عكس كل التوقعات، مر الجمع العام العادي السنوي لموسم 2012 - 2013 لفريق الوداد البيضاوي، الذي انعقد مساء أول أمس الأبعاء بأحد منتجعات عين الذئاب، في أجواء هادئة، حيث تمكن الرئيس، عبد الإله أكرم، من الحصول على صلاحية تجديد الثلث الخارج، لتعويض المستقيلين. وبعد التأكد من النصاب القانوني، بحضور 50 منخرطا من أصل 69، تناول أكرم كلمة اعتبر فيها أن الوداد عائلة موحدة، وأن الباب مفتوح أمام الجميع من أجل تقديم العون والمساهمة في التسيير، مطالبا الجماهير بالعودة إلى المدرجات، لأن الجمهور الحقيقي للوداد لا يقاطع المباريات، مضيفا أن من يحرك خيوط «الفتنة» معروفين. وشدد رئيس الوداد على أنه «ماشي ولد الحرام باش نرمي الوداد في هذا الظرف الحساس»، داعيا معارضيه إلى البحث عن رئيس تتوفر فيه مواصفات وأن يكون في مستوى وقيمة الوداد، وأنه على استعداد لترك مكانه، لكنه لن يسلم المفتاح «لقشاوش عاشوراء»، ولن يقبل بأن يغادر منصبه «بانقلاب». وألمح رئيس الوداد إلى أن شعار «أكرم إرحل»، لم يخلق له أي ضرر، بل أصبح عاديا عنده، لأنه لم يرتكب أية أخطاء تستدعي كل هذه الحملة التي تستهدفه. مؤكدا على أنه مطالب فقط بتوفير الظروف والأجواء اللازمة للاعبين، وأنه «ماشي أنا اللي غادي يدخل الكرة للشبكة، فأنا معني بالسهر على سير الأمور الإدارية واليومية للفريق»، قبل أن يستطرد بالقول إن بعض اللاعبين الذين تعاقد معهم الفريق لم يظهروا بالصورة المطلوبة، مشددا على أنه ودادي حتى النخاع، ولن يقبل بأن يزايد عليه أحد في هذه الصفة. ونفى أكرم أن يكون قد اغتنى على حساب الوداد، أو أنه يخدم مصالحه الشخصية، مشيرا إلى شركاته التي تتعامل مع الوداد لم تتوصل بمستحقاتها منذ 18 شهرا. ولم تشهد قاعة الجمع العام أي خروج عن النص، حيث كان الجميع يشيد بالعمل الذي يقوم به الرئيس، وكذا التشديد على أن أزمة الوداد تكمن في بعض أعضاء المكتب المسير، وحمله بعض المنخرطين المسؤولية، لأنه هو من عينهم. وطرحت مسألة استقالة أعضاء من المكتب المسير، حيث علق أكرم على الأمر بأنهم لم يستقيلوا من الوداد وإنما «استقالوا من عندي، فأنا من أتى بهم للتسيير داخل الوداد، وبالتالي فأنتم لا تعرفون أحدا غيري، وأنا المعني، كما أني أنا من يكتب اسمه على الجدران». ووعد أكرم بأن ينافس الفريق هذا الموسم على لقب البطولة، لأن الوداد مطالب دوما بالمنافسة على الألقاب، «وإلى ما لعبتش على الألقاب نمشي بحالي». وفي التقرير الأدبي، استعرض المعطي وريث، الكاتب العام، المحطات التي مر منها الفريق، بدءا بالانفصال عن المدرب الفرنسي دوكاستل، وتعويضه بالإسباني بنيتو فلورو، وصولا إلى التعاقد مع بادو الزاكي. وأشار التقرير الأدبي أيضا إلى الانتدابات التي قام بها الفريق، حيث تم جلب 12 لاعبا، مقابل تسريح 16، وإلحاق سبعة لاعبين من فئة الأمل بالفريق الأول. وأكد المعطي وريث في تقريره على أن الفريق يولي عناية كبيرة للاعبيه، ويضعهم تحت مراقبة دقيقة، خاصة في ما يتعلق بالجانب الطبي. وأشاد التقرير الأدبي بالعمل الذي يقوم به المدير التقني الوطني، حسن بنعبيشة، وكذا الإنجاز الذي حققه فريق الإناث، الذي حل ثانيا في البطولة الوطنية. كما تطرق إلى قنوات التواصل التي فتحها الفريق، سواء عبر الموقع الرسمي للفريق أو عبر قناته التلفزية الإلكترونية. وحمل التقرير المالي فائضا ماليا بقيمة 2559962.49 درهما، حيث ارتفعت المداخيل مقارنة مع السنة الماضية، بنسبة 7بالمائة، لتبلغ 68024837.90 درهما، فيما تقلصت المصاريف بنسبة 2 بالمائة، ليصل مجموع ما صرفه الفريق خلال موسم 2012 - 2013 65464875.41 درهما. وحتى يكتمل جدول أعمال هذا الجمع، تمت المصادقة بالإجماع على التقريرين معا، رغم أن المنخرطين لم يتوصلوا بهما في الأجل القانوني، إلا أنهم لم يعترضوا على الأمر. هذا التأخر انعكس على النقاشات، التي لم تستهدف ما جاء به التقرير المالي، بل إن أحد المنخرطين انتفض في وجه نائب أمين المال، نور الدين بنكيران، الذي كان يتلو التقرير وطالبه بالاختصار، قائلا له «راك طولتي علينا»، وطالبه بالاكتفاء بالخطوط العريضة. يذكر أن هذا الجمع العام جرى تحت تعزيزات أمنية، حيث كانت مراقبة الدخول إلى مكان الجمع العام تتم بشكل دقيق، تفاديا لتسلل بعض المعارضين للرئيس.