجمْع بين البحث النظري والأكاديمي والتنقيب على الفرق الموسيقية التي ما فتئتْ تحتفظ على الإيقاعات الموسيقية والغنائية، وكذا من خلال تكريم عدد من الوجوه الفنية التراثية. ولابدّ من الإشارة إلى أنّ فنّ الحضرة فن عريق يعود إلى القرن السابع عشر، وهو يستوحي روحه من الصوفية، وتنشد أناشيده في الزوايا والحضْرات، كما أنه متواجد في المواسم التي تقام حول أضرحة الأولياء كل سنة. واعتبارا لأهمية المحافظة على هذا التراث المغربي الأصيل وصون الذاكرة الشعبية والحفاظ عليه من الاندثار، أصرّت جمعية حضارات الصويرة وجمعية المغرب العميق لحماية التراث، من خلال شراكة استراتيجية بينهما، على تثمين هذا الموروث الثقافي والديني الوطني وتكْريم رائداته وخلق مسافات جديدة مع مكون أساسي من هويتنا الدينية والروحية عبر إعادة الاعتبار، وبعث هذا التراث منْ خلال تنظيم المهرجان الدولي للحضرة وموسيقى الحال في دورته الأولى مساهمة من هاتين الجمعيتين في تحقيق تراكم ابداعي تواكبه حركة فكْريّة تضمن المقاربة وتحفّز البحث. وتعرف هذه النسخة الأولى مشاركة العديد من مجموعات «الحضرة وموسيقى الحال» الوطنية والدولية من باكستانوفرنسا وأستراليا. وهكذا احتضن برج باب مراكشبالصويرة، في الساعة العاشرة من صباح أول أمس الخميس ورشات في الغناء الصوفي (الأناشيد) أشرفت عليها وأنجزتها الفنانة الإنجليزية من أصل باكستاني، سارة ياسين، التي استحضرت الموسيقية الروحية الباكستانية التي تمزج بين الإيقاعات البطيئة والهادئة وبين الإنشاد الروحي الذي يتخذ أبعادا علاجية ونفسية عبْر الترداد الجماعي الذي ينخرط فيه الحاضرون. كما ساهمت في ورشة « التداوي بالأصوات « ، الفنانتان الفرنسيتان إيما درولاما وماجالي، اللتيْن ركزتا بالخصوص على الأداء الصوتي الهادئ والمتموّج. أما الفترة المسائية فقد عرفت تنظيم موكب جماهيريّ للفرق المشاركة، انطلق من «باب دكالة» بالصويرة وصولا إلى ساحة المنزه التي تحتضن المنصة الرسمية للفعاليات. وقد جاب هذا الموكب الشارع الرئيسي» حيث تؤدي كل فرقة مشاركة لوحات فنية استمتع بها الجمهور على طول جانبيْ الشارع. وفي الثامنة والنصف كان الافتتاح الرسمي، بساحة باب المنزه، والذي حضره عامل مدينة الصويرة والمنتخبون المحليون وعدد من الشخصيات والوجوه الفنية والثقافية والإعلامية. وقد أدّت فقرات فنية رائعة من فنّ الحضْرة «مجموعة حضّارات الصويرة» بقيادة الفنانة لطيفة بومزوغ، ومجموعة الباكستانية سارة ياسين، واختتمت السهرة مجموعة » بحيرات الدالية » للحضرة من مدينة تارودانتْ. وقد استمع الجمهور الغفير الذي تابع هذه الفعاليات في أجواء صيفية ملائمة، بالأداء الفني الرائع لنساء الحضرة، اللواتي أبرزْن تقنيات كبيرة على مستوى العزف والأداء والانسجام الصوتي. كما كشفْن، فنّيّا، عن طقوس «فنّ الحضرة» ورموزه وأبعاده الدينية والاحتفالية والاجتماعية. وقد ذكّر رئيس الجمعية، الاستاذ عبد الله الشخص، في كلمته الافتتاحية بأنّ «النساء الحضّارات كُنّ يلتقين في مثل هذه المناسبات داخل البيوت والزوايا لصلة الرحم وإقامة طقوس الأذكار والمديح والتقرب من الله بابتهالات ودعوات يغلب عليها الطابع الصوفي». وتتواصل هذه الفعاليات اليوم السبت وغدا وفق البرنامج التالي: السبت، 17 غشت متحف سيدي محمد بن عبد الله 10:00 محاضرة لإيمانويل روبير:» الحدس تعبير نسائي» ( فرنسا ) بعد الزوال15:00 برج حصن باب مراكش -) - ورشة عمل (إعادة التدوير: دمى الروح) مع كولين كسار (أستراليا) لورانس فييار (فرنسا) ورشة عمل 6 «رابط المقدس:» مساء ساحة المنزه 20:00: مجموعة حضارات » زايدة كينيا » ( الصويرة /المغرب) مجموعة الحضرة الحسانية (كلميم / المغرب ) حضرة مشتركة بين مجموعة » لاروزا ساجرادا » (فرنسا) مجموعة حضارات الصويرة لطيفة بومزوغ (الصويرة / المغرب) الأحد، 18 غشت حفل الاختتام بعروض مشتركة بين الفرق المشاركة.