صدر للكاتب و الناقد و الروائي و الباحث في الثراث المغربي و المخطوط «عبد الله خليل» كتاب جديد بعنوان «كناوة الأصول و الامتدادات أو المغرب الأسود» عن منشورات المجلس البلدي لمدينة الصويرة منشورات الصفريوي و يقع الكتاب في 104 صفحة من الحجم المتوسط ، هدا الكتاب عن الجذور الثقافية المتعددة و المتنوعة للصويرة و ما تمثله رمزية الثقافة الكناوية كأداة للرقي الاجتماعي و الفني و الانفتاح اللا محدود عن الغير. و يؤِرخ الكتاب ظاهرة كناوة بالمغرب و يجمع بين أصناف متعددة من الأجناس الفكرية و الأدبية تروم حول فلسفة و تحليلات سيكولوجية و نفسية و طقوس اجتماعية سوسيولوجية دون فرضية الغوص في النظريات و المصطلحات المستعملة ، الكتاب يدور حول الإنسان كجسد و روح تتحكم فيه القيم الدينية و الطقوس الكناوية و الموسيقى الكناوية ذات الإيقاعات القوية المحملة بثقل الأساطير و المعتقدات الموغلة في القدم و المشحونة بالإرث الحظاري الإفريقي و البربري و العربي . و تبقى طقوس كناوة خاصة من دون توافرها لا يكون الحفل الطقوسي مكتمل الشروط و المقاصد بحيث لا يستقيم الكناوي مع نفسه إلا مع طقسه الروحي الخاص بما أن الأمر يتعلق بمرحلة الفرجة الدنيوية و مرحلة الشطحات الروحانية ذات طابع الإمتلاكي و في ضوء ذلك يمر الجسد الكناوي بإيقاعات حركية راقصة و موجهة و أخرى ارتجالية غير موجهة هي أقرب إلى الشطحات الصوفية أو الجدبة، إذ يترك العنان للجسد لا يستريح و يرتفع إلى أعلى عليين من الرقص و القفز و الدوران و الإنحناء ، و يصبح الجسد مكانا ينفلت عبره صراع و القلق الناشئ عن مظاهر مشوشة و مركبة و متعددة الأشكال تأخد تجليات خاصة متفاوتة التفاعل و الإنفعال يصعب على أي علم مهما كانت أسلحته و مناهجه و منطقه تفسيرها ، و تبقى هده الطقوس تمارس في إطار منغلق و ترجع أصولها إلى بقايا من المعتقدات الوثنية الإفريقية التي تعبد الأرواح و البربرية التي امتزجت فيما بعد مع المعتقدات الإسلامية التي قدمت مع الفتوحات العربية لشمال إفريقيا.