نظمت جمعية الحضارات الصويريات بمدينة الصويرة حفل ختان جماعي يوم الخميس 15 يوليوز 2010 لفائدة عدد من الأطفال اليتامى و المعوزين ، هذه البادرة التي تدخل في إطار برنامج شامل لمجموعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والثراثية التي سطرتها الجمعية التي تضم نساء من مختلف الأعمار، وأغلبهن من الطبقة الشعبية الضعيفة والمتوسطة الدخل، وجدت استحسانا كبيرا من لدن المتتبعين، وذلك لعدة اعتبارات منها أن هؤلاء النسوة نجحن في إحياء موروث ثقافي مهدد بالزوال، رغم ما يجسده من اهمية على مستوى الذاكرة الشعبية وايضا على مستوى الجانب النفسي والروحي من خلال الأذكار النبوية والتهليل والتكبير و الطقوس والعادات التي تناقلتها الاجيال، ولم يمحصر مجهود الحضارات داخل هذا الإطار الضيق، بل تعداه إلى العمل على إحياء أنشطة إنسانية لصالح أبناء المعوزين والفقراء ، وقد تم افتتاح هذه التظاهرة يوم الأربعاء 14 يوليوز بحفل حناء و استقبال عائلات الأطفال قبل انطلاقة موكب الخيول وعربات الكوتشي التي طافت المدينة العتيقة وفق تقاليد الصويرة الأصيلة، بمشاركة الطائفية العيساوية والطائفة الحمدوشية بالصويرة إلى جانب الحضارات الذي تميز بحضور مهم من الشباب. وخلال يوم الختان الذي تم تحت إشراف طاقم طبي متخصص ثم أيضا توزيع الهدايا على الأطفال ومساعدات مالية لعائلاتهم ، كما تخلل الحفل أمداح نبوية من أداء الجمعية الدرقاوية الحراقية لفني للمديح و السماع بالصويرة . فيما تلزم الإشارة أن هذه التظاهرة الاجتماعية و الثقافية تمت بفضل مجهود الجمعية و على السيدة لطيفة بومزوغ التي تحدثت عن سعادة تحقيقها هذا المشروع بفضل تضحيات شخصية ومادية لكافة عضوات الجمعية وتتبع من لدن السلطات المحلية. يأتي هذا في سياق ما تعتني به الجمعية من سلوك الغيرة الاجتماعية اتجاه الأشخاص المعوزين إبراز ميدانيا للقيم الرمزية للعمل الجمعوي بالصويرة. وفي اتجاه التذكير بالعناية بالثرات الثقافي بالمدينة صرحت السيدة لطيفة بومزوغ أنها تسعد أيضا لكون أن هناك مجموعات متنوعة تهتم بثرات الحضارات إلى جانب ميادين أخرى ، مشيرة إلى هذا الصدد'' أننا أن نحتاط من الهاجس المادي أو الفولكلوري وأن نقدر كثيرا الثرات ونحافظ عليه كما هو، عناية بهذا الكنز الأصيل الذي تتميز به بلادنا وترسيخا فعليا لمضمونة الروحاني والإنساني'' وختاما تلزم الإشارة إلى أن مسيرة هذه الجمعية وإنجازاتها الفنية التي صارت تبرز ملتقياتها بالصويرة والدار البيضاء و فرنسا وإيطاليا، تعمل على تأكيد عناية الفاعلين الجمعويين المحلين بالمميزات التراثية لهذه المدينة التي تساهم في الإشعاع الثقافي بالمغرب .