في إطار أنشطتها الموسمية وبمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي نظمت جمعية الحضارات الصويريات ليلة الجمعة الماضية بباب الرحبة بمدينة الصويرة أمسية فنية للمديح والسماع حضرها مجموعة من الفعاليات الثقافية والجمعوية وعدد من المستشارين الجماعيين وعلى رأسهم محمد الفراع رئيس المجلس البلدي للصويرة ورجال السلطة المحلية، وعشاق هذا اللون الفني الأصيل من نساء ورجال وأطفال مدينة الصويرة، إلى جانب رجال الاعلام المحليين والوطنيين ورغم أن الحفل الفني كاد ينسف بحكم عوامل الطقس التي لم تكن في بداية الامسية تساعد على استمرار الحفل، حيث كانت الأمطار تتساقط غزيرة في الوقت الذي لم تكلف أية جهة نفسها تهييء الفضاء وتأهيله، وذلك بوضع واقيات تحمي المنشدات والمنشدين من زخات المطر وكذا عموم المواطنين الذين أقبلوا بكثافة للتمتع بهذا الفن الراقي الذي يستمد مضامينه من الأمداح النبوية ومن الذكر الحكيم، صمود المنشدات والمنشدين والرغبة التي كانت تحدوهم لإبراز الذات وإعطاء صورة جميلة لتجربة فريدة تتجاوب فيها الحضارات ورجال الزاوية الدرقاوية والإصرار على مواصلة الأمسية وعدم الاستسلام لليأس ، جعل الجميع يتابع فقرات البرنامج المسطر ويتجاوب معه بشكل ملفت للنظر, وتجدر الإشارة إلى أن النجاح الذي حققته جمعية الحضارات بالصويرة تطلب نضجه واستمراره تضحيات كبيرة، ومعاناة جمة، خاصة على مستوى الجانب المادي الذي يعتبر أحد الأسس الضرورية لتوفير الاحتياجات وتشجيع الطاقات ، فكانت الجمعية تعتمد على التمويل الذاتي والاعتماد على محلات خصوصية للتداريب واللقاءات، وفي هذا الإطار أكدت رئيسة جمعية الحضارات الصويريات السيدة لطيفة بومزوغ أن فكرة انشاء فرقة نسوية للإنشاد الروحي لم تكن وليدة الصدفة، وإنما نجمت عن وعي بأهمية هذا الموروث الثقافي الذي حافظت عليه الأسر الأصيلة وتناقله الآباء عن الأجداد، إلا أن المتغيرات المجتمعية، وما يعرفه المجتمع من تحولات واستيلاب، بدأت تؤثر في بعض التقاليد والأعراف ، مما جعلها تتلاشى ويخفت بريقها ، هذه المعطيات دفعت الجمعية إلى التفكير في التعريف بفن الحضرة وما يحمله من خصوصيات مرتبطة بحب الرسول الاعظم و بشمائله وسمو خلقه، وقد لقيت الفكرة ترحيبا من أفراد المجموعة ومن تم انطلقنا بإمكانياتنا المحدودة، واستمرت التداريب بكثافة رغم عدم توفرنا على مقر خاص، ولا سيارة تقل المجموعة عند التنقل ، ولا دعم مادي يحافظ على تماسك المجموعة ويغطي المصاريف المتنوعة، علما أن جل الأعضاء من الطبقات المتوسطة والفقيرة، ومنهن من تعيل أسرة كثيرة الأفراد، وبحمد الله، وبعد النجاح الذي حققناه ، والثقة التي حظيت بها المجموعة، خصص لنا المجلس الجماعي لمدينة الصويرة منحة ، كما وجدنا الباب مفتوحا في وجهنا من لدن رئيس المجلس الجماعي الذي أبدى استعداده لتخفيف الضغط على الجمعية من خلال توفير الفضاء وتأثيثه، وتقديم المساعدات الممكنة ويذكر أن هذا الحفل تميز أيضا بالحضور الكبير للسياح الذين واكبوا الحفل من بدايته إلى نهايته، والذي استمر إلى الساعات الأولى من صباح يوم السبت، كما حرص رئيس المجلس الجماعي ورئيس المنطقة ومجموعة من الفعاليات الثقافية والجمعوية على متابعة أطوار الأمسية خاصة بعد سعي جمعية الحضارات الصويريات لتطوير أدائها من خلال المزج بين اصوات ذكورية ونسوية مع المحافظة على بعض الملامح التي تحفظ للفرقة خصوصيتها، والامل الكبير في التعريف بالموروث والترويج له داخل المغرب وخارجه وكخطوة بداية اكدت السيدة لطيفة بومزوغ رئيسة جمعية الحضارات الصويريات أنها تسعى لإحياء هذا الموروث الثقافي وإعادة مجده، وأشارت إلى أن اختيار ساحة الرحبة لم يكن اعتباطا بل أملته عوامل كثيرة منها ما هو تاريخي بحكم الأسوار والأقواس التي يعود بناؤها إلى الأزمنة الماضية، كما أن موقع الرحبة وسط المدينة له دلالته في إشراك السكان هذا العرس الروحاني , ومن المنتظر أن تحلق فرقة الحضارات الصويريات لعرض أعمالها في العديد من المدن داخل المغرب ضمنها مدينة مراكش وأيضا بالدول الغربية ابتداءا بإيطاليا وإسبانيا وانتهاءا بفرنسا ،